حمودي الحارثي، ممثل عراقي شهير طبع البسمة على شفاة العراقيين من خلال أعماله الفنية وهو من أبناء الكرخ باب السيف في بغداد ولد فيها عام 1936 وتعلم النجارة وهو في السادسة من عمره على يد اخيه الذي ورث المهنة عن أبيه الذي لقب بنجار الأئمة حينها لصنعه الكثير من الأبواب والشبابيك للاضرحة في الكاظمية وسامراء وكربلاء والروضة القادرية وحيث ساهم في بناء ضريح النبي حسقيال في الحلة وكما قام بعمل أثاث عائلة الاستربادي في الكاظمية وبيت النواب والشيخ خزعل شيخ المحمرة في البصرة آنذاك.
دخل حمودي الحارثي معهد الفنون الجميلة مع الفنان جواد سليم والفنان فائق حسن حيث ترك قسم النحت والرسم وتفرغ للتمثيل والإخراج من عام 1958 ولغاية عام 1961 ومن ثم درس الفن والإخراج السينمائي لمدة عامين في فرنسا (1964-1965) وبعدها درس الفن والتمثيل السينمائي من عام(1974-1981) وهو عضو جمعية التشكيليين العراقيين.
قام بأداء أدوار كوميدية حققت له شهرة كبيرة في العراق. من أشهر أدواره شخصية "عبوسي" في مسلسل "تحت موس الحلاق" شارك في العديد من الاعمال المسرحية والمسلسلات والتمثيليات وأهمها حياة العظماء، مع الخالدين، كاريكاتير، إلى من يهمه الامر وشارك في أكثر من (500) عمل اذاعي وتلفزيوني واخرج الكثير من البرامج التلفزيونية منها العلم للجميع للاستاذ كامل الدباغ والرياضة في اسبوع للاستاذ مؤيد البدري.
عند عودته من القاهرة عام 1981 ارسل اليه وزير الاعلام انذاك طالباً منه ان تعاد كتابة مسلسل "تحت موس الحلاق" في جزء ثاني وان يشارك هو في العمل ، لكن حمودي الحارثي اقترح ان يخرجه بنفسه دون المشاركة بالتمثيل، وبالفعل اعاد مع الفنان البصري كتابة النص والسيناريو، نجح العمل فنيا ولكن الجمهور لم يتقبله لعدم وجود شخصية (عبوسي) فيه ، وتم تقديم هذا العمل مسرحيا في امريكا في خمس ولايات امريكية عام 1978 مع الفنانة غزوة الخالدي والفنان طالب القره غولي.
سافر عام 1997 الى الاردن بسبب ضروف اقتصادية صعبة وظل في الاردن لعشرة أشهر، سافر بعدها الى هولندا كلاجيء أنساني، أقام خلالها اكثر من (15) معرضا للنحت داخل المدن الهولندية مع (15) لقاء جماهيريا للعراقيين والعرب هناك ، وكذلك في السويد والدنمارك والمانيا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
حمودي الحارثي يتحدث
عاد الى بغداد .. ابنها المهاجر (عبوسي) الاسم الذي لم يغب عن ذاكرة العراقيين لاكثر من اربعة عقود ، وربما هو الاسم الاكثر رسوخا ، ولا يمكن ان يذكر الاسم الا والتفتت الذاكرة الى وجه الممثل الذي ادى هذه الشخصية ، فهي تلتصق على الفور بالعيون ، حتى اصبح صورة من صور الذاكرة الشعبية ، كالاسماء الخالدة ، وحين كنت معه لنهار كامل تقريبا ، كنت اشاهد كيف النظرات تتدفق عليه من مختلف العيون وعلى اختلاف اجيالها ، تلتصق به وتحتفي به ، وتذكر الاسم بمتعة لانظير لها ، كأنه احد الابطال العائدين من عمق التاريخ ، وكنت اشعر بسعادته وهو يتفجر مرحا وفرحا ، ويتراءى لي في محجريه توهج ادمع كان يخفيه بأغماضة ، ولان عودته فتحت ابواب التذكر ، فقد حاورته ، حاورت (عبوسي) مثلما حاورت الدكتور حمودي الحارثي الذي يحمل شهادة الدكتوراه من المعهد العالي للسينما في مصر حيث جاء ترتيبه الاول على قسم الاخراج آنذاك .
لنبدأ من نقطة الصفر ، لحظة التفكير بمغادرة العراق .. لماذا ؟
وفاة سليم البصري عام 1997.. كانت نقطة الانطلاق في فكرة السفر ، وقد تزامنت وفاته مع دعوة لي من اتحاد الادباء العرب ، ومن رئيس الاتحاد الاستاذ الاديب فخري قعوار ، في تلك الايام بالذات شعرت بحالات غريبة من عدم الوفاء لهذا الفنان الكبير ، ففي يوم وفاته لم يشيعه احد ، بل ان وزير الاعلام حينها حامد يوسف حمادي رفض ان نبقيه حتى الصباح من اجل تشييعه ، كما ان عددا من الفنانين كانوا في بيت الراحل وهم : راسم الجميلي ونقيب الفنانين داود القيسي ورضا الشاطي وخليل الرفاعي وصادق علي شاهين ومحمد ابن الفنان طعمة التميمي ، وهؤلاء لم يمشوا في جنازة البصري ،تواجدوا في بيته ولم يخطوا خطوة واحدة وراءه حتى في سياراتهم .. وذهبوا الى بيوتهم ، وتصور حتى الصور الفوتوغرافية للتشييع منعت .
لماذا ذلك يحدث وسليم البصري فنان الشعب ؟
لا اعرف السر ، ولكن يبدو ان الفنانين خافوا من الوزير الذي طلب ان لا نبقيه من اجل ان يشيعه الفنانون ، على الرغم من ان البصري تربطه زمالة مع الوزير ، لذلك لم يكن هناك سواي والرجل الذي قام في تغسيله في (حسينية القاهرة ببغداد) ، ساعدت الرجل واخذته الى النجف لدفنه ، وليس هذا فقط ، بل في اليوم السابع لوفاته كانت هنالك ندوة تأبينية مخصصة من تلفزيون العراق للحديث عن الراحل على الهواء مباشرة ، دعي اليها اربعة من الفنانين والكتاب الكبارزكنت من ضمنهم ، ولكن للاسف لم يبل الدعوة احد سواي ، وانتظرت المذيعة اقبال حامد قدومهم لكنهم لم يحضروا فقدمت الندوة لوحدي لمدة (35) دقيقة ، فوضعت النقاط على الحروف بحق هؤلاء الفنانين وحق المسؤولين في وزارة الثقافة انذاك ، عاتبتهم وشتمتهم (بنزاكة) لعدم وفائهم لهذا الفنان الكبير .
وهذا ما جعلك تفكر بالسفر ؟
هذه الحوادث هي التي جعلتني اقرر ان اهاجر ، فبلغت زوجتي بأنني سوف اغادر وقلت لها : (انا رجل خرج ولم يعد) وحملت امتعتي تلبية لدعوة اتحاد الادباء العرب وسافرت الى الاردن اولا ، بقيت فيها عشرة اشهر ولم اكن املك غير (120) دولارا فقط ، تصور هذا المبلغ لدي ، ولكن الدكتور همام رشيد من آل هميم احتضنني وساعدني كثيرا وعينني في شركتهم كموظف في العلاقات براتب مقداره (240) دينارا اردنيا ، ومنت ارسل منه مبلغا جيدا الى عائلتي ، وهو لا يقاس بما كنت اتقاضاه في العراق حين كان راتبي الشهري اكثر من دولارين بقليل وكان راتب زوجتي دولاارا واحدا فقط .
وبعد الاشهر العشرة في الاردن ماذا فعلت ؟
- سافرت الى هولنداوهناك طلبت الاقامة الدائمية لي ولعائلتي ، فضحك الهولنديون وقالوا لي انك في (مركز لجوء) ، لكنني قلت ااني اريد الاقامة كي انشر الحرية وان اعيش حياتي مع هذا المجتمع وخاصة لاولادي وزوجتي ، فأعطوني اللجوء الانساني ، واذكر ان المترجمين كانوا من الاشقاء الاكراد وعرفوني فورا وقدموني الى مسؤولي اللجوء على انني احد الفنانين الكبار ، وألحوا علي ان اطلب اللجوء السياسي لكنني رفضت وقلت انا لست سياسيا ، وبعد ثلاث سنوات اعطوني الاقامة وطلبوا ان تأتي عائلتي / وقالوا : نحن نعتذر .. كان عليك ان تطلب اللجوء السياسي ، لكانت عائلتك معك منذ السنة الاولى ، وبالفعل جلبت عائلتي بموافقة من الملكة بياتريكس بعد عرفوا شخصيتي ومقدار تأثيري في العراقيين والعرب .
