((أخُطُ أسمي))
أفنيْتُ عمري أخُطُّ اسمي بأشعاري
في وصفِ باقٍ على الدنيا ومُرْتَحِلِِ
وحينَ رَوَّيْتُهُ من عِطْرِ سيدتي
سطَّرْتُهُ خالداً في صَفْحَةِ الأَزَلِ
* * *
مِنْ حُسْنِ لألائِها قد حاكَ بُرْدَتَهُ
ومن شذي رُوْحِها يزدانُ فى حُلَلِ
رَوَّتْهُ من منبع الطُّهْرِ وغذَّتْهُ
من رِقَّةٍ مَنَحَتْهُ أطولَ الأجَلِ
لا بالجفاء ولا بالرَّخْوِ طابَعُهَا
وديعةٌ كنسيمِ الفَجْرِ معتدلِ
تَهِيْمُ فى ظِلِّهَا دَهْرَاً بأكْمَلِهِ
فلا تَرَى النفسُ يوماً طَرْفَةَ المَلل
ما بين وجْهَيْنِ إمَّا لهفة المعطى
أو حمرة ملؤها فيضٌ من الخَجَل
يفيضُ بالحُسْنِ ما تُبْدِيه من عَمَلٍ
وإنْ تَقُلْ أوجَزَتْ فى أجْمَلِ الجُمَلِ
ما حيلتى : عِشْتُ لَمْ أعْرِفْ لها مَثَلاً
فسامحوني إذا ما أصْبَحَتْ مَثََلى
* * *
إنْ أنْتَ قدَّمْتَ مُرَّاً جاءَ مُنْفَعِلاً
ألْقَتْ على المُرِّ أكواباً من العسل
أو لاح مِنْكَ لهيبٌ قَيْدَ أُنْمُلَةٍ
جاءتْ عَلَيهِ بِسِحْرِ الرُّوحِ كالبلل
لا تَسْأمُ الكَدَّ دائبةً على قَدَمٍ
كأنَّمَا أشْرَقَتْ مِنْ عَالَمِ النَّحْلِ
لكلِّ داءٍ لديها ما يُدَاويهِ
ولا تُقِرُّ اتِّكالاتٍ على عِلل
بِفِطْنَةٍ تأخذُ السَّقْطَاتِ مُبْدِعَةً
فَيَسْلَمُ المُرْتَقَى مِنْ ذَلَّةِ الخَلَلِ
ورغم تِجْوَالِهَا الدنيا بأكْمَلِهَا
لم تَبْدُ فى واردِ للغربِ مُنْتَحَلِ
أصَالَةٌ رشَّحَتْ آياتِ بِنْيَتِهَا
فلا تلاشَتْ ولم تَبْدُ بِمُعْتَزَلِ
لاحَتْ كَنَسْجٍ جميلٍ غارقٍ...... أبداً
فى مَشْرَبٍ مِنْ أَصِيْلِ المِسْكِ مُكْتَحِلِ
فيها وقارٌ وحيدُ الوقْعِ تَعْرِفُهُ
يَنْأى بها سامقاً عن كلِّ مُبْتَذَلِ
بِنْتُ الطبيعةِ لا تُعْنَى بتزييفٍ
يُلَطِّخُ السِّحْرَ مجنوناً بِمُفْتَعَلِ
لها ثَبَاتٌ عجيبٌ فى .........تَفَرُّدِهِ
لا يَنْحَنِى عزمُهَا فى الحَادِثِ الجَلَلِ
فؤادُها راقدٌ فى بَهْوِ مَعْبَدِهِ
ينالُ من مُتْعَةِ الدُّنْيَا على مَهَلِ
إن رَانَ لليأسِ طَيْفٌ ذابَ فى قلبٍ
يُعَاِلُج الكَبْوَ والإحْبَاطَ بالأمل
هَل امْتِدَاحُ مَلاكٍ فى طَهَارَتِهِ
أو وَصْفُ مَرْيَمَ يُعْتَدُّ من الغزل ؟
واللهِ ما قُلْتُ إلا بعضَ باقَتٍهَا
وما قَطَفْتُ سوى نَذْرٍ على عَجَلِ
وكَمْ تَمَنَّيْتُ لو يَمْتَدّ بى عُمْرِى
ليبلغَ المنتهى فى وصْفِهَا أمَلِى
إنَّ ابنتى مِنْ بَنَاتِ الأرضِ قاطِبَةً
تَرْقَى بعينى إلى إشْرَاقَةِ الرُّسُلِ
* * *
رُحْمَاكِ لا تَغْضَبِى إذْ صِرْتِ مَلْحَمَتِى
وطالَ بى وَصْفُ ياقوتى ومَرْجَانى
لا تَحْرِمِيْنِي لذيذَ البَوْحِ فى شِعْرِى
فالعمرُ يَفْنَى ويبقى بَوْحُ وجداني
ماذا يَضُرّ الشذا مِنْ عَيْنِ راصِدِهِ
ماذا يَصِيْبُ النَّدى مِنْ وَصْفِ ظَمْآن
يا قَطْرَةً كالَّآلىءِ فى تَفَرُّدِهَا
هل أنْتِ إلا رزازٌ وسْطَ طُوفانِ ؟
دَعِى نشيدى لعلّ الشّدْوَ يَنْشُرُهُ
ويُصْبِحَ القَطْرُ بَحْراً دون شُطْآنِ
*****
علي ابراهيم
**
2005