لماذا التكبّر؟عن رجل من أهل بلخ قال: كنت مع الرضا (عليه السّلام) في سفره إلى خراسان فدعا يوماً بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم. فقلت: جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة.
فقال:
مه! إنّ الربّ تبارك وتعالى واحد والامّ واحدة والأب واحد والجزاء بالأعمال.
لماذا التستّر؟عن اليسع بن حمزة قال: كنت في مجلس أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) احدّثه وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام، إذ دخل عليه رجل طوال آدمفقال: السلام عليك يابن رسول الله، رجل من محبّيك ومحبّي آبائك وأجدادك (عليهم السلام)، مصدري من الحجّ وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ مرحلة، فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي والله عليّ نعمة فإذا بلغت بلدي تصدّقت بالذي تولّيني عنك، فلست موضع صدقة. فقال له:
اجلس رحمك الله، وأقبل على الناس يحدّثهم حتى تفرّقوا، وبقى هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا.
فقال: أتأذنون لي في الدخول؟
فقال له سليمان: قدّم الله أمرك، فقام فدخل الحجرة وبقى ساعة ثمّ خرج وردّ الباب وأخرج يده من أعلى الباب وقال: أين الخراساني؟
فقال: ها أنا ذا.
فقال: خذ هذه المأتي دينار واستعن بها في مؤنتك ونفقتك وتبرّك بها ولا تصدّق بها عنّي، واخرج فلا أراك ولا تراني.
ثمّ خرج فقال له سليمان: جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت فلماذا سترت وجهك عنه؟
فقال: مخافة أن أرى ذلّ السؤال في وجهه لقضائي حاجته، أما سمعت حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله): (المستتر بالحسنة، يعدل سبعين حجّة، والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بها مغفور له).
أما سمعت قول الأول
مـــــتى آتــه يوماً لأطلب حاجة رجعت إلى أهلي ووجهي بمائهمع الضيوفعن عبيد بن أبي عبد الله البغدادي عمّن أخبره قال: نزل بأبي الحسن الرضا (عليه السّلام) ضيف وكان جالساً عنده يحدثه في بعض الليل فتغيّر السراج، فمدّ الرجل يده ليصلحه، فبادره أبو الحسن (عليه السّلام) بنفسه فأصلحه ثمّ قال له:
إنّا قوم ﻻ نستخدم أضيافنا.
مع نعم اللهعن ياسر الخادم قال: أكل الغلمان يوماً فاكهة ولم يستقصوا أكلها ورموا بها، فقال لهم أبو الحسن (عليه السّلام):
سبحان الله إن كنتم استغنيتم فإنّ اناساً لم يستغنوا، أطعموه من يحتاج إليه.