استفاق البارسا واستوعب دروس الخسارة امام الريال في مباراة كأس ملك اسبانيا ، ففاز عليه في ذهاب الدور قبل النهائي لدوري الابطال بالضربة القاضية الفنية والمعنوية وضرب كل العصافير بحجرين للمعجزة الارجنتيني ليونيل ميسي !.. ..

..هي ضربة قاضية لانها شملت فوزا بهدفين من الصعب ان يستقبلهما البارسا في عقر داره مثلما حدث للملكي في البرنابيو !

.. وهي قاضية فنية لان الفوز البرشلوني كان ساحقا بالاداء الفني رفيع المستوي ، لدرجة ان الارقام وخاصة الاستحواز وامتلاك الكرة تبين انها مباراة من جانب واحد ، فكانت نسبة الامتلاك 72% مقابل 28 . وهي نسبة مهينة لفريق عملاق بحجم الريال

.. وأما الضربة المعنوية ، فلان البارسا من خلالها أفاق وانتعش من غُمة خسارة كأس الملك امام الريال ، وصدر تماما كل احباطاته إلي منافسه وقضي تماما علي معنوياته، بينما انتعشت سيكولوجية لاعبيه وجماهيره وإدارته لتحقيق الاحلام الجديدة في استعادة اللقب الاوروبي ، ومعه لقب الليجا الاسباني في أضعف الاحوال.

.. أما ان البارسا ضرب كل العصافير بحجرين فلان هدفي ميسي الرائعين حسما بشكل كبير الموقف، وكانا متعة كبيرة لكل المشاهدين وعلي رأسهم جماهير الريال في ملعبهم .. وفوق كل ذلك فالمباراة التي انتهت بهدفين نظيفين تمهد الطريق بشكل شبه تام امام البارسا للمرور إلي ستاد ويمبلي الانجليزي ، لتكرار النهائي الحلم امام مانشستر يونايتد الذي تابعه العالم عام 2009 وانتهي للبارسا .. ولاشيء يمكن ان يحجب الكاتالونيين عن الوصول للنهائي الحلم سوي دراما كروية خيالية من الصعب ان نتصورها علي ستاد الكامب نو يوم الثلاثاء القادم في مباراة الاياب الاوروبية .

وعن هذين الهدفين الجميلين حدث ولاحرج .. الهدف الاول اصطياد بالقدم المغناطيسية لميسي لتمريرة رائعة من المغربي الهولندي المسلم ابراهيم افيلاي، وكلا النجمين ميسي وافيلاي ولدا في كأس العالم للشباب بهولندا عام 2005 التي كنت محظوظا بتغطيتها في ستة مدن هولندية .. والهدف الثاني ينتمي إلي الاهداف التي كنت أسميها في الماضي أنا وغيري من النقاد "هدف مارادوني " نسبة لهدف النجم الاسطوري في مرمي انجلترا في نهائيات مونديال 1986، والذي راوغ فيه نصف لاعبي المنتخب الانجليزي وحارسهم بيتر شيلتون ثم سجل هدفه الرائع وسجل براءة اختراع هذا النوع من الاهداف بإسمه ، ولكن مارادونا نفسه لم يسجل العديد من هذه الاهداف ، بل كان ذلك نادرا ، أما ميسي فأصبح مدمنا لتسجيل هذا النوع من الاهداف بشكل يفوق عدد ما سجله مارادونا نفسه من هذه النوعية ، الامر الذي يدفعني لتسجيل براءة اختراع لمسمي جديد لهذه الاهداف بأنها أهداف " ميساوية" .. وقد ختم ميسي بهدفه الثاني قبل نهاية لقاء برنابيو علي اوراق تأهيل مبكر لفريقه الي النهائي الاوروبي .. أمتعني ميسي في هذه المباراة ، كما أمتع محبي الكرة الجميلة في العالم ، ولكنه ذكرني بوجه خاص بايام كأس العالم الهولندية عام 2005 التي حاورته فيها وتوقعت تألقه العالمي ومضيه علي طريق مارادونا ، بل قلت وقتها انه لايقل عن مارادونا في موهبته ومجمل مهاراته ، بل يزيد بكم مضاف من المهارات الدفاعية التي لم يكن يمتلكها مارادونا ، وكل ماقلته وقتها - وأثار تهكم كثيرين - يحفظه التاريخ في أعداد مجلة سوبر الاماراتية ، والتي تحفظ لي ايضا مقالات استباقية اعوام 2005 و2006 و2007 ، قلت فيها بوضوح وإصرار ان ميسي سيكون أحسن لاعب في العالم ، وأنه سيكون خليفة مارادونا ، بل وأفضل من مارادونا .. وابحثوا عن ذلك علي الجوجل لتتأكدوا !!

