بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيببن الطاهرين
علة تقديم السمع على البصر في كثير من الايات القرانية
نص السؤال
ما العلة في تقديم السمع على البصر في كثير من الايات القرانية ؟
نص الجواب
قد ذكر لذلك وجوه منها : أهمية السمع على البصر لعدم كون كل الموجودات مبصرة ، فبعضها لطيفة أو مجردة عن المادة ، فلا تبصر بالحس ، ولكن تدرك بالمعنى وبالالفاظ الدالة عليها .
ومن ثم اشار القرآن بخلق البيان والنطق في الإنسان أكثر من أية جارحة أخرى .
منها : أن آخر ما ينام في الإنسان هو السمع ، وأول ما يستيقظ من جوارحه هو السمع مما يدل على قوة هذه الجارحة على البصر ، ولعله لذلك ورد : أن النبي صلى الله عليه واله وسلم والأئمة عليهم السلام نومهم بنوم العين دون السمع والقلب .
منها : أن نعمة السمع أعظم من نعمة البصر لإرتباط الشديد بالتعقل والإدراك ، ولذلك يشاهد أن من العميان علماء بخلاف من يصاب بالصمم ، فإنه قلّ ما يبلغ درجات في العلم ، ويقال أن الدماغ اسرع واكثر تعرفا على موجات السمع منه على موجات الابصار .
منها : أن أكبر نعمة في التفاهم هي الكلام ، وهو انما يقتدر عليه بالسمع قبل البصر .
منها : هذا التقديم له دلالته العلمية يقول الدكتور مصطفى محمود: (وهي مسألة يعرف سرها الآن علماء الفسيولوجيا والتشريح فهم وحدهم يدركون أن جهاز السمع أرقى واعقد وأدق وأرهف من جهاز الأبصار ويمتاز عليه بإدراك المجردات كالموسيقى وإدراك التداخل مثل حلول عدة نغمات داخل بعضها البعض مع القدرة على تمييز كل نغمة على انفراد كما تميز الأم صوت بكاء ابنها من بين زحام هائل من آلاف الأصوات المتداخلة. . يتم هذا في لحظة. . أما العين فهي تتوه في زحام التفاصيل ولا تعثر على ضالتها يتوه الابن عن عين أمه في الزحام ولا يتوه عن سمعها والعلم يمدنا بألف دليل على تفوق معجزة السمع على معجزة البصر ولم يكن هذا العلم موجوداً أيام نزل القرآن) .
يقول تعالى: (وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) . [سورة النحل: الآية 78].
وفي آية أخرى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) . [سورة الإسراء: الآية 36].
فمجرد تقديم السمع على البصر لفظاً له دلالته العلمية الدقيقة.
سبحان الله
منقولللللل