نماذج عراقية شاب يمارس مهنة الحلاقة بالرغم من اصابته بالشلل النصفي
يكاد لايصدق منظره وهو يجول حول مقعد للجلوس يجمع ما بينه وبين زبائنه، كانت فكرة تصنيعه من بناة افكاره، وان الطرافة والمداعبة قادته الى الامساك ب"المشط" و"المقص" يداعب بها شعرات بيضاء علت رأس ابيه وتلك التي تعلو رأس اخيه ذي السنوات الخمسة، كان الحظ قد ابتسم له بأن يجعل منه حلاقا ماهرا يتقاطر عليه الزبائن وليتحدى بذلك طبيعة جسده الذي اعاقه الشلل.
وقصتنا مع عمار راضي بدأت بقوله لنا انه من مواليد 1979 وقد اصابه الشلل النصفي منذ ولادته،
ويتابع راضي سرد حكايته مع الحلاقة نافيا ان تكون هي اول مهنة مارسها اذ يقول انه بدأ حياته مع العمل منذ كان عمره 10 سنوات اذ تمكن من اجادة فن الخياطة بأستخدام ماكنة الخياطة العائدة لوالدته اذ بدأ بفصال الاقمشة وخياطتها في داره وقد كسب زبائن كثيرين.
الا ان راضي فضل ان تكون مهنته الحلاقة التي اجادها عن طريق الصدفة بقوله انها دخلت الى نفسه واجادها لانها تشعره بالحيوية والنشاط مؤكدا ان اجادته لهذه المهنة كان عن طريق الصدفة اذ لم يكن الامر لديه سوى ان يمسك ب"المشط" و"المقص" ليقص شعر ابيه واخيه الصغير، والاول كان على سبيل المداعبة، والثاني لانه طفل يمكن حلاقته بالبيت لسهولة ذلك.
ويضيف قائلا بأنه بدأ العمل في صالون "القيثارة" للحلاقة وكان اول زبون قد هم بحلاقته استغرب الامر ولم يصدق الا بعد نزوله من كرسي الحلاقة الذي صنعه بطريقة تسمح له بالحركة السريعة المريحة.
وتابع قائلا دخل الزبون الى الصالون وكان الحلاق الاخر الذي يعمل فيه منشغلا بحلاقة احد الاشخاص فقال للذي دخل لتوه "خل يمشيك عمار" أي انني انا من سيحلق له، فأجاب الزبون مستغربا "هذا يمشيني" وبعد ان انهيت حلاقته بقي هذا الزبون مواظبا على الحلاقة عندي ومن سخريات الاقدار انه ترك الحلاق الذي كان يحلق لديه سابقا لانه وجد حلاقتي له جميلة.
ويؤكد راضي انتقاله للعمل في صالون حلاقة اخر هو صالون "المصطفى" وان زبائنه تبعوه الى محل عمله الجديد الذي يبعد بعض الشيء عن المكان السابق.
ويشير راضي الى انه ممن يتميز بعلاقات اجتماعية متميزة الى جانب تمتعه بروح الدعابة التي جعلته محببا لدى الاخرين وان البعض بحسب قوله يرغب بالحلاقة لديه لبشاشته وسماحة وجهه
ودعا راضي الى ضرورة اقامة جمعية تعنى بمرضى الشلل النصفي وان تكون هناك جهة تدعم وتمول وتقود هذا التجمع الذي يرى انه سبيل الى تحقيق بعض احتياجات هذه الشريحة التي لاتسمح حالتهم الصحية بحرية الانتقال من مكان الى اخر بسهولة، ويؤكد راضي على ان مهنة الحلاقة التي تعلمها واتقنها الى حد كبير كانت سببا في ان يكون صاحب المورد المالي الرئيسي الذي تعتمد عليه عائلته في سد متطلبات معيشتها.
الموضوع منقول للأمانة