رغم ان المسألة كانت تتعلق بي شخصيا فقد كانا صديقيّ الا انني اعتبرت ان هذا الحادث جاء مصادفة. الا انه بعد ايام تكررت هذه الحوادث واصبحت بحكم العرف. اصبح الاعتداء على الصحفيين الاجانب الذين جاؤوا لينقلوا صورة الحق الى العالم شيئا طبيعياً.
ثم امتدت هذه المسألة لتصيب عمال الاغاثة الدولية وموظفي الجمعيات التي اتت لتمد يدها لاطفال العراق، ولم يعد هناك تفريق بين صديق او عدو بين دولة مساندة للاحتلال ودولة رافضة له بين امرأة ورجل بين عسكري ومدني، لتصيب يوم امس مرغريت حسن العراقية الجنسية البريطانية المولد، فعمت الفوضى. وكل ما يجري، يجري باسم العراق باسم المقاومة الشريفة ياسم الاسلام الحنيف.
من هنا لا اود ان اوجه نداءا الى الخاطفين، ولا اريد ان اناشدهم ولا اريد ان ارجوهم بل اريد ان اسألهم باسم من تقاتلون وضد من تقاتلون وما هي اساليبكم لقتال؟ اذا كنتم فعلا حريصين كل هذا الحرص على طرد الاجانب من العراق فلما لا تقومون بخطف قادة جيوش الاحتلال وعناصره، لماذا لا تقوموا باختطاف ممثلي قوى الاحتلال لماذا لا تقوموا بعملياتكم الشجاعة هذه في قواعد الاحتلال ومكاتبه، اين كنتم عندما كان الشعب العراقي تحت اقدام صدام وازلامه؟ هل شجاعتكم تكمن في اختطاف النساء وقتل المدنيين الذين لا يحملون السلاح؟ هل هكذا تربيتم في بيوتكم وهل هذه هي ثقافتكم؟ هل هذا هو دينكم؟ هل هذا هو شعاركم؟
اسمحوا لي ان استعير هنا مقالة الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب لاصفكم واصف اعمالكم: اولاد القحبة كفاكم عهرا فالعراق منكم براء والاديان منكم براء وحضارتكم منكم براء وما انتم حتى في مقام اذناب الاحتلال بل انتم اقذر ما يمكن ان ينتج البشر.