جواب الشكــوى
-6-
شاعر الحب والحنان والايمان محمد اقبال
أرى التفكيرَ أدركهُ خمولٌ.... ولم تبقَ العزائمُ في اشتعال
وأصبحَ وَعْظُكم من غير سِحْرٍ .... ولا نورٌ يُطِلُّ من المقال
وعند النَّاس فلسلفةٌ وفكرٌ .... ولكن أين تلقين (الغزالي)
وجلجلَةُ الأذان بكلِّ أرضٍ .... ولكن أين صوتٌ من بلالِ
منائرُكم علتْ في كلِّ حيٍّ .... ومسجدُكم من العباَّد خالي
فأَينَ أئمةٌ وجنودُ صدقٍٍ ... تهابُ شَبَاةَ عزمهمُ الحرابُ
إذا صنعوا فصنعهمُ المعالي .... وإنْ قالوا فقولُهم الصَّوابُ
مرادُهم الإلهُ فلا رياءٌ ..... ونهجهمُ اليقين فلا ارتيابُ
لأمَّتهمْ وللأوطانِ عاشوا..... فليس لهم إلى الدُّنيا طِلابُ
كمثل الكأس تُبْصِرُها دِهاقاً.... وليس لأجلها صُنِع الشَّرابُ