+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الملافظ سعد (قرأت لكم)

  1. #1
    فراتي مهم جدا احمد النونو is on a distinguished road الصورة الرمزية احمد النونو
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    2,705

    Icon6 الملافظ سعد (قرأت لكم)

    هو و هي
    المـلافـظ سعـد

    ‏ينقدني‏..‏ ماشي‏..‏ يحاسبني‏..‏ مفهوم‏..‏ يواجهني بخطئي‏..‏ علي عيني ورأسي‏..‏ يعدد السلبيات‏..‏ ومن قال إن الإيجابيات وحدها تسير العربة‏..‏ يوجه نظري للمسار الصحيح‏..‏ كتر خيره‏..‏ يقول القول الفصل‏..‏ لا فض فوه‏..‏ ينطق بالحكمة‏..‏ حكم القوي‏..‏ يعبر عن وجهة نظره المخالفة لوجهة نظري‏..‏ أوكي‏..‏ يحذرني من الانزلاق في هاوية الهواية‏..‏ مشكورا سيدي‏..‏ يضيف إلي ضحالة علمي ذخائر من عندياته‏..‏ معذرة لجهلي‏..‏ يفهرسني يقلصني يقزمني يصنفني يعومني يحددني يصححني يكبلني يشتتني يخشبني يخمدني ينقدني‏..‏ زهقت‏..‏ يستشف زهقي فيصمني بأنني لم أعد أتقبل النقد ولا أبغي سوي سماع المديح‏..‏ لأ‏..‏ أنا لا أضع في أذني سدادة مضادة للرأي الآخر‏,‏ ولا أنا ضد النقد البناء‏,‏ ومن يعلمني حرفا أغدو له عبدة‏,‏ وعمري بالعمر أعشق الإضافة‏,‏ وأبحث عن الجديد‏,‏ وأجلس تلميذة أمام منصة الأستاذ‏,‏ وأهتف الله أكبر لمن لديه العلم‏,‏ ويسلبني المتبحر إرادة الانصراف‏,‏ ولا أعود كما كنت بعد أن أبحر في نصوص تقطع علي سبيل العودة والتراجع قبل قراءتها جميعا‏,‏ ويبهرني عند كاتب كيف تتلاطم المحيطات في كلماته‏,‏

    وكيف تتمدد الكلمة تحاور الكلمة عند الآخر‏,‏ وكيف تسكن الكلمات طاقات شعرية وإيحائية تحركها روح متوهجة المعني حتي القنص وتفتش عن الموت حتي قدوم الحياة‏,‏ ولا أمل سطورا يشرح كاتبها كيف يصبح الماضي كنزا‏,‏ وكيف نستظل بهذا الكنز‏,‏ ويأخذني الفقيه لآخر المشوار‏,‏ وأسافر مع كلمات لسكة الدخول في عالم الحواس وفي طوايا النفس وفي إيقاعات القلوب‏,‏ وأعشق لغة تبحث عن صاحبها لا العكس‏,‏ وأردد لكاتب كلمات هي التي كتبته لا العكس‏,‏ و‏..‏ أندس في حاشية سطور هي التي تقرؤنا لا نحن‏,‏ وأقدم القرابين للمعرفة‏,‏ ولست منغلقة وبابي مفتوح ونوافذي تستقبل الضوء والشمس الساطعة ورياح التجديد وأقمار الفنون‏..‏ ولكن‏..‏ قضيتي تكمن في لفظة الملافظ سعد وأن الكلمة الطيبة صدقة‏,‏ وقوله تعالي في سورة طه فقولا له قولا لينا‏,‏ وأن الدبش عندما يلقي في الوش يدمي ويعور ويترك جرحا في الفؤاد‏,‏ وندبة فوق الكرامة‏,‏ وكدمة علي حدار الصمود‏,‏ وسحجات تحت الحجاب الحاجز النفسي‏,‏ ونزيفا في شريان التواصل‏,‏ وبترا في أواصر الود‏,‏ وشرخا في العمود الفقري للتآلف‏,‏ وتصدعا في هيكل الاحترام‏..‏

    السن هو ما يجعلني لم أعد أحتمل‏..‏ محتمل‏..‏ لكن سن إيه وأنا بيني وبين التقدم في السن الكتير‏..‏ الحالة العامة‏..‏ بلاشك‏..‏ الانخراط في المحتوي البيتي والبيئي والمحافظي والوطني والغزاوي والعربي والدولي؟‏!!‏ ممكن يكون السبب‏..‏ التعامل اليومي؟‏..‏ بلاشك‏..‏ أصداء الأحداث؟‏..‏ طبيعي‏..‏ رائحة الدماء والاعتداء ونكران الجميل والصلف والقرف‏..‏ حقيقة‏..‏ فلم تعد الغصة تبتلع ووقفت في الزور‏,‏ والتنهيدة طالعة من أخمص القدم لأسطح الكراكيب‏,‏ والزفير بلا شهيق‏,‏ والصداع نصفي وكلي ومتوطن‏...‏ زهدت في التلاشي والتماشي والطناش‏..‏ مللت شفط أظافري في لحمي غيظا مكبوتا بدلا من نشبها تنفيسا وعقابا وانتقاما‏..‏ كرهت هوان ملائكية شكر من يهديني عيوبي إذا لم يعد يهديني نجاحاتي‏..‏ كرهت النقد للنقد‏,‏ واشتقت لسمو تدفق كلمات التشجيع‏...‏ لماذا يضن بها البعض؟‏!!..‏ الكلمة الطيبة‏..‏ مع أنها علي لسان الزوج مخرجا لأمنه وأمانه وسلامه وسلامته وانطلاقه وحريته‏..‏ ماذا يضيره لو مدها بساطا سندسيا ربيعيا مزهرا طول العام تتهادي عليه زوجته الهويني علي الدوام‏:‏ إيه الحلاوة دي‏..‏ تسلم إيدين اللي طبخ واللي غرف واللي شهق لحظة طش الملوخية واللي

    قفل الستاير وبخر في صلاة الجمعة وهش الدبان وذاكر للعيال ورجع الزرار الطاير في مرد القميص ورتق النقرة في كعب الشراب ونظف البقعة من وش الكرافتة وعمل أستك جديد لبنطلون البيجامة وساب الورق زي ما هو فوق المكتب وجاب لي الجرنال لغاية عندي في الحمام‏..‏ في الحفلة يا روحي كنت منورة‏..‏ كل سنة وأنت تحت سقفي مهاودة وطيبة‏..‏ كل عيد جواز وارتباطي بك في حكم المقدس‏..‏ الرأي رأيك يا مالكة قلبي ومتربعة علي عرشه‏..‏ واحشاني وانت قدام عيني‏..‏ ادللي واتمخطري وعمرك يا حلوة ما تكبري‏..‏ بنتك بحبها لأنها وارثة عنين أمها‏..‏ أبدا قوامك زي ما هو قبل الزفاف وإن كان علي كام كيلو زيادة أنا فنجان مزاجي سكر زيادة‏..‏ قولي إرغي لي سليني احكي بالتفصيل غاوي تفاصيلك‏..‏ متوجسة من صاحبي‏..‏ يغور بعيد‏..‏ برنامجي المفضل‏..‏ يفضل بعيد‏..‏ طريقة كلامها معايا فيها ميوعة‏..‏ خلاص تفضل من بعيد لبعيد‏..‏

