(بو عزيزي) الذي احرق نفسه في تونس احتجاجا على البطالة وكبت الحريات في بلاده كان شرارة مفاجئة لهذا الشعب الذي يبدوا انه استغلها افضل استغلال للنيل من الجبل الراكد على صدورهم طوال ثلاثة وعشرين عاما,وأضحت تونس من بعده تنشد الحرية بكاملها وهي لا تزال هذه الايام والساعات تكابد وتجهد نفسها في التخلص من أدران السلطة الجائرة والمخلوعة اخيرا والمتمثلة ببقايا النظام من وزراء ورئيس وزراء كانوا من حزب بن علي المخلوع , والتونسيون يعلمون ان زوال شخص بعينه فقط لا يعد تغييرا وهذا ما ترسمه لنا احداث الشارع التونسي فوزير الداخلية الذي كان يضرب التظاهرات في زمن بن علي نفسه هو الذي يمنع التظاهر ويفرق المتظاهرين بعد سقوط النظام المتسلط, وكذلك وزير الدفاع وكذلك الغنوشي رئيس الوزراء هو نفسه بقي رئيسا للوزراء وكأن المسألة باتت ليست ثورة شعب ضد نظام جائر وانما انقلاب داخلي وسط أفراد الحزب الحاكم!
والذي يهم الشارع العربي المترقب لما يدور في تونس هو النتيجة والحرية التي ستطلق العنان لكل مواطن عربي لكي يكون جزئا في رسم تاريخ الامة العربية ويكسر الايد التي تشوه صورة الشعوب وتجعلهم في خانة المقهورين الضعفاء مدى الدهر,
لذلك كان(بو عزيزي) الشاب الذي حرق نفسه شهيدا لدى كل المكبوتين والمحرومين في العالم العربي واصبح مثالا يحتذى به للنيل والإطاحة بالطواغيت والمتسلطين العرب ووصل الأمر الى ان يكون حرق النفس من اول الامور التي يقلدها الناس لكي يحركوا مشاعر الشعب وكل ذلك تعبيرا عن رفض وايماءا للجماهير لساعة الثورة,
فكان ذلك الاقتداء به اول العوامل في تغيير الاجواء داخل المنطقة العربية برمتها انطلاقا من مصر وموريتانيا واليمن والسعودية والجزائر إلا... بلد عربي واحد وهو العراق!!
فهو ليس بحاجة الى ان يحرق مناهض للحكومة نفسه لكي تغير مشروعها ألتهميشي او دورها في إفشاء البطالة المتعمدة او الفقر المبرمج فالحكومة هي التي تحرق الشعب ليلة بعد ليلة لكي لا يفكر العراقيون ان يحتجوا ك_بو عزيزي_ ولكي يكون حرق النفس شيئا هينا ولا يحرك المشاعر الجماهيرية لأنه قد ملأ العراق شرقا وغربا!, نعم هكذا هي الحال في العراق وربما ان اراد الشعب ان يثور على حكومة هزيلة هجينة لا تمثل الديمقراطية الحقة وجب ان يحترق كله لكي يكون حافزا ليس للشعب العربي العراقي(لأنه سيحترق كله) ولكن حافزا لأسرائيل وامريكا لرسم خوراطهم وحدودهم الجديدة!
http://www.youtube.com/watch?v=TR_Ka...layer_embedded