+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: حضارة أهل القرآن معين لاينضب

  1. #1
    فراتي مهم جدا عراقي هواي وميزة فينا الهوى is on a distinguished road الصورة الرمزية عراقي هواي وميزة فينا الهوى
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    ارض الله الواسعه
    المشاركات
    5,119

    افتراضي حضارة أهل القرآن معين لاينضب

    حضارة أهل القرآن معين لاينضب







    محمود فرج

    عُنى الإسلام عناية كبيرة بالعلم وأهله، وفى إطار هذه العناية حرص المسلمون على طلب العلم وتحصيله والاتصال بمصادره قدر الجهد والطاقة، وحظى الفكر فى ظلال دولة الاسلام بثراء ونماء وازدهار مما لم يحظ به فى عصر من العصور، ووجد طلاب العلم وعلماؤه وجميع الفئات المشتغلة به غاية الدعم والرعاية من الخلفاء والامراء وذوى الشأن فى الدولة الاسلامية الناهضة، فكثر لذلك النساخ والوراقون كما كثرت مجالس العلم، وانتشرت فى جوانب بلاد المسلمين، وعمرت المساجد فى الحواضر الإسلامية بحلقات العلم، ولم يقتصر الامر على مكة والمدينة وبغداد ودمشق بل تلألأت المراكز العلمية والادبية فى القاهرة وفاس والبصرة والكوفة وتونس وقرطبة وإشبيلية ومرو وغيرها، وأنّى توجه طالب العلم شرقى البلدان الاسلامية او غربيها سيجد المدارس والجامعات والمساجد التى تتلقاه ليدرس ما يرغب فيه من العلوم الكونية او الدينية وما يتعلق بها من علوم اللغة والبلاغة، اما الادب فكان له دولة عالية البنيان عظيمة الرجحان.

    وفى هذه العهود الزاهرة من تاريخ المسلمين كانت المدن الاسلامية تزدان بألوف من طلاب العلم وعشرات من العلماء فى التوحيد والتفسير والحديث ورجاله والفقه وأصوله وفى التاريخ والسيرة وفى الطب والكيمياء والزراعة والفيزياء الى جانب الفلسفة والمنطق والرياضيات، وما يتصل بمعظم هذه العلوم من فروع منها علوم ابتكرها المسلمون ولم يكن للدنيا عهد بها من قبل وذلك بدافع من الحرص على فهم معانى القرآن وتفهمها وما تضمنه من احكام وشرائع وعقائد، ولذا ظهرت لأول مرة فى تاريخ البشر علوم جديدة مثل تفسير القرآن الكريم وما يتصل بالتفسير من كتب متخصصة فى بيان اسباب النزول او بيان الناسخ والمنسوخ ثم طبقات المفسرين وعلوم القرآن وأحكام القرآن وغير ذلك من الفروع كالكتب التى تبين معانى كلمات القرآن.

    وكيف يكون للناس قبل الاسلام علوم مثل العلوم المتعلقة بالحديث النبوى والسنة المطهرة فقد اجتهد العلماء فى جمعها لأنها تخدم القرآن وتوضح أحكامه وتفصل شرائعه ومجملاته، ثم انبروا الى تمييز الصحيح من الحسن من الضعيف من الموضوع، وظهر علم رجال الحديث وما امتاز به من دقة فى التناول وتمحيص انتقل أثرها الى علم التاريخ فحظى لاول مرة بنقد الروايات التاريخية وتمحيص الاحداث، وصار التاريخ على ايدى المسلمين علماً له اصول وقواعد وحركة لها فلسفة ترتبط بالمجتمع لا مجرد سرد احداث تجمع بين الحقيقة والخيال، كما كان يحدث قبل ظهور الاسلام.

    ثم إن ظهور علوم كالتجويد والقراءات واللغة كالصرف والنحو والبلاغة على النحو الذى ظهرت به بعد الاسلام ومازالت عليه كان ثمرة لعناية المسلمين بالقرآن الكريم وبيان وجوه الإعجاز فيه والمعاونة على ضبط النطق به وفهم معانيه، ولم تحظ علوم اللغة بثراء مثل الثراء الذى حظيت به فى دولة المسلمين لارتباطها بكتاب ربهم الذى كان فى نفوسهم اعز من روح الانسان على نفسه.

    وكان المسلمون اوائل فى فروع كثيرة متصلة بالطب والفيزياء والكيمياء والفلسفة وغيرها من العلوم التى عرفها الناس قبل الاسلام اما صورتها التى نقلها الاوروبيون عن المسلمين، وطوروا بها حياتهم فيما بعد فلم تكن هى التى ترجمت عن اليونانية او الفارسية او غيرهما، اذ كان للمسلمين تعليقات وتمحيص وتمييز وتدقيق علمى اعطى العلوم الكونية وبعض العلوم العقلية النظرية طابعاً اسلاميا متفرداً، بحيث صارت علوماً متعلقة تماما بالعربية والمنهج العلمى الاسلامي.

    إن سماء بلدان المسلمين أظلت مفكرين وباحثين واطباء وزراعيين وفلكيين ومترجمين ونساخاً وتجار كتب لم تشهد حواضر العالم القديم امثالهم فى عددهم او إخلاصهم للحقيقة وبحثهم عنها، او فيما أثمرته قرائحهم هذا الى جانب علماء التوحيد والتفسير وفروعه والحديث ورجاله والسيرة والتاريخ والفقه واصول الفقه وعلماء اللغة بفروعه والرجال الذين انبروا لوضع المعاجم اللغوية وغيرهم.