أما خلاصة مشاهدتي لمباراة الذهاب المثيرة والجميلة للبارسا مع الريال أمس ، فإن مورينيو البرتغالي ، الذي فاز علي البارسا في كأس ملك اسبانيا ، بالاداء المتحفظ والارتداد الدفاعي والاعتماد علي الهجمات الخاطفة السريعة ، وقع في غلطة عمره بتكرار نفسه وطريقته وعقم إبداعه ، ولم يحاول أن يطور أداءه او يستغل اوراقه وهو يحتفظ علي مقاعد الاحتياط بنجوم كبار من عينة كاكا وهيجواين وبن زيمة ، مورينيو أدار أسوأ مباراة في حياته ، ولم يكن نجمه الاول كريستيانو الاول حاضرا في المباراة ، فاختفي وخفت بريقه مثل جميع زملائه ، وارتكب بيبي حماقة كلفته وفريقه بطاقة حمراء من المباراة ! .. وعلي الجانب الآخر ويبقي ان جوارديولا ، لم تهتز ثقته في نفسه وطريقته واستراتيجياته ولاعبيه الكباربعد خسارة الكأس ، ففاز بافضل طريقة في مباراة لاتختلف كثيرا عن مباريات البلاي ستيشن بدقة تمريرات لاعبيه المماثلة لضربات محترفي البلياردو ، والتي سجل لاعبوه فيها ربما رقما قياسيا قد يضاف لموسوعة جينيس في تنفيذ التمريرات السليمة بنسبة 92%!

درجات اللاعبين :

نحاول فيما يلي وضع تقييم رقمي للاداء حسب خبراتنا ، كما يحدث في كبريات المجلات والصحف والمواقع الاليكترونية العالمية .

- إجمالي أداء برشلونة (9/10) - المدرب جوارديولا (9/10) - فالديز (7/10) - الفيس (8/10) - بيكيه (8/10) - بوسكيت (8/10) - بويول (8/10) - هيرنانديز (8.5/10) - كيتا (7/10) - ماسكيرانو (7/10) - بيدرو (5/10) - ليونيل ميسي نجم المباراة الاول (9.5/10) - دافيد فيا (7.5/10).

- إجمالي أداء ريال مدريد (4/10) - المدرب مورينيو(3/10) - كاسياس(5/10) - راموس (3/10) - اربيلوا( 2/10) - البيول (3/10) - مارسيلو (4/10) - الونسو (2/10) - بيبي (1/10) - كريستيانو رونالدو (3/10) - أوزيل (2/10) - دي ماريا (3/10) - اديبايور (1/10).

ويبقي في النهاية رغم كل شيء أن تفوق البارسا وتعاظم فرصته في المرور الي النهائي سيبقي مرهونا باستمرار استفاقة لاعبيه في الكامب نو وعدم تصورهم أنهم قد تأهلوا بالفعل وعدم بيعهم جلد الدب قبل ان يصطادوه ، ومن يدري فربما تزأر النمور الجريحة في الريال !!