+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: هى تحبه وهو ...

  1. #1
    كفى صمتاً يانفس أنثى شرقية is on a distinguished road الصورة الرمزية أنثى شرقية
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    وادي السلام
    المشاركات
    13,291

    new هى تحبه وهو ...



    جلستْ القرفصاء فى غرفتها تنتظر هبوب العاصفة الثلجية القادمة من السماء ؛ كى تخفف عنها آلام حيرتها وانتظارها اليومى ..

    لم تكن تعرف ما الذى يصيبها كل مساء حين تسلمُ نفسها لدهاليز الفكر وممرات الانتظار .

    نظرت إلى " دبدوبها" فرأته مبتسماً كما كان, وكما عودها منذ أن اشترته خفيفاً فى إحدى رحلاتها المدرسية البعيدة التى تتذكرها الآن بضحكٍ غامرٍ , وحسرةٍ على طفولةٍ نضجت قبل أوانها ..

    ابتسمتْ .. تحركت .. استدارت ..

    وقفتْ فهاجمها شبحُ ذكريات دقائقٍ مضت , حين دخلت البيت مسرعةً لتفاجَئ ب" هوليلة وزمبليطة " وأناسٍ كثيرين لم تعرف سبب وجودهم فى البيت , ولماذا يغنون , ولكنْ سرعان ما زالت دهشتها حين تذكرت أن اليوم الأحد" 12/ 4 " هو عيد ميلاد أخيها الصغير " دلوعة العيلة وقطة المنزل" ..

    فلامت نفسها على تقصيرها , وكيف أن الوقت قد مرَّ خارج المنزل دون أن تشترى هديتها لأخيها , وكيف أن الساعات خارج المنزل تدورخفيفةً كأنها على جناح حمامة بيضاء .. لامت نفسها وأنّبتها ولعنت ذلك ...." الحب" ..

    كيف أنساها هذه المناسبة العائلية ؟! ,

    وكيف ستبرر لأخيها الصغير غياب " البلاى ستيشن ب 6" الذى كانت قد وعدته به منذ شهور مضت؟! . تذكرت أيضاً فى معرض ذكريات دقائقها الماضية همساتِ وغمزاتِ ولمزاتِ بنات العائلة اللاتى ينظرْن بخبثٍ ـ غير برئ ـ إليها ..

    ثم يضحكن حين تطالعن بقلقها اللذيذ ووجهها الأصفر كما الليمون , فيقسمون بأنه " الحب" ..

    ولا بديل عنه ..
    هو وحده القادر على فضح كل شئ على طريقة عبد العال العبقرية " كل شئٍ انكشفٍ وبانْ " .

    رمت مسرعةً تحياتها إلى الحاضرين , وطوت المسافة بين باب المنزل وغرفتها بضحكة خجولة أكدت بها ظنون قريباتها الخبيثاتْ . وفجأةً أخرجها ـ من معرض ذكريات دقائقها الماضية ـ صوتُ أمها تطلبها للخروج حتى تتمكن من مشاركة أخيها حفله البرئ , وحتى تفوت الفرصة على هؤلاء البنانيت " الخبيثات" اللائى لا يكففن عن مراقبتها , ومحاصرتها بعيونٍ لئيمة تريد أن تعرف من هو بطل روايتها الجميلة.

    وفى دقائق ـ مرت طويلةً على كل من كان بالمنزل سواها ـ ارتدت " نور" فستانها الأنيق ووضعت قليلا من الماكياج يظهر فرحتها الشاحبة لتخدع foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? ـ مسكينها الصغيرـ حتى ينسى قليلا " بلاى ستيشنه " ..

    خرجت من غرفتها تقابلها عباراتُ الثناء من صديقات أمها , وعباراتُ الغزل العفيف من زميلاتها "
    ايه ياعم الحلاوة دى؟ , وتلك الملعونة "وفاء " أقرب صديقاتها التى رمتها هى الأخرى بال ... " سهله ياعم مين قدك ؟" ..

    ارتبكت قليلاً ..

    ثم سرعان ما أظهرت جديةً تفضح كل طفولتها المتخفية..

    وكما يلتقف الغريقُ قارب النجاة التقفتها عيون أمها ونداؤها, فذهبت مسرعةً إليها ..
    سلمتْ على قريباتها وصديقات أمها سلاماً خجولاً , فقابلتها إحداهن بعبارات التحية الخبيثة البريئة

    " ماشاء الله ربنا يخليهالك ياسوسن ..

    لاء خلاص هنجوزها لوليد .. " فتجهَّمت لها , وأظهرت امتعاضاً وغضباً أزال كل ماسبقه من ضحكاتها وبشاشتها المتأججة .. انصرفت إلى صديقاتها لتقضىَ معهن وقت الحفلة الذى لا يريدُ أن ينقضىَ حتى تتخلص من تلك التلميحات ال..... ,

    وقبَّلت foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?ها الصغير وأعطته " شيكولاته" رقيقة , فداهمها بسؤاله المتوقع الذى باءت كل محاولتها فى أن تمنعه بالفشل : " فين البلاى ستيشن ب6" ؟.

