رحـلـت ولـم تـودع مـن كـان للـود طـــلاب
ذهبت في صمتٍ غارسة في القلب مخلاب
بتصـرفها أغلقـت في وجهي كـل الأبــواب
لــم تراعي صيـحـات مشاعر فؤادٌُ مُصـاب
فجأة وفي ليلـة جـارت علي بدون اسبــــاب
أشعر الأن بذهولٍ ويغـطـي فـكـري ضبـاب
أعمى أتخبط في ظلمةٍ وكـأن حولـي ذئــاب
يسكنني ريبةٌ وخوف وثغري للسُــمِ شـراب
يلفظُ بحروفٍ تٌملى على قلمٍ للحبرِ صَبــــاب
تنسكب الكلمات من رأسي في شكل خـِطاب
تناجي أنثى سلبت عقلي بجـمـالهـا الخــلاب
أبخق يا بصري فأنا بــاذخٌ فــي الإعجـــاب
مع كل ما أصابني ما زال خيالي يبني أطناب
كُل شبرٍ في أرضي لها ومن هم حولي أغراب
في الأمسِ عشنا سوياً همـساً للـحب جَــــلاب
واليوم أتجرع منها جحــود قـاطــع للــــرقـاب
هنـا لن أشكي ولـن أبكـي بدمـع مـن أهـداب
بل سأكتب بحروفي حُــزنٌ على مـن غـــاب
لهـيب الحسـرة فـي نفـسي والحـيرة عـذاب
أمتـدحـك يامــاضي سـنيـنـي أم أذم الألـبـاب
عقـولٌ هي دوماً عـن كل القلـوب فـي ريـاب
فبأحاســيسي كـلـها أقُـر بأن الشـوق غــلاب
عـلمتهــا الحـُب منـذٌ طفـولتهـا حتى الشـباب
هـذا إعـتـرافـي أُصـيغـه والـرأس قـد شـــاب
فـما عــدت أمُــيـز بيـن الخـطـاء والـصــواب
أنـاديهـا تعـالي سـألها هـل ما زلـنـا أحــبــاب
إن لـم يكـن فبحـق الله عودي لنكون أصحاب
كـم تمـنيـت أن الـفراق مـدفـون تحـت التراب
فـأعيش بقـربهـا عـمري بـدون هـمٍ أو عِتـاب
وإلا أمــوت والفنـاءُ خيـرٌ مـن وداع الأحبـاب
منقول