    وفي سيرة رسول الله صلي الله عليه وسلم نموذج للكلمة الطيبة للزوجة‏,‏ عندما سألته السيدة عائشة‏:‏ من أحب نسائك إليك يا رسول الله؟ فأجابها‏:‏ أنت يا عائشة‏..‏ فعادت لتسأله‏:‏ أتقول ذلك أمام نسائك يا رسول الله‏..‏ فتأني قليلا ليأتي رده‏:‏ نعم‏..‏ وذهب الرسول بعيدا عن عائشة يمنح كل واحدة من زوجاته تمرة‏..‏ وعندما اجتمعت نساء الرسول باستدعاء عائشة لهن جميعا ــ في مؤتمر ــ أعادت علي الزوج الكريم سؤالها‏:‏ من أحب الزوجات إليك يا رسول الله؟‏..‏ فجاء جواب المصطفي‏:‏ هي التي أعطيتها التمرة‏..‏ و‏..‏ ماذا سيعود علي سير العمل إلا كل خير من كلمة طيبة يقولها رئيس لمرؤوسه دون التوجس من أن يتمرع عليه‏,‏ فستكون بمثابة دفعة معنوية تفجر كل طاقاته لصالح العمل‏,‏ وكم من الأوائل نالوا مصاف الريادة أخذت بأيديهم كلمة طيبة علي لسان المتفهم بمدي تأثيرها وسلامة مقصدها ونبل محتدها وطلاوة وقعها وحسن موقعها‏..‏ كلمة طيبة‏..‏

    والعينة بينة لاستحضاري قضية عمري الملافظ سعد عندما أتذكر قول أحد زملاء المهنة عندما أراد مدحي بشأن مقال كتبته نال إعجابه فلم يجد ما يقوله كي لا أتمادي في التفاؤل أو أذهب بعيدا في سكة السرور أو الغرور سوي أن يقول‏:‏ إه الحكاية انت نويتي تعتزلي ولا إيه؟‏!!..‏ وكان ما يعنيه‏,‏ والذي لابد وأن استشفه بذكائي ــ إن وجد ــ من خلال حروف أستاذيته في جملته المباركة‏,‏ وكلماته المحسوبة بالملليمتر والسحتوت من بين ضغط الضروس‏,‏

    أنني فيما كتبت يومها قد بلغت قمتي أنا ــ وليس أية قمة أخري ــ ومن ثم وجب علي شخصي الضعيف بعدما انفلت مني ما انفلت مصادفة‏,‏ وبعد أن كتبت ما كتبت وياللعجب‏,‏ وبعدما قال ما قاله تصدقا ومن كلام الزكاة‏,‏ وجب أن أتقدم بأوراق اعتزالي علي الفور وترك الساحة لأمثاله من الكباتن اللعيبة‏,‏ فلن أبلغ مهما أشب علي أطراف أصابعي طولا آخر‏,‏ ولن يصل من أمري بعدما لعبت المصادفة معي أي تقدم آخر علي طول المدي‏,‏ ولن تقودني مسيرتي العرجاء لنقطة أخري مثيلة قد أضاءت ــ لحسن حظي ودعاء الوالدين ــ كالشهاب‏,‏ وكانت في حكم المعجزة التي تأتي للعانس بالعريس‏,‏ وبالبيضة من الديك‏,‏ وتزوج النملة بالفيل‏,‏ وتطعم البقرة بالملعقة الصيني‏,‏ وتجمع بأواصر المحبة العنقاء بالخل الوفي‏,‏ ولن تسعفني قريحتي المقرحة المغبرة‏,‏ ولا ملكتي الكتابية المهشمة المهمشة بمولود سليم آخر‏,‏ وذلك بعدما بلغت في رأي المتنازل برأيه أفق المنتهي والحمل خارج الرحم‏.‏

    الملافظ سعد‏..‏ بمعني ألا يخيل للبعض أنه عندما تقع عيونهم علي الابن الصغير المسارعة بالقول‏:‏ إيه الوحاشة دي‏,‏ ظنا منهم بهذا التعبير السمج أنهم يدرءون عنه أذي العيون وشر الحسد وتأثير شهقة الانبهار بحلاوة الصغير‏,‏ هذا مع أن لفظة الوحاشة في حد ذاتها تسد نفس الأم ويسمعها الصغير فينكمش داخل روحه بادئا رحلة العقد النفسية التي كشف الطب أخيرا أنه يسلكها وهو لم يزل جنينا لاستشعاره بعدم رغبة والدته في إنجابه ومحاولة إسقاطه من دنياه‏..‏ وتظل لفظة جهل تصنع أهاويلها في الصغر والكبر‏,‏ ولا تنسي القريبة لفظا قالته لها الست الناظرة المتسلطة عندما رأتها تصفف شعرها بقصة علي الجبين فأمسكت بمقدمة شعر الصبية تشدها زاجرة‏:‏ القصة دي للي شعرها ناعم وانت كرتة وشعرك خشن‏...‏ وقسما عظما ليس الطفل وحده ولا الصبية ولا الزوجة ولا المراهق ولا الشغالة ولا أنا من يتسول سعد الملافظ‏..‏ الوزير في حاجة لكلمة طيبة تمسح الإرهاق وتلطف سياط وعناوين المعارضة وتجفف من وطأة طلبات الإحاطة‏..‏

    سيادة المحافظ لماذا لا تطيب له الكلمة إذا ما طيب خاطر المحافظة واكتفي بارتفاعات الأرصفة الحالية الإنسانية وبتقليم أعالي الأشجار وليس بترها من المنتصف فلا تعود بعدها أشجارا ولا تطرح بعدها ظلالا‏..‏ القاضي المدرس الخياطة الترزي الكمساري الطبيب المنادي الخفير الزبال بتاع اللبن المكوجي السباك محصل الكهرباء الميكانيكي الراقصة المذيع الحلاق الكوتش الجنايني‏..‏ كلهم‏..‏ كلهم‏..‏ كلهم يورقون‏,‏ يزهرون‏,‏ يتقنون‏,‏ تنفرج أساريرهم‏,‏ يبطلون الكلام مع روحهم في الشارع والسيارة والحمام كبداية لسكة اللي يروح منها مايرجعشي داخل قطارات السكتة والضغط والجلطة وتصلب الشرايين و‏..‏ الزهايمر‏..‏ و‏..‏ ذلك‏..‏ بكلمة طيبة قال عنها المولي عز وجل‏:‏ ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء‏..‏

    ومثل ضرب الله مثلا كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار‏..‏ ومن هذه الخبائث تلك الأسماء والألقاب التي لن تسعد أصحابها بل تشقيهم عندما ينادي علي واحد منهم‏:‏ تعالي يا خيشة‏..‏ كلم أبوك يا نكلة‏..‏ اشتري لنا عيش يا بعزق‏..‏ قول لأمك تحط لسانها جوه بقها يا دغش‏..‏ أعيش وأشوفك عريس يا شحتة‏...‏

    و‏..‏ تمضي الجليطة لتواكب ملافظنا فعندما نزيد في كرم الضيافة والإلحاح علي الضيف في تناول المزيد نقول له‏:‏ دي مش أكلتك وكأننا نعلم عنه أنه مفجوع ويحاول أمامنا إظهار التعفف‏..‏ وتسوق الأم دلالها ثقيل الدم والوطأة علي ابنها عندما يأتيها بهدية فتقول له من باب العشم‏:‏ ياما جاب الغراب لأمه‏..‏ وهناك من تدخل عليك مكتبك فتبدو وكأنها تتمثل في سحنتك ضرة أمها التي استأجر لها الأب شقة مفروشة في الخفاء‏,‏ فتقضم تحيتها من المنتصف لتكتفي بلفظة سلام‏,‏ ومثيلتها في اقتضابها عندما تأخذ الباب في يدها مغادرة سلام ولابد وأن هناك وشائج صلة بين الإعجاب والحب من ناحية والموت من الناحية الأخري فنقول‏:‏ بحبك موت‏,‏ وبموت فيكي‏,‏ وأنا ميت صبابة‏..‏ وقمة الرذالة تأتي في قالب الإطراء عندما يقول لنا البعض وهو فاكر إنه يسعدنا بقوله‏:‏ إن دبلت الوردة ريحتها فيها ساعتها ربنا وحده العالم شدة كظمي لغيظي وابتلاعي لردي‏:‏ دبلت في عينك وعين الـ‏...,‏ ويكتمل مسلسل السماجة وقلة الإنسانية في ذلك الاصطلاح الروتيني الذي يكتب في تصريح دفن كبار السن لأسباب قانونية تتعلق بميراث المتوفي والمشاكل التي تنشب بين الورثة من حوله‏,‏ فلابد وأن يذكر في بند سبب

    الموت‏:‏ شيخوخة بدون جنون‏,‏ وكأن كل من يمتد به العمر يرتدي ثوب الجنون اللهم إلا ندرة يشار إليها في الأوراق الرسمية‏...‏ وتجيب التايهة تهد جبال تولع نار تصارع الغول تهزم الطاغوت تسرح الوحش تشاور علي الغلط تلاقي مكان لعربيتك تسمع عن ظهر قلب الحوليات‏,‏ والمعلقات والرباعيات ونهج البردة والشعر الجاهلي تنشر نعي ميت في أي جرنال غير الأهرام تنظم المرور تقول للأعور في عينه يا أعور تأخذ اللقمة من بق الأسد تدخل ما تطلعشي تخرج ما تدخلشي تقف علي دماغك تصفق بباطن الأقدام تطلع الألفة تلف ميت لفة تحط دراعك في عش الدبابير تجيب الديب من ديله تخطب في وسط ميدان تعالج السرطان تنفذ الأحكام تنبت الصلعة وتفرد الجبهة وترجع العجوز لسن أحفاده وتنقي المية في المواسير وتعدل المايل وتجري في الماراثون وتبني قاهرة المعز من غير حديد عز وتكسب البورصة وتلبس البوصة عروسة وتعزم الرايح وترجع السايح وتقول للمطلقة عيب خللي الولاد يشوفهم أبوهم وتقنع الإخوة يرجعوا نصيب الإخوات في إرث والدكم تكشف ما تهبش تذيع ماتلدغش تخطب ماتلحنش تصحح ماتغلطش تنطق ماتسكتش‏......

    ‏ وتنتظر حسن الملافظ يقولك المحبط من وراء ظهره مافيش جديد كلها عندها وكلهم عملوها واجري لعب بعيد‏.‏

    و‏..‏ قد تنضو الألفاظ ثوبها عنوة بفعل فاعل‏,‏ أو يسقطها الزمان بفعل الزمان‏,‏ وكنا زمان ندرك بالفطرة أن الأصول بشكل عام شيء إيجابي حميد‏,‏ وأن أعلي مستوي من الفقهاء هم أئمة علماء أصول الفقه والدين الذين يمتلكون المفاتيح الأساسية لمعاني القرآن ومقاصده‏,‏ ولديهم وحدهم أصول القواعد التي نهتدي بها في حل أية مشكلة شرعية تواجهنا‏,‏ وفي مقدمتهم ابن القيم وابن تيمية والغزالي والشاطبي والجويني وحديثا الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور محمد يوسف موسي‏..‏ و‏..‏ كان ابن الأصول هو النموذج المثالي للتعامل معه‏,‏ وبئس عقد أي اتفاق أو ارتباط شرعي مع عديم الأصل ــ وقد حذر الرسول صلي الله عليه وسلم من الزواج بخضراء الدمن وهي الحسناء في منبت السوء ــ وتعلمنا في مدرسة النبوة أن الناس معادن‏,‏ وخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام‏,‏ وأصغينا إلي السيرة النبوية التي تبدأ بسياق النسب الزكي لآبائه وأمهاته صلي الله عليه وسلم‏,‏ وما كان من اعتزازه بطهر منبته وكرم أعراقه في مثل حديثه‏:‏ لم يزل الله تعالي ينقلني من الأصلاب الكريمة والأرحام الطاهرة لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما‏,‏

