+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: هل تخضع أمريكا إلى السياسة التركية

  1. #1
    محمد ابو حسن is on a distinguished road الصورة الرمزية محمد ابو حسن
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    البحرين
    المشاركات
    556

    افتراضي هل تخضع أمريكا إلى السياسة التركية

    هل تخضع أمريكا إلى السياسة التركية



    منتديات الفرات


    تشهد العلاقات التركية الأمريكية هذه الأيام أزمة، يرى بعض المحللين أنها منعطف خطير وتحول حاد في علاقات البلدين الحليفين، بسبب إقرار لجنة الشؤون الخارجية للكونغرس الأمريكي مشروع قرار بشأن "إبادة الأرمن"، وكذا تصعيد حزب العمال الكردستاني هجماته، والتلكؤ الأمريكي في منع نشاطه في شمال العراق. وكان أحد هذين السببين كافيا، ليزيد مشاعر الكراهية في الشارع التركي تجاه الولايات المتحدة، حيث بلغ غليان الشعب التركي ونقمته على أمريكا ذروته.



    يرى الشعب التركي اليوم أن الولايات المتحدة هي المسئولة عن مقتل الجنود والمدنيين الأتراك، لأنها تزود حزب العمال الكردستاني بالأسلحة والذخائر، لاستخدامه في ابتزاز إيران وتركيا، وأنها تتلكأ في منع أنشطة هذا الحزب الإرهابي في شمال العراق، مع أنها لو طلبت من حكومة إقليم كردستان العراق إغلاق معسكرات حزب العمال الكردستاني لائتمرت بأمرها.



    كما أن مسعود البارزاني، الذي يهدد تركيا بين الفينة و الأخرى بعدم التدخل في شمال العراق، يحمي هوا الاخر حزب العمال الكردستاني، ليُساوم به تركيا بشأن كركوك، ويستمد هذه الجرأة من مساندة واشنطن له.



    وهناك نقاش في تركيا بين الكتاب والمثقفين حول مسؤولية أكراد العراق عن هجمات حزب العمال الكردستاني، ولكن الجميع متفقون على مسؤولية الإدارة الأمريكية عنها، بشكل أو آخر.



    إن قرار لجنة الكونغرس الأمريكي بشأن "إبادة" الأرمن، سيضر الولايات المتحدة بشكل لا يتصوره المصوتون لصالح هذا القرار، ويظن هؤلاء أن تركيا ستبدي استياءها يوما أو يومين، ثم تنسى، ويقولون إن الأمر متعلق باتهام الدولة العثمانية لا تركيا الحديثة، جاهلين مدى حب الشعب التركي للعثمانيين وافتخاره بأجداده، ويرى الكتاب الأتراك أن القرار لن يساعد في تطبيع العلاقات التركية-الأرمينية، وفتح الحدود بين البلدين، وإنما يصب الزيت على نار أشعلتها هجمات حزب العمال الكردستاني.



    لا يمكن أن يتفهم الشعب التركي، أن تنصب لجنة الشؤون الخارجية للكونغرس الأمريكي قاضيا، ليحكم على أحداث جرت قبل حوالي قرن وبأدلة واهية وتحيز إلى الأرمن، بينما يقوم جيش أمريكا ومرتزقتها بأبشع جرائم الإبادة الجماعية في العراق وأفغانستان.



    ولا يمكن أن يقتنع بأقوال الرئيس الأمريكي أو بعض المسؤولين في واشنطن، المعبرة عن رفضهم لقرار لجنة الكونغرس بشأن "إبادة الأرمن"، وتأسفهم من إقراره.



    هناك غضب عارم في الشارع التركي، تغذيه التقارير الصحفية ومقالات الكتاب، وهو ما يشكل ضغطا على الحكومة التركية، أجبرت أردوغان، على القول، إننا مستعدون لدفع ثمن التوغل في شمال العراق إن قررنا ذلك، ويوجه إلى الولايات المتحدة والتحاد الأوروبي انتقادات حادة.



    أعرب أردوغان في مؤتمر صحفي عقده في مقر حزبه بإسطنبول، عن استيائه من التحذيرات الأمريكية والأوروبية من القيام بعملية عسكرية في شمال العراق، قائلا: "إن الاتحاد الأوروبي يعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، ولكنه لا يفعل شيئا عمليا... وجاءت الولايات المتحدة من مسافة آلاف الكيلومترات لتغزو العراق، ولم تسأل أحدا... لسنا في حاجة لنصائحكم".



    من المتوقع أن ترسل الولايات المتحدة إلى أنقرة مسؤولين كبار، لتهدئة "غضب الأتراك" شعبا وجيشا وحكومة، ولكنه لا يتوقع أن يهدأ هذا الغضب بمجرد وعود، حيث ينتظر الجانب التركي هذه المرة خطوة عملية من الجانب الأمريكي، كرفض قرار "إبادة الأرمن"، الذي صادقت عليه لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، وإغلاق معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وربما تسليم بعض قادته إلى تركيا.



    وإن لم تقم الإدارة الأمريكية بأي خطوة ترضي الأتراك، فإن أنقرة بيدها أوراق تستعد لتلعب بها كإغلاق قاعدة إنجرليك، ووقف الدعم اللوجيستي للجيش الأمريكي في العراق، وإغلاق المعابر الحدودية مع العراق، وقطع إمدادات النفط والكهرباء إلى إقليم كردستان العراق.



    ومن الأوراق الحيوية بيد أنقرة، تركمان العراق، الذين رفعوا أصواتهم في الآونة الأخيرة، مطالبين بإنشاء إقليم رابع تركماني على غرار الأقاليم الأخرى الكردية والسنية والشيعية، إذا تم تقسيم العراق إلى أقاليم، وقد تدعم تركيا المقاومة العراقية التي ترفض تقسيم العراق وتحارب قوات الاحتلال الأمريكية.



    وقد هدد النائب الأول لرئيس الأركان التركي، الجنرال إيلكر باشبوغ، في أواخر أيلول الماضي، بالعمل على إيجاد المزيد من المشاكل لأمريكا في العراق، مؤكدا أن على الإدارة الأمريكية أن تعي جيدًا أن تركيا تملك العديد من العناصر، التي قد تسهم في زيادة تكلفة الوجود الأمريكي في العراق.



    سترسل الحكومة التركي إلى البرلمان مذكرة تبيح للجيش التركي القيام بعملية عسكرية في شمال العراق ويرى المحللون، أن الجيش التركي أمامه ثلاثة خيارات: الأول، أن يجتاح شمال العراق ويقيم منطقة عازلة بين العراق وتركيا، ولكن كثير من المحللين، يرون أن هذا احتمال ضعيف. والثاني، قصف معسكرات حزب العمال الكردستاني بالطائرات. وأما الخيار الثالث، الذي يراه المحللون أنه أقرب للتطبيق، قيام القوات البرية بعملية عسكرية سريعة، بمساندة القوات الجوية ورجوعها إلى تركيا، بعد تدمير معسكرات الإرهابيين.



    لا شك أن حصول الحكومة التركية على التفويض من البرلمان، لا يعني أنها ستستخدمه مباشرة، خاصة وأن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، سيزور واشنطن في الأيام المقبلة، ويلتقي خلال زيارته الرئيس الأمريكي، ومن المؤكد أن المذكرة والحشد الإعلامي، وتأييد أحزاب المعرضة وتعبئة الشارع التركي؛ كل هذه ستعزز موقف أردوغان في المباحثات في واشنطن، وتساعده في الحصول على ما ترضي تركيا، دون الحاجة إلى أية عملية عسكرية وراء الحدود.



    ( اخبار العالم )
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد ابو حسن ; 15-10-2007 الساعة 06:17 AM

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك