وفقا لاي منطق ممكن ان نفسر عجز الحكومة عن حل مشكلة الكهرباء, فهذه المشكلة هي اصدق دليل على أن الأزمة التي نواجهها اكبر من أن تعد أزمة انية بل هي أزمة فعل وإرادة ومسؤولية حيث تجاوزت هذه المسالة حدودها المعقولة ولم يعد بالإمكان قبولها كمشكلة منطقية.
فليس من المعقول أن العراق بإمكانياته الكبيرة وموارده الهائلة عاجز عن إيجاد حل لهذه المشكلة أو بناء منظومة حديثة للكهرباء أو حتى تجديد وتطوير المنظومة السابقة
لا يوجد هناك عائق مادي أو امني أو قانوني يمنع العراق من العمل على تحسين خدمة الكهرباء فالمسالة بلا شك غدت محصورة بالجانبين السياسي والإداري ولابد أن ننظر الى المسالة على أنها نوع من التقصير بغض النظر أن كان هذا التقصير متعمدا أم لا فإما أن يكون وراء ذلك تقصير سياسي بعدم وجود رغبة جدية في حسم هذه القضية او تقصير اداري يعني عدم كفائة المسؤولين و المعنيين في قطاع الكهرباء.
قال وزير الكهرباء كريم وحيد "إن إنتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية لن يشهد استقرارا قبل منتصف 2012 لكنه اشرط توفر تخصيصات مالية كافية و قال وحيد ان مقومات تشغيل قطاع الكهرباء من أهمها الوقود والمياه، ونحن منذ ثلاثة أشهر ولحد الآن نعاني من شحة الوقود لتشغيل محطات التوليد بسبب وقف الجانب الكويتي لعمليات تصدير مادة الكازوييل إلى العراق، كما أن وزارة النفط العراقية ليست لديها القدرة والقابلية على تجهيز وزارة الكهرباء بالكميات التي تحتاجها من الوقود. وحالياً لدينا نقص في الإنتاج مقداره 570 ميكا واط بسبب عدم توفر الوقود".
ولفت وحيد إلى أن العراق مستمر في شراء الطاقة الكهربائية من إيران مقابل أجور منخفضة، كون تكاليف إنتاج الطاقة الكهربائية في إيران تبلغ نحو نصف تكاليف إنتاجها في العراق.
وكانت وزارة الكهرباء قد انحت باللائمة بتراجع معدلات انتاجها للكهرباء هذا الصيف على وزارة النفط التي قالت انها لم تزود محطات توليد الطاقة الكهربائية بما تحتاجه من وقود تشغيل فضلا عن الاعمال التخريبية التي طالت خطوط وابراج نقل الكهرباء( الضغط العالي) وموجة العواصف الترابية التي اجتاحت العراق منذ بداية الصيف الحالي والمستمرة الى الان اضافة الى تراجع مناسيب نهري دجلة والفرات مما اثر على منظومات تبريد هذه المحطات وعطل المحطات الكهرومائية .
اعتقد أن الكهرباء ليست مجرد مشكلة فنية بل عقدة وعقدة كبيرة ربما تمتد إلى جذور العقل العراقي وان حلها سوف يستلزم جهدا كبيرا و تعاونا بين الدولة و الشعب من اجل ايجاد حل جذري و سريع . نحن جميعا نتحمل مسؤولية الاشارة الى المفسدين الذين يعملون في قطاع الكهرباء و الذين يعيقون مسيرة تقدم العراق.