    فقدرنا ما اشتهر عن آبائنا وأجدادنا من الحرص في المصاهرة علي كرم الأصول‏,‏ وتظل قيمة الأصالة ثابتة لا تتغير بين الأصيل والخسيس الدعي‏,‏ وبين العريق والمحدث نعمة غني الحرب‏,‏ وقد غالوا في ثمن الشيء الأصيل ونبذ المقلد الزائف الرخيص‏,‏ ودخل في موازين القيم أن الغالي ثمنه فيه‏,‏ وجعلوا ابن الأصيل ابن ناس نفيا لمن لا أصل له عن جنس الناس‏,‏ فليس عديم الأصل محسوبا من الناس‏..‏ وروعيت مقامات الناس بموازين القيم الإسلامية من التقوي والعلم والنبل ومكارم الأخلاق امتثالا لقول الرسول صلي الله عليه وسلم‏:‏ أنزلوا الناس منازلهم‏..‏

    ولكن بعدما أصبحنا نستورد مفاهيمنا الثقافية جاءتنا الحقيبة المحمولة جوا وبحرا وقهرا منذ ما يقرب من أربعين عاما بلفظة الـ‏Fundamitalist
    ‏ الأصولي التي يعود أصلها إلي الأصوليين الإنجيليين والكاثوليك الذين هربوا من تلوث الحضارات الجديدة في أوروبا متمسكين بحرفية النصوص ــ لا روحها ــ والطهارة الدينية الـ‏Puretanions‏ ليتم إلصاق لفظة الأصولي علي أصحاب القيم الدينية‏,‏ لتوظف في غير الاتجاه الصحيح‏,‏ وبعدما كان السلاطين والملوك والحكام يتخلون عند أبواب الجوامع من مظاهر أبهة الجاه والسلطة ويصطفون خاشعين خلف أئمة من أفقر رعاياهم ويأتمون بهم لأنهم أصوليون في شعوب تؤمن بقيمة الأصالة بما تعني في المفهوم الإسلامي من كرم الأصل وطيب المنبت تغير المفهوم ونزل الأصولي من مرتبته الرفيعة إلي متهم ينظر إليه الأمن بعين الاعتبار الأمني‏,‏ خاصة من بعد انهيار الطبقة المتوسطة وتراخي ثقافة الأصول وقيم أهل الأصول واحترام الذات‏,‏

    ليستمد المرء قيمته من كرسيه وقميصه المستورد وحذائه السينييه‏,‏ وليس من أخلاقه وإنجازاته وثقافاته لنقرأ هذا الأسبوع في البريد بكائيات ناظر مدرسة ثانوية يرثي حاله ويشجب عناءه كحمار شغل بقوله‏:‏ أنا بقي لي ثلاثين سنة ماأخدتش اجازة ولا أعطيت درس خصوصي وكأنه ارتكب جرما في حق نفسه‏!..‏ وعلي الدرب نفسه يتبادل الناس والحكومة ملافظ السعد في سكة يسوق فيها كل منهما الهبل علي الشيطنة‏:‏ آدي احنا بنستعبط وعاملين بنشتغل‏,‏ وهم بيستهبلوا وعاملين بيقبضونا‏..‏ وبشكل عام وتحصيل حاصل في مسألة الأصالة والأصوليين بين أمس واليوم‏,‏ بين عز العراقة وقلة الأصل‏,‏ قالها أبو دراع في الموال علي الأصل دور‏!‏

