أنفلونزا الخنازير ..غضب إلهي على العالم


الكاتب محسن الندوي


باحث في الشؤون الإستراتيجية - المغرب

يعرف العالم هذه الأيام قلقا متزايدا من فيروس انفلونزا الخنازير، ففي الولايات المتحدة أعلنت حالة طوارئ، وتم تنشيط جهود المراقبة الطبية بعد التأكد من إصابة أربعين شخصا بإنفلونزا الخنازير لحد الآن،وفي المكسيك.
بالإضافة إلى 103 أشخاص قتلهم هذا الفيروس الفتاك، أعلن وزير الصحة خوسيه أنغيل كوردوفا أن نحو أربعمائة آخرين لا يزالون يخضعون لفحوص بالمستشفيات, من أصل 1600 يشتبه في إصابتهم بفيروس انفلونزا الخنازير، ولذلك قرر البنك الدولي منح المكسيك 205 ملايين دولار لمكافحة المرض، تقدم منها 25 مليونا فورا لتوجه إلى "الاهتمام بالاحتياجات الأكثر إلحاحا" مثل توفير العقاقير والأجهزة الطبية، حسب ما ذكر وزير الصحة. بالإضافة إلى 180 مليون دولار أخرى ستقدم للمكسيك من قبل صندوق النقد الدولي على المدى المتوسط لتحسين المؤسسات الصحية.
كما أن هناك استنفار عالمي لمواجهة إنفلونزا الخنازير بعد تنامي المخاوف من تحولها إلى وباء، خاصة بعد ارتفاع عدد ضحاياها بالمكسيك إلى أكثر من مائة، ففي كل من كندا ونيوزيلندا وأستراليا والبرازيل وكولومبيا، أعلنت السلطات الصحية أنها أجرت فحوصا لأشخاص عادوا الأيام الأخيرة من المكسيك.
وأوروبا لم تسلم من ظهور هذا الفيروس في بلدانها، حيث أكدت الحكومة الإسبانية أول إصابة بانفلونزا الخنازير بين مواطنيها، مضيفة أن 17 شخصا آخرين يخضعون للفحوصات بسبب الاشتباه بإصابتهم.
وفي بريطانيا تم الكشف أخيرا عن إصابتين لافلونزا الطيور، وفي نيوزيلندا، تأكدت إصابة 22 طالباً بالإضافة إلى ثلاثة مدرسين بعد عودتهم من رحلة تثقيفية للمكسيك، فرضت عليهم السلطات النيوزلندية حجراً صحياً، وبناء عليه، دعا الاتحاد الاوروبي لاجتماع عاجل لبحث سبل الوقاية من المرض وتطويقه.
ونظرا لخطورة هذا الفيروس، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أخيرا أن العدوى بإنفلونزا الخنازير يمكن أن تسبب وباء عالميا، حيث قالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان في بيان إن المنظمة "توصلت إلى أن الأحداث الجارية حاليا تشكل طوارئ على الصحة العامة وتثير قلقا دوليا".
وفي هذا السياق، قال د. جي شتاينبيرغ، أخصائي الأمراض المعدية بمستشفى "إيمروي"الجامعة في أتلانتا: "أقول وأنا على ثقة مائة في المائة أن نوعاً جديداً من الأنفلونزا ستنتشر كوباء.. إلا أن ما لا أستطيع الجزم به هو توقيت حدوث ذلك."

وعليه فإنني أقول ، بان هذا الفيروس الذي يمكن أن يتحول إلى وباء عالمي، له تفسير علمي وله أيضا تفسير إنساني عالمي فأما التفسير العلمي فاتركه للمتخصصين في ذلك، وأما التفسير الإنساني العالمي فمعناه هو أن هذا الفيروس القاتل هو بمثابة غضب الهي على الفساد والظلم الواقعان في العالم بأسره، وذلكم نظرا لما يعرفه العالم من فساد سياسي واقتصادي ومالي أدى بالعالم إلى أزمة مالية لم تسلم منها أية دولة في العالم .

وذلكم بسبب جشع الرأسمالية والعولمة المتوحشة، وعدم احترام حقوق الفقراء وحقوق الأقليات،كما أن فيروس انفلونزا الخنازير هو بمثابة غضب الهي نظرا لما يعرفه العالم من ظلم وانتهاكات لحقوق الإنسان بالجملة، ونظرا لسيادة قانون القوة بدل قوة القانون وبالتالي الكيل بمكيالين في الكثير من القضايا الدولية ، وأهمها قضية فلسطين وإسرائيل.

وغياب العدالة الدولية في مقاضاة الجناة ومرتكبي جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية في غزة – فلسطين والعراق وغيرها، وبسبب احتلال مستمر في بعض البلدان ومنها أقدم احتلال في العالم العربي وهو احتلال اسبانيا لسبتة ومليلية،من جهة أخرى وعلى المستوى الاقتصادي الدولي نجد ان هناك دولا غنية قليلة تستحوذ على جل خيرات العالم .

كما نجد أن الأغنياء يزدادون غنى في العالم بينما الفقراء يزدادون فقرا وهذا يعد ابرز مثال عن الظلم العالمي ، وعلى المستوى الوطني نجد ان هناك طبقة غنية قليلة تستحوذ على جل مصادر الثروة في مختلف الأوطان خصوصا بالعالم العربي ، ناهيكم عن استفحال الفساد السياسي والفساد الإداري والفساد الأخلاقي خصوصا بالبلدان النامية والبلدان العربية جزء منها.

إن كثرة المضاربات المالية غير السوية ، وتفاقم الرشاوى ضمن المعاملات الإدارية وأثناء الحملات الانتخابية في مختلف المجتمعات النامية والعربية على وجه الخصوص، وان بروز أشكال جديدة من العصيان الأخلاقي مثل المثلية الجنسية وعبدة الشيطان وغيرها ..

كل هذا يسبب في غضب الهي كاف لابتلاء هذا العالم بأغرب الفيروسات و الأوبئة، ومع استمرار الظلم والفساد بالعالم فإنني أتوقع أن يتحول فيروس انتشار انفلونزا الخنازير بسرعة مذهلة إلى وباء فتاك وانتشاره في مختلف بلدان العالم لدرجة انه ربما سيعجز الطب والأطباء عن استئصاله، هذا بالإضافة إلى احتمال انتشار فيروسات أخرى مثل انفلونزا الدجاج وانفلونزا الأغنام ..الخ




=======================


يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث : ((لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم)) "حديث صحيح"



============================

يبدو أن الكاتب كتب المقال قبل أن تعلن منظمة الصحة العالمية (تعلن أن انفلونزا الخنازير أول وباء عالمي في القرن الـ(21))