أسدل الستار اليوم السبت على منافسات دورة الألعاب الآسيوية السادسة عشرة التي استضافتها الصين في مدينة غوانغجو من 12 إلى 27 تشرين الثاني/نوفمبر، وحققت فيها أهدافها، فيما لم تصل غلة العرب إلى حد الطموح الذي سبق الألعاب.
والهدف الأول تحقق قبل بدء الألعاب، إذ بات باستطاعة مدينة غوانغجو أن تنافس على استضافة إحدى الدورات الاولمبية بعد أن ملكت المدينة الجنوبية بنى تحتية ضخمة وحديثة جداً قادرة على استيعاب وتخديم عشرات الآلاف من الرياضيين والرسميين والصحافيين مهما بعد الزمن ولو امتد إلى أكثر من نصف قرن.
والهدف الثاني كان في حفل الافتتاح الذي اختلف في الشكل والمضمون عن الاحتفالات السابقة التقليدية، وفاق روعة وجمالاً افتتاح الألعاب الاولمبية قبل عامين في بكين، ونال الإعجاب وتقدير كل الذين حضروا، وعلى رأسهم رئيس اللجنة الاولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ، والمشاهدين الذي تابعوه عبر شاشات التلفزيون حسبما أشارت التقارير الصحافية الواردة إلى المدينة المنظمة.
أما الهدف الثالث فهو مزدوج ويكمن في أن الصين وضعت نصب عينيها، حسب التصريحات التي أطلقت قبل الألعاب، أن تتخطى الـ165 ذهبية التي أحرزتها في أسياد الدوحة 2006، وان تحاول تخطي ما حققته في دورة بكين 1990، وقد بلغت هذا الهدف بعد أن حصدت 416 ميدالية موزعة بين 199 ذهبية و119 فضية و98 برونزية مقابل 341 قبل 20 عاماً هي 183 ذهبية و107 فضيات و51 برونزية.
ويكمن الهدف الرابع في اختبار الصين لرياضييها وإعدادهم لاولمبياد لندن 2012، وقد كان ناجحاً بكل المقاييس إذ ضمت بعثتها 977 رياضياً ورياضية 35 منهم أبطال اولمبيون و665 لم يسبق لهم أن شاركوا في أي تظاهرة رياضية إقليمية أو دولية وقد نجح نصفهم تقريباً في إحراز ميداليات (المجموع 416).
وسيطرت الصين على معظم الألعاب المهمة خاصة ألعاب القوى بإحرازها 13 ذهبية من اصل 47 مقابل 5 لكل من الهند والبحرين و4 لكل من اليابان وكازخستان و3 لكل من قطر والسعودية وكوريا الجنوبية.
وفي الرماية التي تعد 44 ميدالية، أحرزت الصين 21 ذهبية أي ما يقارب النصف، مقابل 13 لكوريا الجنوبية و3 لكل من كوريا الشمالية والكويت وواحدة لكل من الهند واليابان وكازخستان وقطر.
وسيطر رياضيو الصين أيضاً على السباحة، وأحرزوا 24 ذهبية من اصل 38 مقابل 9 لليابان و4 لكوريا الجنوبية وواحدة لسنغافورة، إضافة إلى 10 من 10 في الغطس وهي مشهود لها في هذا الرياضة ليس على الصعيد القاري وإنما على الصعيد الدولي، و3 من 3 في السباحة الإيقاعية.
وأحرزت الصين أيضاً 13 ذهبية من اصل 15 في الجمباز الفني و10 من 10 في الرقص الفني، لكنها خيبت الآمال في رفع الأثقال حيث اعتاد رباعوها على كسر المزيد من الأرقام القياسية في كل مناسبة واكتفت بتحقيق أكثر من النصف (8 ذهبيات من اصل 15 للجنسين) مقابل 3 لكازخستان و2 لكوريا الشمالية وواحدة لكل من كوريا الجنوبية وإيران، وكذلك نصف ذهبيات الدراجات (7 من 14).
وتبقى نقطة ضعف الصين في الرياضات القتالية، وهي مع ذلك تصدرت ترتيب الملاكمة برصيد 5 ذهبيات من اصل 13 مقابل 2 لكل من الهند وباكستان وواحدة لأوزبكستان وتايلاند والفيليبين وسوريا، في حين لم تحرز سوى اثنتين في الجودو مقابل 7 لليابان و6 لكوريا الجنوبية، وتساوت مع الأخيرة في صدارة التايكواندو (4 ذهبيات لكل منهما)، ولم تحرز أي ذهبية في المصارعة.
وعلى عكس الصين لم تكن المشاركة العربية بالشكل المنتظر، إذ تعددت الإخفاقات، ما أدى إلى تراجعها على مستوى الترتيب وعدد الميداليات.
وكانت قطر حلت تاسعة في النسخة الماضية التي أقيمت على أرضها في العام 2006 وأولى على الصعيد العربي برصيد 32 ميدالية (9 ذهبيات و12 فضية و11 برونزية)، وهي حالياً في المركز الثامن عشر أي تراجعت إلى الخلف مرتين برصيد 16 ميدالية (4 و5 و7) أي النصف أيضاً.
وشاركت قطر بوفد كبير ضم 318 رياضياً بينهم 56 رياضية في 25 لعبة، لكن سيداتها غبن تماماً عن منصات التتويج.
وخسر منتخب كرة القدم القطري ذهبيته، وغابت الألعاب الجماعية العربية عن التتويج بالذهب، وكان أفضل انجاز للمنتخب الإماراتي لكرة القدم حيث أحرز الفضية، فيما حل منتخب السعودية لكرة اليد في المركز الرابع.
وحافظت السعودية على ترتيبها الثالث عشر على اللائحة، لكنها صارت أولى عربياً برصيد 13 ميدالية مع ذهب اقل من السابق (5 و3 و5) مقابل 14 قبل 4 سنوات (8 وصفر و6)، فيما جاءت البحرين ثانية برصيد 9 ميداليات (5 وصفر و4) مقابل 21 في الدوحة (7 و10 و4).
وتراجعت أيضاً الكويت والإمارات وسوريا والأردن ولبنان، وسجلت عمان اسمها ببرونزية، وغاب اسم اليمن.