لماذا لم تفكر بالذهاب الى دولة عربية ؟
كان المفروض ان اذهب الى ليبيا عام 1998 ، وكان لدي عقد عمل ، وكنت اود ان اعمل عقد عمل لزوجتي المخرجة المسرحية (منتهى محمد رحيم) ، ولكن تصرف موظف في الملحقية الثقافية الليبية جعلنيي اغير رأيي ، فقد (تجاسر) الموظف على العراقيين واساء اليهم ، فما كان مني الا ان ارمي الاوراق في وجهه واترك السفر ، وقد سهل دكتور همام ظروف سفري المادية الى هولندا .
ماذا عملت في هولندا ؟
في اول يوم لوصولي لـ (كمب) اللجوء ، طلبوا من اللاجئين الذين يرغبون بالعمل الطوعي ثمان او عشر ساعات ويدفعون لهم مقابل كل ساعة (خلدن) واحد (يساوي 30 من اليورو) ، قلت انا رسام ونحات فهاتوا لي ادوات النحت لأنحت ، ففتحوا دواليب كانت هناك واذا بكم هائل من شفرات النحت والمطارق والمضارب امامي ، وكان هناك بعض الجذوع من الخشب (يابسة) داخل المخزن ، فقلت لهم لآخذ هذه الجذوع واحولها الى اشكال واعمال فنية ، وبالفعل بدأت وشجعني على ذلك صديقي الدكتور المهندس النفطي الكبير سالم الفياض (كان لاجئا) ، لانه لا يستطيع العمل ، وخلال (22) يوما انجزت اربعة اعمال ، واقيم لي فيها معرض في الهواء الطلق ، بعت فيه عملين احدهما لصاحب الكمب مستر اونو بسعر (800) خلدن ، لكنه طلب مني ان ابيع الثاني بـ (800) دولار ليكون المبلغ لصالحي بالدولار االى مستوى الضعف ، وطوال السنوات اللاحقة كنت اعمل في الرسم والنحت ، واقمت اكثر من (15) معرضا للنحت داخل المدن الهولندية مع (15) لقاء جماهيريا للعراقيين والعرب هناك للحديث عن تجربتي ، وكذلك في السويد والدنمارك والمانيا والتقيت الجاليات هناك وتحدثت لهم .
والتمثيل .. اينك منه ؟
طوال احد عشر عاما لم امارس التمثيل ولم اشاهد العروض المسرحية لانها لا تستهويني لانها اعمال حداثوية .
بصراحة .. ألم تشعر بحنين الى التمثيل ؟
كان عندي شوق كبير للتمثيل ، ولكن كما تعلم المسرح عمل جماعي ، وانا كنت الممثل الوحيد في شمال هولندا ، لكنني مارست الكتابة ، فأعدت كتابة مسرحية من ثلاثة فصول ، وكتبت مسلسلا تلفزيونيا من ثلاثين حلقة ، ولدي مشروع كتابة ثلاثين حلقة اخرى كما اعددت مسرحيتين للمسرح ، وكلها ما زالت في جعبتي واحاول ان اجد من يعملها ، وبصراحة كان هدفي ان اغير مسار حياتي وحياة اولادي ، وخروجي من العراق كان اقتصاديا وليس سياسيا ، كان مجبرا اخاك لابطلا .
ما الذي اوحاه لك ما حدث مع البصري ؟
اوحى لي ان لاقيمة للفن ولا وفاء ، لان كل الموجودين كان للبصري فضل عليهم ، وهذا ماكان يحز في نفسي .
خلال وجودك في الاردن ألم يطلبك احد للتمثيل ؟
جاءني الاستاذ صلاح كرم الى الاردن وهو يحمل سيناريو مسلسل (رجال الظل) مع مسؤول كبير ، طلبا مني ان اعود وامثل في العمل وان الدور (مفصل) علي ، فقلت ان الوقت قد فات ، وكان الدور المعروض علي تدور احداثه في باريس كوني اعرف اللغة الفرنسية ، وهو الدور الذي مثله في المسلسل فناننا الكبير يوسف العاني .
بصراحة ايضا .. ألم تكن تخشى من اجهزة النظام السابق؟
ابلغوني في رسالة انني نظيف وعلي ان ابقى نظيفا ، ثانيا ان عائلتي كانت في العراق ، ولو اقل زلة اعملها لتعرضت عائلتي للخطر ، فقلت لهم انني خرجت لسبب اقتصادي فقط .
ألم تلتق شخصيات عراقية في الاردن ؟
كنت دائما مع د . همام ومع الشاعر عبد الوهاب البياتي ومع سعد البزاز ، وكل واحد من هؤلاء له خط مختلف عن الاخر ، ولم يكن لديه اي اقتراب من اي خط .
زيارتك الى بغداد الان .. هل كانت عبر دعوة وممن ؟
نعم .. كانت من اللجنة البرلمانية التي زارت لندن وهولندا ، وقدمت لي الدعوة بالتحديد من رئيس اللجنة الشيخ خالد العطية بأسم البرلمان لي ولزوجتي .
ما الذي كنت تتمناه وانت على الطريق الى بغداد ؟
ان ارى دجلة والفرات بأم عيني من الطائرة ، وان احاول ان اشخص مكان ولادتي في منطقة (باب السيف) ، وان اشخص البيت وحتى رقمه الذي ما زلت احفظه (68/9) ولا انساه ، ان اتذكر كل الشخوص الذين مروا في حياتي ، ومن الغريب ان دار الاذاعة والتلفزيون لم يأت على بالي وهو المكان الذي عشت فيه من عام 1958 الى 1997 .
لماذا ؟
ربما لان الوجوه التي فيها الان ليست وجوه الكادر الفني ، والافكار ليست الافكار والاقسام التي كان يديرها امثال محمد مبارك ومالك المطلبي وسعد البزاز وصادق الصائغ وبسام الوردي والبروفيسور عبد الاله الصائغ ، فنحن الان نفتقد ادب الستينيات والسبعينيات وحتى الخمسينيات ، هذه المرحلة التي تعد من اروع المراحل راحت لان التردي بدأ في الثمانينيات مع الحروب ، وخلفت لنا هذه الامية الفمية الفنية المغرقة بالجهل ، حين كنت اتابع التلفزيون اشاهد هذا الجهل حتى من خلال اللقطة .
كيف تنظر الى بغداد في زيارتك هذه ؟
سأقول بمحبة المثل الذي يقول (القرد بعين امه غزال) ، وبغداد تبقى غزالا في عيني مهما تغيرت الصورة ، ومهما كانت الظروف ، وبعون الله وبالمخلصين والشرفاء والطيبين الطاهرين سوف تعود بغداد احلى واجمل .
كيف كنت تتخيلها وانت في الطريق اليها ؟
ما زار احد بغداد خلال السنوات الخمس الماضية ومدحها ، الكل كان يتألم ويعطي صورة مؤلمة عنها ، كان الجميع يقول لي : (حمودي .. احسن لك ما تروح) فقلت : لا .. اي فرصة تأتيني سوف اذهب الى بغداد ، وحين حانت اتيت .
ما الذي فاجأك اكثر فيها ؟
فاجأتنني الحياة المؤلمة ، الله يساعد الناس كيف مروا وعتشوا المرحلة وكيف تعدوها ، هذه بطولة لمن بقي في بغداد .
ما اول مكان زرته ؟
محلة ولادتي في (باب السيف) ، مشيت اليها على الاقدام من فندق الرشيد عبر الاسوار الكونكريتية العالية والمتاهات فدخلتها عبر الشواكة (تقع باب السيف مابين الشواكة ودائرة التقاعد العامة على ضفة نهر دجلة) ، دخلت اليها ورحت اسأل عن البيوت بيتا بيتا ، من بيت (طاوة) الى بيت (عجوبة) الى بيت (جروة) الى بيت (دودة) ، ومن بيت الوتار الى القصبجي ، ومن بيت النائب في البرلمان الملكي ضياء جعفر الى بيت داود سلمان الغلاي ، ومن بيت علي قزة (الصفار) لاعب كرة السلة المعروف الى بيت (عكروك) ، تفقدت البيوت وان لم يكن احد فيها ، وتفقدت الاماكن التي تجمع فيها غلالة الحنطة والشعير الذي تحتله الان بناية التقاعد ، ومررت بدربونة (بابا زنكو) و (ملا فهيمة) ، احسست هناك بطفولتي وهي تتراقص امام هذه الاشياء فرحا ولعبا جميلا ، هناك النساء الكبيرات في السن اخذن يتشممني ، واولاد اولادهن حلقوا حولي ، وخاصة انني في برنامج (سيرة مبدع) على قناة الحرة كشفت اسرار طفولتي التي عشتها قبل ستة عقود .
الجمهور ما زال يناديك بـ (عبوسي) هل يزعجك هذا ؟
على العكس .. فهو الاسم المحبب عند الجمهور واشعر بالفرح ولا ازعل ، ولكن المثقفين كانوا يتعاملون معي حمودي الحارثي ، البسطاء يحبون عبوسي ويفضلونه على حمودي الحارثي وتلك هي المعادلة .
لو تصفحنا اوراق حياتك ما ابرز محطة فيه وتستذكرها دائما ؟
محطة القرار الصعب جدا الذي اتخذته وانا اغادر العراق .
برأيك لماذا نجح مسلسل (تحت موس الحلاق) في الستينيات وفشل الجزء الثاني منه في الثمانينيات؟
الجزء (الملون) من المسلسل كنت حينها ادرس في القاهرة ، واعلمني سليم البصري بالفكرة فقلت له اكتب لك انت خاصة ، فكتب على اساس انني قد سافرت من اجل الدراسة (دراسة الصحون الطائرة!!) وعند عودتي من القاهرة عام 1981 ارسل وزير الاعلام انذاك في طلبي وترجاني ان تعاد كتابة المسلسل في جزء ثاني وان اشارك فيه ، لكنني اقترحت ان اخرجه ، وبالفعل اعدت مع الفنان البصري كتابة النص والسيناريو واخرجته ، وابرزنا ان عبوسي سافر الى امريكا للدراسة ، ونجح العمل فنيا ولكن الجمهور لم يتقبله لعدم وجود شخصية (عبوسي) فيه ، وللعلم هذا العمل قدمناه مسرحيا في امريكا انا وسليم البصري في خمس ولايات امريكية عام 1978 مع الفنانة غزوة الخالدي والفنان طالب القره غولي لان غزوة تزوجته !
لو اغمضت عينيك هذه اللحظة وتمنيت ان تشاهد امامك اشخاصا الان فمن تتمنى ان ترى؟
(بحزن وبعد لحظات تأمل) التناريخ لايعيد نفسه ، والذين كانوا يعملون معي ماتوا ، وكنت اتمنى ان اشاهد الكومبارس (كادر عمل المسلسل) ، اما الان فمن الاحياء اتمنى ان ارى الفنانات سهام السبتي وغزوة الخالدي ووداد سالم والفنانة الكبيرة ازادوهي صومائيل والقديرة الرائعة ناهدة الرماح ومي شوقي ، كما اتمنى ان ارى اديب القليجي .
خلال وجودك في بغداد الان هل عرضت عليك اعمال ؟
الى حد الان لم افاتح بأي عمل لاتمثيلا ولا اخراجا .
هل لديك شروط في قبول عمل ما ؟
ان يكون يتماشى مع افكاري .
سمعت ان المؤسسات الفنية لن تقم اية احتفالية لك لماذا؟
اقامة لي جريدة الزمان احتفالية وكذلك دار الكتب والوثائق اما نقابة الفنانين او دائرة السينما والمسرح فلا ، على الرغم من انني ذهبت الى دائرة السينما والمسرح لتمشية اوراق خاصة بزوجتي واستقبلني مديرها العام بمحبة وترحاب ، وانا بصراحة لا اعتب على احد كما لا احمل الناس فوق طاقتهم ، ويسعدني ما وجدته عند الناس