    و‏..‏ تخلع الألفاظ جلودها باختلاف الزمان‏,‏ ومن عصر إلي عصر‏,‏ ومن الأسلوب الثقافي الموجز الرفيع المستوي اسلم تسلم والحق حق إلي ما يكتسبه اللفظ بالتداول والشيوع والانتشار في الأوساط الشعبية من معاني ودلالات أخري تحمله أكثر مما يحتمل‏,‏ أو تخرج به وتبتعد عن معناه اللغوي الأصلي مما يكسبه أيديولوجيات وقيما لم تكن له من قبل‏,‏ أو تلغيه كلية لتشكل غيره ليحتل مكانه ليغدو مفهوم الرجولة عندما يختصر في لفظة سوقية هو‏:‏ ابن سوق‏,‏ ومخربش‏,‏ وفتك‏,‏ وحرك‏,‏ وروش‏,‏ ومفتح‏,‏ وبورماجي‏,‏ وبرم‏,‏ وطول بعرض‏,‏ وواقع واقف‏,‏ وكسيب‏,‏ ومريش‏,‏ ومقرش‏,‏ ومخربش وألاجة الخ‏..‏ أما الرجل المهتز الرجولة فأوصافه الموجزة في لغتنا غير الجميلة مثل‏:‏ هلفوت‏,‏ وجبلة‏,‏ وبنطلون‏,‏ وأشفور‏,‏ وهنكار‏,‏ وبرطة‏,‏ وطيشة‏,‏ وطحش‏,‏ وخرنج‏,‏ ومدب‏,‏ وخيخة‏,‏ ومهياص‏,‏ ومطيباتي‏,‏ وقرطاس‏,‏ وطرطور‏,‏ وطربوش‏,‏ وترباس‏,‏ وجردل‏,‏ ونطع‏,‏ وملطشة‏,‏ وخرع‏,‏ ومدهول‏,‏ ومقطف‏,‏ ولسان‏,‏ ولطخ‏,‏ وغشيم‏,‏ وخام‏,‏ ومسوجر‏,‏ وطوبة‏,‏ وقفص‏,‏ ودردي‏,‏ وبطيخة‏,‏ وطروبشة‏,‏ وخازوق‏,‏ وكرسي‏,‏ وكشك‏,‏ ومبلط‏,‏ ومزبهل‏,‏ وجعر‏,

    ‏ وأونطة‏,‏ ولا مؤاخذة باطه والنجم‏..‏ وإذا ما كانت اللغة العربية أعظم اللغات كفاية وأكثرها مرونة وأقدرها علي التعبير عن مختلف فنون القول وهي من أكثر لغات العالم أصواتا ومقاطع إذ ان أبجديتها تتكون من‏28‏ حرفا غير مكرر بينما معظم اللغات اللاتينية تتكون من‏26‏ حرفا فقط‏,‏ فإن ما ابتكر تحت مظلتها من ألفاظ سوقية تنتشر وتنتشر نتيجة لإيجازها ولثورة الاتصالات التي نعيشها‏,‏ ولاستخدامها علي ألسنة نجوم السينما والمسرح والتليفزيون وفي شتي العلاقات الاجتماعية‏,‏ والمعجز أن اللفظة الجديدة العارية المتحررة التي لا تراعي قيما ولا أصالة ولا أعرافا ولا إعرابا ولا حالا ولا مضافا إليه ولا جمعا ولا تمييزا ولا ماضيا ولا حاضرا ولا مستقبلا والتي تنطلق كالرصاصة المدوية يتفهمها الجميع علي الفور ويعرفون المقصود منها بالضبط كوصف إيجابي أو سلبي‏..

    ‏ وهنا تدق أجراس الخطر لتنبه الباحثة القديرة الدكتورة عزة عزت إلي ضرورة مراعاة خطورة ما يعتري الشخصية المصرية من تحول قبل أن يفلت الزمام تماما في طريق اللاعودة‏,‏ ويرجع الدكتور جلال أمين أهم أسباب تراجع القيم والفضائل المصرية ــ المتسمة بالثبات ــ إلي الحراك الاجتماعي السريع‏,‏ ويري أن تسارعهالمخل قد أحدث أزمة عامة في المجتمع‏,

    ‏ ويري ابن الأصول أن ما يجري للمصريين أمر ينطبق علي مصطلح عموم البلوي الذي صكه الأصوليون تعبيرا عن شيوع أي وباء بين الخلق‏..‏ و‏..‏ الخوف علي تلك الخصوصية التي كانت سمة للشخصية المصرية من أن تتحول إلي مسخ بعدما أصبحت بنات الأصول يتباهين بأن أولادهن بين أيدي المدارس الانترناشيونال‏,‏ أي لا يتحدثون ــ والحمد لله ــ في البيت والنادي والمدرسة والأوتوبيس والرحلات إلا بالإنجليزية‏..‏ أي أن جيلنا الجديد الانترناشيونالي خلاص عرف سكته وكتب مستقبله وركن عربيته ــ لغته ــ جنب أرصفة الشوارع الخلفية‏,‏ وانطلق مسخا لا هو أمريكاني ولا مصري‏..‏ وعلي الأصل دور‏..‏

