أتـــــغار؟!
يا ربي ما هذه اللذة!..
فقط دعني هذا الصباح..
لن أقف ضد التيار..
وردها إليّ..
أتـــــغار؟!
أتدري كيف من توها..
جرت في دمائي أناشيدٌ وأنهار..
يا ربي ما أفعل بدماء الثوار..
وأنت تقول!!..
أم أني أسألك!!..
أتـــــغار؟!
لا أدري أي صوتٍ هو ذا الذي أهذي به..
أبلبلٌ هو.. أم عندليبٌ..
أم لعله كنار؟!
وانظر إلى غصنٍ لم يعد قلقاً على مصير اخضراره..
فقد أزهرت من توها جناتُ وأزرار..
ودعني لأشدد من عقدة شعري..
أمسد فستاني..
عقد اللؤلؤ ولن أنسى رنة السوار..
تلك الستائر.. شمعدان الفضة..
ناصية الشارع وصفّ الأشجار..
لكن دعك مني ومنهم..
وردها إليّ..
أتـــــغار؟!
إني كنجمٍ أفلت هارباً..
لا شموس تحدني.. لا كواكب لا أقمار..
ودعتني أنظارٌ وقلوبٌ وأرواحٌ غالياتٍ..
أسبح.. خاليةً من كل مدار..
وفي فضاءٍ أتعثر بآلهةٍ غير معرّفة..
تهديني فيه وديعتها ثمة عشتار..
ينوح الفلك فوق ركبي..
يتموج من عناصرَ بين الإسوداد والإخضرار..
أتوسع كنجمٍ ثاقب..
وألاقي الأبدية بوجهٍ قد نسى شكل الأقدار..
لكن أتعلم..
دعك مني ومنهم..
وردها إليّ..
أتـــــغار؟!
إني كقبلةٍ تشتعل فوق لهيب شمعة..
في ليلة المعابد والقديسين الأبرار..
تذكي نار المجامر بالمر واللبان..
في قدماها جناحان يحثانها على الرقص..
ومواصلة العزف وضرب الأوتار..
ذاتٌ دافئةٌ هيولية..
توزع من غبطتها على المحزونين الأخيار..
وبلطف النسيم حيث النور رقيق يمازج الظلام..
تجمع أكف الملائكة لملاقاة الزوار..
لكن أتدري..
دعك مني ومنها..
وردها إليّ..
قل لي فقط..
أتـــــغار؟
راق لي