    ارتبكت قليلا , ثم قابلته بقبلةٍ أخويةٍ حنونةٍ ثانية , ثم همست فى أذنه " بعد ما الولاد يمشوا علشان هيبوزوها ليك " , فضحك فى وجهها وقبلها واحتضنها , ثم نسى وجودها حين جاءه صديقه أيمن؛ ليلعبا معا ولينقذ نور من foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? " المسكين "! .

    لم تصدق أنها نجت وبكل هذه السهولة من مشكلة foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? الكبيرة .. ازدادت فرحاً حين راهنت على نوم foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? المباشر بعد انتهاء الحفل , وبعد أن أمضى يوماً متعَباً فى ترتيب حفلته الصغيرة. وسرعان ما انتهت الحفلة وعاد كلٌ إلى منزله ,

    وتثاءب foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? الصغير وطلب على وجه السرعة نوماً عميقاً يمنحه قدراً من الراحة ؛ ليستعد بها لأولى حصصه المدرسية غداً مع " ميس عبيرْ ذات البووووز الكبيرْ" ,
    وكسبت نور رهانها ومعه يوماً جديداً تستطيع فيه أن تحضرهديتها المنتظرَة لforaten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?َ المنتظِر ْ


    . دخلت غرفتها فوجدت دبدوبها الصغير
    ولعبة الطفولة فى انتظارها على أحرِّ من الجمر , فقبلت أصدقاءها الأوفياء ,
    ثم استلقتْ على ظهر سريرها لتدخل فى دوامة فكرٍ جديدة .. " وماذا بعد؟" ..
    سألت نفسها , ثم تجهَّمت حين لم تجبها نفسُها بإجابةٍ منتظرة .. تذكرتْ حبيبها فى نهار اليوم حين انتهى من محاضراته اليومية , وبعد أن أمضت ساعتين كاملتين فى انتظاره بعد أن تركت كل محاضراتها ؛ لكى تتشجع وتترك لعثمتها على باب منزلها , ثم تقف قويةً لتسأله : " وماذا بعد؟" ..

    ولكنها أرجأت مواجهتهما الكلامية ـ بمجرد أن رأته ـ ليومٍ تكونُ فيه السماءُ أقلَّ إحباطاً وحزنا ..

    قابلها فى مكانهما المفضل حيثُ حديقة الكلية ..

    سألته بعيونها صامتةً : " وماذا بعد؟" . وبعد أن تذكر أمه ـ التى سافرت إلى جنة الله بعد أن عجزت عائلته عن توفير خمسة آلاف جنيه ثمناً لعلاجها ـ , وخمسة أشقاء يشتركون معاً فى حصص الفقر اليومية ومستقبلاً مجهول الملامح ينشر ظلامه عليه وجراحاً تفنن الزمن فى رسمها ..

    أجابها بابتسامة منطفئة وعيون منهَكة ..

    أنقذهما من شرك السؤال القاتل ندءاتُ الوقت .. فقد مرَّ الوقت سريعاً دون سؤالٍ مُعلَنٍ منها و دون إجابةٍ واضحةٍ منه . حان وقت العودة إلى المنزل .. حيَّاها بنفس العيون المنهَكة والابتسامة المنطفِئة .. فردت بعيونها الصامتة المتكلمة ..


    أطفأت "نور" مصباح غرفتها واستعدت للنوم , فأقلقها حوارٌ دافءٌ بين دبدوبها ولعبتها .. : " مالمسألة؟".. سألت لعبتها الدبدوب .. أجاب بحسرةٍ واضحة .. : " ببساطةٍ .. هى تحبه وهو ... كذلك!".


    منقول
    ممااعجبني جدااا



  2. #2
    اميــر ابو الطيبات is on a distinguished road الصورة الرمزية ابو الطيبات
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    لحظه شويه
    المشاركات
    1,119

    افتراضي رد: هى تحبه وهو ...

    قصة جميلة و اكثر من رائعة

    تسلمين عاشت هل ايادي

    اتمنى لك التوفيق

  3. #3
    فراتي مهم جدا امير الاحزان: is on a distinguished road الصورة الرمزية امير الاحزان:
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الرمادي
    المشاركات
    7,473

    افتراضي رد: هى تحبه وهو ...

    الله الله

    ما اروعها من قصة..
    كانت سلسة في كلماتها معبرة باحاسيسها
    لها صداها لاحداث قد خلت

    لك فائق شكري وامتناني
    اخوك الامير

  4. #4
    كفى صمتاً يانفس أنثى شرقية is on a distinguished road الصورة الرمزية أنثى شرقية
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    وادي السلام
    المشاركات
    13,291

    افتراضي رد: هى تحبه وهو ...

    يسعدني مروركم بين تلك السطور المتواضعه
    امير الاحزان
    ابو البلاوي
    شرفتوني هنا
    دمتم بالف خير
    تحياتي لكم

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك