وقفة مع السيد الشهيد الصدر في ذكرى استشهاده
التاريخ الإسلامي عامة والشيعي بصورة خاصة مليء بالثورات والحركات التغييرية وكل هذه الثورات كانت تهدف ومن خلال ما ترفع من شعارات إلى تغيير واقع المجتمع وتقويم الاعوجاج فيه ومنها ما نجحت في تحقيق أهدافها ومنها ولم يستطع في ذلك حيث وئدت الثورة في مهدها ولو نظرنا أو أخذنا الحركة أو الثورة التي قام بها الشهيد الصدر(قدس سره) باعتبارها الحركة الأبرز في التاريخ الشيعي الحديث لو جدنا ما يلي :
1. إن الثورات كانت تهدف إلى تغيير بعض الأوضاع الفاسدة التي تسود في المجتمع الذي تعيش فيه بينما الذي حصل في حركة السيد ألشهيد أنها خلقت مجتمعا جديد يختلف جذريا عن المجتمع السابق له .
2. كل الحركات والثورات لابد أن تكون لها أتباع وهؤلاء الأتباع دائما يكونون الرجال بمرحلة عمرية معينة بالإضافة إلى من يتبع هؤلاء الرجال من عوائلهم إلا في حركة السيد الشهيد الصدر فكان الرجال والنساء والشيوخ والأطفال على حد سواء يتسابقون في نصرته .
3. إن حركة السيد الشهيد الصدر إنما قامت ضد مفاهيم وأمور رسخت في أذهان المجتمع بحيث أصبحت من أوضح الواضحات وهي على تخلفها وابتعادها عن تعاليم الدين المحمدي الأصيل كان من الصعوبة التفكير مجرد تفكير بتغييرها ولكن الذي حدث أن السيد الشهيد الصدر نسفها عن بكرة أبيها .
4. الحركات الإصلاحية والثورية كانت تبدأ وتنطلق من بين طبقات الشعب ثم تتوجه إلى مراكز القيادة أو مراكز الحل والعقد بينما قام الشهيد الصدر بالتغيير في الجهة التي تمثل القيادة في الوسط الشيعي وهي الحوزة العلمية حيث اثبت وبالأدلة خطأ الكثير من الأمور التي كانت تسير عليها .
5. اغلب الحركات الإصلاحية والثورية عندما تبدأ لا تأتي بجديد لم يعتد عليه المجتمع حتى لا تفشل في بداياتها وحتى لا تسبب النفور من الناس بينما الذي قام به الشهيد الصدر فأمرا جديدا جدا وهو ما قام به من إحياء صلاة الجمعة والتي لم تكن معروفة ولم يخطر في ذهن عالم شيعي أو من عوام الشيعة في العراق أن يصليها أو يفكر بها .
6. كل الحركات الثورية والإصلاحية وكنتيجة طبيعية لابد أن يكون لها أعداء سواء في السر أو في العلانية ويحاول الأعداء إيجاد ثغرات أو سلبيات في الحركة أو الثورة ليقوموا بالتشنيع ضدها ومحاربتها إلا مع الشهيد الصدر في نهضته فلم يستطع أعدائه أن يجدوا ثغرة أو سلبية يمكن من خلالها شن الحرب عليه واكتفوا بان يقولوا أن صلاة الجمعة فتنة !!!!!! .
7. كل الثورات والحركات الإصلاحية تموت أو تتلاشى بموت قائدها وتضمحل أهدافها إلا حركة الشهيد الصدر فهي يوما بعد يوم تزدادا علوا وانتصارا .
8. كل الخطط التي يقوم برسمها قادة الثورات كانت تتمحور في كيفية إنجاح الثورة أولا والتخطيط لما بعد الثورة بفترة معينة من الزمن إلا الشهيد الصدر فانه كان يخطط في حركته الإصلاحية إلى كيفية تهيئة الأرضية الصالحة لظهور الإمام المنتظر والذي قد تطول السنين قبل ظهوره إلى المئات .
9. كل الثورات والحركات الإصلاحية كانت تبدءا في بداياتها سرية ثم تظهر للعلن شيئا فشيئا وخصوصا إذا كان من قامت الثورة ضده من الطواغيت وإما أن تبدأ الثورة مباشرة بان يقوم قائدها بارتداء كفنه شاهرا سيفه وأمام القاصي والداني ويقول لطاغوت زمانه كلا كلا يا شيطان فهذا مما تميزت به ثورة محمد الصدر .
10. كل الحركات الإسلامية أما أن تكون شيعية أو سنية قيادةً وأهدافاً إلا حركة الشهيد الصدر فهي على الرغم من كونها شيعية لو صح التعبير إلا أنها كانت ترفع شعار الوحدة بين المسلمين والإسلام أولا وقد تفاعل معها أبناء المذاهب الاخرى بكل شفافية
11. كل الحركات الإصلاحية يقل الحقد والكره لقيادتها أو يتضاءل بعد موت قائدها إلا حركة الشهيد الصدر فان الحقد عليه والكره والبغضاء له يزداد مادام فيهم عرق ينبض .
12. كل الحركات الإصلاحية والثورات وبعد رحيل قائدها من الساحة ومجيء قائد آخر لها فان هذا القائد يحاول أن يكون له خط مميز في الثورة يظهر من خلاله شخصيته أو مميزاته إلا في ثورة الشهيد الصدر فان القيادة من بعده والمتمثلة بالسيد مقتدى الصدر حرصت كل الحرص على الحفاظ على الخط الذي اختطه الشهيد الصدر بدمه الطاهر . إذن خلاصة القول إن ما قام به الشهيد الصدر من حركة يمكن أن نسميها حركة أصلاحية أو ثورة أو أي تسمية كانت فهي بحق فريدة من نوعها فريدة في قيادتها وفريدة في أهدافها وفريدة في أتباعها وفريد في بقائها ,فريدة في كل شيء ويحق لنا أن نعتبرها الأساس الذي تنطلق منه كل الثورات والحركات الإصلاحية في المجتمع الإنساني والإسلامي على حد سواء
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .
ومن هنا اطالب الجميع بقرأة سورة الفاتحه على روحه الطاهره
ولكم الاجر والثواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين " الرحمن الرحيم "
مالك يوم الدين " اياك نعبد و اياك نستعين "
اهدنا الصراط المستقيم " صراط الذين انعمت عليهم
غير المغضوب عليهم ولا الضالين
صدق الله العلي العظيم