أقتلوا بن لادن ! ................سعد الركابي
القتل ..ذلك الفعل القبيح ...الجرم الاول الذي ارتكبه بني البشر على الارض فضرجوها بالدم ليكون اول حبر كتب به سيناريو التاريخ بفصوله الدامية الطويلة .
ولازال كذلك ..
لكن ..تلك الجريمة البشعة المسماة بالقتل قد تكون محمودة احيانا ..بل واجبة ...وذلك حين تكون الخيار الأخير والوحيد ..
فقد يكون القتل قصاصا لا بد منه ...
والقصاص بالقتل رغم دمويته فقد يركن اليه بني البشر لتحقيق العدالة !
انه الحد الاعلى من العقوبة ...لتخليص المجتمع من شرور المجرمين الذين لا يمكن لغير القتل ان ينهيي شرورهم ..
والقتل يكون احيانا لمصلحة المقتول نفسه !
حين ينهي معاناته ...
يسمونه في الطب القتل الرحيم ..
الرحمة تقترن اذا بالقتل ...فيولد المتناقضان ( القتل والرحمة ) حلا مؤلما لمشكلة اشد أيلاما ..
تحضرني هنا عبارة قالتها احدى المحتفلات بمقتل بن لادن قرب البيت الابيض ونقلتها شاشة احدى الفضائيات العربية حين قالت انها سعيدة بهذه النهاية رغم انها لا تحب القتل ...
لقد ترجمت المخرجة الحائزة على جائزة اوسكار (كاثرين بيجلو ) هذه الثنائية الفريدة ( القتل الذي يقود الى سعادة ) في فيلمها الجديد الذي تعتزم انتاجه تحت عنوان ( اقتلوا بن لادن ) الذي كان في الاصل فيلما يصور مهمة تنتهي بالفشل لتعقب وقتل بن لادن ..ثم تقرر المخرجة مباشرة بعد نبا مقتل بن لادن ان تغير السيناريو لتكون النهاية سعيدة !
والنهاية السعيدة لاتكتمل في ذلك الفيلم الا بمقتل المطلوب الاميركي رقم واحد ( اسامة بن لادن)!
ترى هل يمكن ان نفكر لوهلة في فلسفة السعادة التي لا تكتمل الا بالقتل !
اليس في ذلك تناقض هائل ...
الا نحمل في ذواتنا واذهاننا في احيان كثيرة رغبات مكبوتة او ربما مكشوفة بالقتل ...؟
في ان نقتل اخرين ...او في ان يقتل اولئك الاخرون لنحقق ما نتمناه من سعادة ..او رضا ..
هل يعقل ان تلك الرغبات التي نظن احيانا انها ولت مع قابيل لا زالت نائمة في ضمير كل منا ...
ام انها جزء من فلسفة الحياة التي يجب ان يعقبها موت ! موت نستعجله بالقتل !
لكن مهلا ....الا نحمل في ذواتنا احيانا اشياء نرغب في ان نقتلها !!
انها مجرد تساؤلات اشارككم اياها ...