كربلاء المقدسة: إباء
إن معركة كربلاء هي في طليعة المعارك التي رسمت للناس البطولة، وارتقت بذلك أعلى سلم الثورات البطلة في التاريخ، وإن للإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه مواقف يوم عاشوراء تتجاوز مجرد الحرب وهذه المواقف هي التي صنعت منه البطل وخلدت أصحابه الأبطال فبقوا على مر التاريخ والأجيال ينيرون الطريق للسالكين، ولابد لنا أن نفهم تلك المواقف ونحاول أن نقلد الإمام فيها، حتى نكون بالفعل من أنصاره والمستجيبين لندائه الذي طالما كرره يوم عاشوراء..هل من ناصر ينصرنا...
إن أول ما كان يريده العدو بعد قتل الإمام الحسين (عليه السلام) إخفاء الإمام جسدا وقضية، ولقد سحقوا جسد الإمام بحوافر خيلهم لكي تتناثر أعضاء الإمام ولا يبقى لها أثر ولا يقام لها قبر فيختفي قبر الإمام ومن ثم قضيته..وهذا ما حرص عليه أعداء أهل البيت ومنذ زمن بعيد في محوا أي أثر لقبورهم وسرد الأحاديث في حرمت إقامة الصلاة وزيارة عندها، وعرفت السيدة زينب عقيلة الهاشميين (عليها السلام) ما يرمي له العدو فجاءت تمر على جثث الشهداء حتى وصلت إلى الجثمان الشريف لسيد الشهداء فرمت بنفسها على بقايا الجثمان لتعلن للتاريخ أن ها هنا سقط أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) وهنا موضع قبره وهنا راية الثورة والجهاد ضد الظلم والطغيان، ثم قالت بقوة الأبطال موجهة خطابها إلى معسكر ابن سعد الذي بلغ نشوة الانتصار، (ولينصبن على قبر أبي عبد الله علم، وليجتهدان أئمة الضلال على طمسه، فلا يزداد إلا انتشارا...)، هذا هو الدور البطولي الذي قامت به السيدة زينب (عليها السلام) في لحظة تاريخية حالكة، فاستطاعت بذلك أن ترفع راية الثورة على مر الأجيال، وأن تفوت الفرصة على يزيد وأتباعه إلى اليوم أكبر مؤامرة كادت تحدث في التاريخ ضد قضية الشهيد.
واليوم وبعد أن سعى الحكم الدكتاتوري المقبور في العراق من أسلاف بنبي أمية في منع هذه الزيارة قرابة الـ 35 عاما تجد أن محبي أهل البيت (عليهم السلام) يلبون نداء الإمام وأخته العلوية الطاهرة الحوراء زينب، وعلى رغم من تهديدات الوهابية البغيضة والسلفية الحاقدة ويجددون العزاء للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في ذكرى يوم الأربعين وعودة سبايا أهل بيت الرسالة والوحي من الشام إلى أرض كربلاء بعد رحلة طويلة مضنية ملؤها الآلام والمحن والتحمل على طول الطريق من حر وبرد وضرب السياط وكيل السباب والشتائم والتصرفات اللاإنسانية بحق الثكالى والأرامل والأيتام الذين أجبروا على ترك أولياءهم صرعى مطرحين على الأرض بلا غسل ولا كفن وسير بهم على ظهور النياق الهزال دون رحمة والتنقل بهم من بلد لآخر تنفيذا لأمر الطاغية يزيد الذي قصد الإمعان في ظلم أهل البيت (عليهم السلام) والتشفي والتنكيل بهم إلى أبعد الحدود.
حيث حضر عدد كبير من الزوار الذي قدره بعض المسؤولين بـ 3 مليون أو أكثر عند قبر سيد الشهداء ليجددوا العهد مع إمامهم بأنهم سائرون على هذا النهج رغم أنوف الحاقدين والإرهابيين، وهم يبتهلون ويصلون ويتقربون بأهل البيت (عليهم السلام) إلى الله تعالى في قضاء حوائجهم ونيل شفاعتهم.
وفي الجانب الأمني أكد تحسين علي عضو مجلس محافظه كربلاء أن ملايين الزوار دخلوا كربلاء خلال الأيام الخمسة الماضية لأداء زيارة الأربعين. وأضاف انه لم يتم تسجيل أي حادث أو خرق امني لحد الآن.
من جانبه قال النقيب حسين محمد من شرطه كربلاء أن الشرطة والحرس الوطني وبالتعاون مع اللجان الشعبية يقومون بتوفير الأمن في المدينة ومداخلها.
وأشار إلى انه تم منع دخول السيارات إلي المدينة تجنبا لأي اعتداء قد يقوم به إرهابيون بسيارات مفخخة.
جانب مصور :
---------------------------------------------
روابط ذات علاقة بالخبر :
* ملايين الزوار تتدفق على كربلاء سيرا على الأقدام...
* هجوم إرهابي على مواكب المشاة بين مدينة الحلة وكربلاء المقدسة ...
* إرهابيون يخطفون شابين شيعيين لاستخدامهم في تفجير مواكب العزاء ...
* بمناسبة الأربعين الحسيني...عطلة رسمية ثلاثة أيام في مدينة كربلاء ...
* اجراءات امنية مشددة تسبق الاحتفال باربعينية الامام الحسين عليه السلام ...
* تفجير إرهابي في مسيرة المشاة إلى مدينة كربلاء المقدسة ...
* خطة طوارئ صحية في مدينة النجف الأشرف بمناسبة قرب زيارة الأربعين ...
* توافد الزوار من مختلف مناطق العراق ما زال مستمرا بمناسبة زيارة ...
* توافد كبير من المحافظات الجنوبية للعراق لزيارة الأربعين ...