    ونتساءل عن سر الكلب المقترن بملافظ السعد‏,‏ فقديما يمدح الشاعر صديقه الوفي بقوله‏:‏

    أنت كالكلب في وفائك بالعهدوكالتيس في مقارعة الخطوب

    وعندما نحكي عن أكلة استطعمنا مذاق أطباقها نقول كانت العزومة بنت كلب‏,‏ وعن فرط جمال إحداهن نصفها تقاطيع بنت كلب‏,‏ ومذيع ابن كلب لمهارته البالغة في إدارة الحوار‏,‏ ولكن الكلب يأتي في موضعه الصحيح في الهجاء عندما يقول الشاعر أبوزيد العبدي‏:‏

    ولقد قتلتك بالهجاء فلم تمت إن الكلاب طويلة الأعمار

    أما عن الهجاء للهجاء فقد روي عن الشاعر الحطيئة أنه عندما لم يجد من يهجوه‏,‏ هجا نفسه بقوله‏:‏

    أبت شفــــتاي اليوم إلا تكلما فما بسوء فلا أدري لمن أنا قائله

    أري بي وجها قبح الله خلقه فقبح مــن وجــــه وقبـح حـاملـه

    واندار إلي أمه يهجوها هي الأخري بقوله‏:‏

    تنحـي فاجــلسي عــنا بعــيداأراح الله مـــنك العـــالميـنــا

    أغربالا إذا اســتودعت ســـراوكــانونـا عـلي المتحــدثينا

    حيــاتك مــا علمت حياة سوء وموتك قد يسر الصالحينا

    ويهجو ابن الدقيق أحد شعراء العصر العباسي الثاني منافسيه بقوله‏:‏

    يقولون هذا عندنا غير جائز فمن أنتمو حتي يكون لكم عند

    وينبري foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? شوقي بهجاء محمد نشأت رئيس تحرير جريدة الشرق معتمدا في هجائه علي فضيحة هزت الدوائر الصحفية عندما تلقي رئيس التحرير صفعة علي وجهه من أحد العاملين معه فكتب أمير الشعراء يقول‏:‏

    ولقد ظننتك يا محمد فيفــن الكتــابة حــاذقا فهــما

    وطفقت أسأل كل ذي ثقة حتي نظرت بصدغك القلما


    منقول (الكاتبة سناء البيسى)

  2. #2
    فراتي ذهبي samoona is on a distinguished road الصورة الرمزية samoona
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    ضواحي القدس
    المشاركات
    1,934

    افتراضي رد: الملافظ سعد (قرأت لكم)

    لا فض فوه‏..
    شو يعني هالكلمة؟؟؟

  3. #3
    فراتي مهم جدا احمد النونو is on a distinguished road الصورة الرمزية احمد النونو
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    2,705

    افتراضي رد: الملافظ سعد (قرأت لكم)

    يارب يسعد كل ايامك سيدتى معناها ان كلامه كله خير والمستمع يتمنى ان يستمر المتكلم بالكلام ليتمتع ويستمتع بحكمة ما يقوله المتكلم تحياتى واحتراماتى

  4. #4
    فراتي ذهبي samoona is on a distinguished road الصورة الرمزية samoona
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    ضواحي القدس
    المشاركات
    1,934

    افتراضي رد: الملافظ سعد (قرأت لكم)

    والله شكرا عن جد معناها بيجنن

  5. #5
    فراتي مهم جدا احمد النونو is on a distinguished road الصورة الرمزية احمد النونو
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    2,705

    افتراضي رد: الملافظ سعد (قرأت لكم)

    يارب يسعد كل ايامك سيدتى تحياتى واحتراماتى لمرورك الكريم

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك