الكوليرا تهدد سكان العراق بسبب تلوث مياه الشرب
حذر تقرير لبرنامج إعادة إعمار العراق من انتشار أوبئة مثل الكوليرا بسبب خطر التلوث الذي يهدد مصادر وشبكة مياه الشرب في العراق. وقال التقرير إن ثلثي كمية مياه الصرف الصحي في العاصمة بغداد تصل غير معالجة إلى مصادر وقنوات مياه الشرب، مضيفا أن نهر الفرات أصبح ملوثا بمياه الصرف الصحي إلى درجة أنها أصبحت تتسرب حتى إلى قنوات مياه الشرب.
ويخشى خبراء وبيئيون من أن يؤدي هذا الوضع إلى انتشار وباء الكوليرا، خصوصا أن منظمة الصحة العالمية أكدت السنة الماضية إصابة 3300 عراقي بهذا الوباء، توفي 14 منهم في بغداد.
وأكد مسؤولون عراقيون وأميركيون أن أغلب قنوات مياه الشرب في بغداد لا تستجيب للمعايير الصحية لأن مياهها تأتي من مصادر ملوثة، حتى إن الجيش الأميركي أصدر تحذيرا لجنوده مفاده أن مياه الصنابير غير صالحة للشرب وأنها للاستحمام فقط.
وحسب بعض السكان فإن مياه نهر الفرات لم تعد صالحة حتى للسباحة، كما أن الكثير من سكان محافظات شمال بغداد يجدون أنفسهم مجبرين على سقي مزروعاتهم بمياه الصرف الصحي.
غير أن الناطق باسم وزارة البيئة العراقية مصطفى حميد قلل من خطورة الوضع ونفى احتمال انتشار أوبئة، كما أكد أنه بعد فحص عينات من مياه قنوات الشرب ببغداد، تبين أنها تستجيب للمعايير الدولية.
وأضاف حميد أن شبكة مياه الشرب في العراق يرجع تاريخها إلى أكثر من نصف قرن وتعاني من التآكل والصدأ، مما يجعل مياه الصرف الصحي تتسرب إليها.
وكان البنك الدولي قدر تكلفة إعادة بناء شبكة ومنشآت مياه الشرب في العراق بنحو 14.4 مليار دولار. وقال مسؤول في السفارة الأميركية ببغداد رفض الكشف عن هويته إن التكلفة الحالية أكبر بكثير من ذلك.