    إن الانسان وهو يكتب هذا او يقرأ عنه يقول فى نفسه فى غاية الإعجاب والتأثر: ماهذا الثراء؟ ماهذا الفيض الغامر الذى ماجت به بلدان دولة الاسلام جمالا وبهاء ورونقاً ووقاراً؟ اما دولة الادب فى الشعر والنثر والخطابة والحكمة والمثل فإن الحديث عنها امتلأت به بطون ألوف الكتب تأريخا وتذوقاً وشرحاً وتحليلاً وبيانا للفروق بين بيئة وبيئة ومرحلة ومرحلة الى غير ذلك مما حفلت به كتب الادب وتاريخ الادب ورجال الادب.

    ان مابين ايدينا من كتب التراث التى ابدعتها عبقريات الامة الاسلامية فى نور تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية لخير شاهد ودليل على عظمة الامة التى آمنت بالقرآن، وعملت بأحكامه، وتأدبت بآدابه واجابت أوامر ربها بالنظر فى آيات الله الكونية والعناية باستخدام العقل وتنميته بالعلوم النافعة والتفقه فى الدين..

    ان الكتب التى بين أيدينا نتداولها ليست كل ما تركه آباؤنا واجدادنا بل ضاع اضعافها فى أتون الاحقاد التى دمرت أشهى الثمرات بالجهل والغلظة والسفه على يد التتار ايام جاهليتهم حين هجموا على حضارة الاسلام بحمق وجهل، وعلى يد متعصبى النصارى لحمقهم وقصور نظرهم، حيث كان الرهبان فى مدن اسبانيا "الاندلس" يجمعون عشرات الالوف من المجلدات والمخطوطات، ثم يشعلون فيها النيران وسط مظاهر التنفيس عن الحقد على المسلمين بعد سقوط دولتهم هناك. وكان قواد القوات الصليبية فى الشام يجمعون المخطوطات والكتب من الخزائن والمساجد والمدارس فيرسلونها الى دولهم فى اوروبا.

    وعلى الرغم من هذه الكوارث التى منيت بها العلوم العربية والاسلامية فى الفنون المتعددة منها بحر عذب ارتشف ويرتشف منه ملايين من طلاب المعرفة والباحثين فى الشرق والغرب وكم من اجازات علمية نالت اعجاب اهل العلم نالها اصحابها على بحوثهم حول كتب عربية او علوم عربية او عن عالم عربى او فقيه مسلم، ومازالت العلوم الاسلامية والعربية الكونية منها والعقلية والادبية والتاريخية وغير ذلك من العلوم الشارحة لمرامى الشريعة وأهدافها السامية نبعاً فياضا متجددا فى كل عصر وأوان، وانظر الى الجامعات التى تُعنى بالعلوم والدراسات العربية والاسلامية، وكذلك معاهد الاستشراق مع الشعور بالحاجة الى طلب المزيد من الكليات والمعاهد والجامعات المتخصصة التى تتناول جوانب من هذا التراث العظيم الذى يدل على عظمة الاسلام وسمو ماجاء به للناس من عقائد وشرائع واحكام تضمنت الخير للفرد والجماعة وللأمة وللانسانية كلها.

    إن التاريخ الإسلامى سلسلة ذهبية مرتبطة الحلقات متصلة ممتدة بفضل الله وما خبا نور هذه الحضارة العلمية والفكرية فى اى فترة من فترات التاريخ إلا وقيّض الله لها من أهل الاخلاص والعز من ينهض بتبعات الإحياء على قدر ما ييسر الله له من الجهد ولذا لم تخل عصور الضعف التى مرت بالمسلمين من حركة فكرية ونهضة علمية خصوصا فيما يتصل بعلوم الشريعة. والامانة اليوم فى ايدى وفى اعناق امة مسلمة كثيرة العدد كثيرة المدارس والجامعات والمعاهد تطورت فيها وسائل النشر والاتصال وتفتحت العقول.

    فهل ينهض الفكر فى عصرنا الحاضر على قدر ما هيئ للمسلمين من امكانات ووسائل؟ وهل من خطة شاملة وعملية للعناية أكثر بكل ما يخدم القرآن وعلومه واحكامه؟



  2. #2
    حمودى العبيدى الاسماعيلى is on a distinguished road الصورة الرمزية الاسماعيلى
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    مرسى مطروح
    المشاركات
    2,775

    افتراضي مشاركة: حضارة أهل القرآن معين لاينضب

    مشكور اخ ماجد على الموضوع انت رائع
    تحياتى

  3. #3
    حمودى العبيدى الاسماعيلى is on a distinguished road الصورة الرمزية الاسماعيلى
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    مرسى مطروح
    المشاركات
    2,775

    افتراضي مشاركة: حضارة أهل القرآن معين لاينضب

    ونتظر منك المزيد من المواضيع الاسلامية

  4. #4
    فراتي برونزي العراق الجريح is on a distinguished road الصورة الرمزية العراق الجريح
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    389

    افتراضي مشاركة: حضارة أهل القرآن معين لاينضب

    تسلم يا وردة على الموضوع الجميل وننتضر جديدك العراق الجريح

  5. #5
    فراتي مهم جدا الفتاة المرحة is on a distinguished road الصورة الرمزية الفتاة المرحة
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حـــياة الأوهــــام
    المشاركات
    2,594

    افتراضي رد: حضارة أهل القرآن معين لاينضب

    مشكور اخي على الموضوع الرائع***تحياتي***

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك