فاطمة او ذكرى الناصرية .. قريبا في المكتبات العراقية والعربية عن مؤسسة مصر مرتضى للكتاب العراقي ليث سهر الزيدي ، وتعتبر هذه الرواية أول أعماله وتتكون من اربع فصول يتناول الكاتب فسها وبلغة شعرية كل مالا يجرؤ جيل المعاناة و الحروب العراقي البوح به (المسكوت عنه في االمجتمع العراقي) من خلال خلق عوالم وفضاءات واسعة من التراكيب والايحاءات والانثيالات والتي خرج بها عن المألوف في الرواية العراقية مسجلا بذلك عهد جديد للرواية العراقية وجتى العربية .
اوفق الكاتب من خلال الرواية صنع من خلالها اجواء اقرب للواقعية السحرية استدعى فيها التراث اوالأساطير السومرية والرمزيات في التاريخ القديم والحديث ، و مزاوجة بين الازمات السياسية والاجتماعية ، يتخللها نقد مقذع بطريقة ذكية للممارسات القمعية للانظمة السابقة واللاحقة و السلوكيات الطارئة للحركات الدينية و غير الدينية وتناول للمسكوت عنه في الفلكلور و الواقع العراقي والجنوبي تحديدا.
و من ايجابيات الروائي انه استطاع توظيف الجانب المحلي بصورة تليق بالادب العالمي ، واعتقد انها ستكون منطلقه للعالمية..
كما وفق الكاتب في استخدام اسلوب المونولوج الداخلي للانطلاق الى افاق واسعة رغم قصر الرواية ( حيث تبلغ 200 صفحة من القطع المتوسط) ، حيث نجح في توليد طاقة تدفع المتلقي الى المتابعة الى الاخير و احتمال القراءات المتعددة للصورة الواحد ة ناجحا بذلك في استخدام الواقعية الساحرية في الرواية العراقية - ولاول مرة على حدود قراءاتي-
البطل الذي يظل مجهول الاسم يكون هو الرواي و هو المتلقي وهو صوت جيل المحنة و الحصار وحروب الهزائم والامن العامة و صلاة الجمعة و قصة حب مكسور تمثله الرغبة غير المتحققة والاف الامنيات التي احترقت مع ريش الفينيق العراقي. اضافة الى شخوص ثابتين ومتحركين عبر ازمنة لم يحددها جعلها بدلالات مشحونة بطاقات معرفية ولغوية ذات مستوى متعدد ،الامكنة تنوعت لديه فالناصرية مثلت العراق مروراً بالمدن التي نسيها التاريخ من جنوب العراق وحتى شماله .
ادعوكم الى الاطلاع على هذه الرواية و قرائتها جيدا - لانها تتطلب قارئا ذكيا - لانها صوت كل فرد من جيلنا ..
مع تحياتي لكم قصي علي الزيدي.....