الحمد لله متم نوره ومنجز وعده الحمد لله مظهر دينه وناصر عبده
بسم الله وبالله والصلاة على قائد الأنبياء والأولياء محمد وعلى آله الأطهار ثوار الأرض والسماء
· نحن نرى الواقع العالمي ممتلئ بالرايات ، فكل جهة ترفع راية بمعنى أنها تقدم نفسها الى الواقع وبمعنى أنها تكسب الناس إليها وبمعنى أنها تحمل أطروحة دينية أو إجتماعية ، ولكننا يجب أن نعلم أن كل هذه الرايات لكل الأحزاب والحركات الدينية هي ليست راية الله ، لأن هذه الرايات جميعاً مهما كانت مسمياتها وصفاتها في مختلف الملل والمذاهب لا تحمل الأطروحة الإلهية الحقيقية ولا تحمل الفهم الصحيح للأطروحة الإلهية ، ولا تحمل النية الحقيقية في خدمة الغايات الإلهية ، ولا تحمل القدرة على تطبيق الأطروحة الإلهية .
· وجميع هذه الرايات الموجودة في الواقع مهما كانت شعاراتها الدينية فهي جميعاً تحمل أطروحات ممتلئة بالشوائب ومليئة بالقصور والتقصير ، وكلها تحكمها نوازع التعصب أو التحزب الضيق وتسيطر عليها الدوافع الطائفية والمذهبية وتتحكم بها المصالح الدنيوية ، كما أنها جميعاً أسيرةً للموروث المليء بالأخطاء وجاهلةً بالمشروع الإلهي والغايات الإلهية .
· لذلك يجب أن يكون واضحاً لدينا جميعاً أن مرحلة إستقبال الإمام (ع) تتطلب من الجميع أن يخرجوا من كل الرايات ويدخلوا في راية الإمام المهدي (ع) لأنها هي راية الله جل جلاله ، فمع الإمام المنقذ (ع) الحل الإلهي والإنقاذ الإلهي والأطروحة الإلهية والبركات الإلهية والفرج الإلهي لكل البشرية ، ومعه (ع) تأييد الله سبحانه وإسناده وعونه ونصره ، ومعه (ع) الإصلاح الكبير لديننا والدفاع العظيم عن آخرتنا ومعه (ع) تسقط كل أشكال التحزب وكل الأبعاد الدنيوية التي تسلطت على دين الله سبحانه ، ومعه (ع) الرحمة الإلهية القادمة الى العالم كله .
· إذاً فراية الإمام (ع) هي وحدها راية الله جل جلاله ، فعلينا أن ندخل تحت راية الإمام (ع) ونخرج من كل الرايات ، وندخل في ولاية الإمام (ع) ونخرج من كل الولايات ، لنكون قادرين على الإستجابة للأطروحة الإلهية التي سيعمل المنقذ (ع) على تقديمها لنا ، والتي ستكون باب الخلاص لنا من جميع الرايات الفكرية والعقائدية والسياسية التي لم تجلب لنا سوى التمزق والفراغ الروحي والجمود الفكري والصراعات على المصالح الدنيوية المتدنية .
· هكذا يكون واضحاً أمام كل من يريد أن يعاهد ويبايع الإمام (ع) وأمام كل من يتمنى بشكل حقيقي النصرة للإمام (ع) ، أن عليه أن لا يجعل أي راية من الرايات الدينية الدنيوية السائدة نائبةً عن راية الإمام (ع) ، لأن كل الرايات عاجزة عن تقديم الإصلاح الحقيقي لمجتمعاتنا وللعالم وعاجزة عن معرفة التأويل الحق للدين ، وهي عاجزة عن إصلاح المقربين داخل هذه الراية فكيف تتمكن من إصلاح شعوب الأرض .. إذاً فلنتخذ القرار الصائب ونعطي البيعة لراية الإمام (ع) وحينها إن صدقنا سوف تُفتح علينا البركات والتسديدات الإلهية ونتشرف بخدمة إمامنا المنقذ(ع) .
إن الذي سينقذنا والذي سيحررنا والذي سيصلحنا ويصلح العالم كله هو الإمام المهدي (ع) ، ولذلك فالعمل تحت رايته من الآن هو القرار الصائب وهو المشاركة الفعلية في الثورة الإلهية العالمية