+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: المعنى الواقعي للعصمة عند الامامية

  1. #1
    عضو مشارك مهندالكربلائي is on a distinguished road الصورة الرمزية مهندالكربلائي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    118

    Iraq المعنى الواقعي للعصمة عند الامامية

    العصمة
    ميزة عدم الوقوع في القبح، أو هي ميزة عدم الإتيان بالظلم سواء للذات أو للغير.. ولذا اقترنت هذه الميزة بالإمام المختار من بين الناس، سواء كان نبياً أو رسولا أو وصي نبي مختار من الله..
    فالعصمة هي حال القائد إلى الله والدال عليه، والمعلم الذي يعلم الناس بمواقع الحق ومواضع الضلال، فهو البشير النذير، وسبل القبح وسنن الحسن فهو يجسد وحي الله إليه إلى واقع في قوله وفعله، فهو مثال بشري واقعي لما يريد الله تعالى في الآدميين فيه أسوة لكل من يتأسى بالحسن الرباني المتجسد في الواقع، ولذا فالإمام المختار من قبل الله سبحانه وتعالى لبني البشر هو الرحمة الربانية الساعية في الأرض، مثلما هو العدالة المتجسدة.
    مفهوم العصمة، والعقل
    ليس من العقل القول بأن الذي يختاره الله تعالى قائدا، قد يكون خطّاءاً.. أو نقول أن الذي يختاره الله تعالى معلماً لقومه في علمه بعض الجهل، أو نقول أن الذي اختاره الله تعالى معدناً لوحيه فيه صفات يعجز معها من تجسيد ما كلفه الله تعالى الهنات.. وبالتالي فليس من المعقول أن نقول أن المختار من قبل المحسن جل شأنه أسوة حسنه يمكن أن يخطأ؛ أو يأتي منه القبيح.
    لأن الذي يقول بعدم عصمة الإمام المختار إنما يتجرأ على الله سبحانه وتعالى ليس بالطعن في حسن اختياره فحسب، إنما في عبثية اختيار الإمام ومهام الإمامة، إذ مع القول بعدم عصمة الإمام المختار من قبل الله تعالى لمهام الإمامة لا معنى لتلك المهام.. فكيف يطلب من الله سبحانه وتعالى طاعة آدمي مثلنا خطّاء أو ممكن أن يأتي منه القبح، أو لا يضمن لنا التأسي به أن يكون حسنا ما تأسينا به.
    إن العقل وفي أدنى حدوده يمتنع على قبول هذا الفرض الذي يدعيه الأدعياء بعدم عصمة الإمام المختار من قبل الله جل شأنه نبي أو رسول أو وصي نبي مختار.
    ثم إن القول بعدم عصمة الإمام تشويش لصورة الإمام في حال يرفضها العقل جملة وتفصيلا، إذ كيف نثق بخيار الله تعالى ذاته حيث الإمام المختار هو الوسيط في نقل إرادته ومشيئته جل شأنه إلينا، إذ لا ضمان بدون العصمة في معرفة إرادة الله ومشيئته سبحانه وتعالى فيما يكون عليه الآدمي في كل أحواله، بل في كل نفس يتنفسه الإمام المختار.. لذا فالعقل الذي يعتبر عدم عصمة الإمام المختار، أو ينفي ضرورة العصمة مطلقاً، إنما هو عقل سقيم بالعقد فهو ليس سليم وهو جحود مبطن بقلب زائغ إذ القلب مركبة في حصول العقل.. فنفي العصمة فيه ثغرة خبيثة للطعن في دين الله تعالى بنسبة القبح إلى خيارات الله تعالى .. ثم إن في نفي العصمة تبرير لارتكاب الجرائم والظلم والقبح باسم الدين من قبل الذين نصبوا أنفسهم بدلاء للأئمة المختارين، مثلما هي سبيل للتقول على الأنبياء والتجرؤ على دينهم. فنفي العصمة هي نفي مبطن للدين ومن أخبث وأخطر العقائد في دين الله هي القول بعصمة مجزوء للإمام أو النبي (صلى الله عليه وآله) ، لأن نفي العصمة مطلقاً لا سبيل إليها عند أصحاب العقول، وتجزئة العصمة، هو أسلوب الطاعنين والجهلاء للتوفيق بين ما يريدون من خبث وبين ما يريده العقل السليم في ضرورة العصمة.
    التفاته
    وهناك التفاته أخرى يمكن أخذها بنظر الاعتبار في حساب القول بالعصمة أو نفيها.. وذلك لأن القول بالعصمة يعني تكليف رباني على أرباب العقول والمتكلمين يحصرهم ويحاصرهم في عقائدهم، فالقول بالعصمة يتطلب عقيدة تغطي كل العقائد الأخرى في دين الله وتهيمن عليها، وعدم القول بالعصمة كضرورة لدين الله تعالى يفتح الباب واسعا جدا لبيع الكلام والسفسطة والبروز في لمة الفلسفة. لأن الإيمان بضرورة العصمة عقيدة تمجد الأئمة المختارين وتجعل منهم مرجعا لا يجوز تجاوزه فهم في مقام من النفس المؤمنة لاتطاله الأوهام بقبيح، لذا نجد أن بروز العادين واضح وكشف الخارجين على الدين الحق يسير، بسبب أن القول بعصمة المعصوم دون عقيدة بذلك لا يكفي في منع البعض في التطاول على الأئمة المختارين في نسبة القبح أو الظلم إليهم (عليهم السلام).
    العصمة وأصناف الخلق
    تقع المخلوقات أمامنا في ثلاث أصناف هي:
    المخلوقات المادية المجردة، التي تقع بدورها في ثلاث أصناف
    هي العناصر: مثل الهيدروجين والأوكسجين والحديد والكالسيوم..الخ.
    والمركبات: مثل الماء والملح، والسكر.. الخ.
    والمخاليط: مثل الهواء والزجاج والنفط والتراب…الخ.
    2ـ المخلوقات الحية وهي التي تقع بدورها في ثلاث أصناف هي:
    الأحياء المجهرية: مثل الفيروسات، والبكتريا، والجراثيم..الخ.
    والنباتات: مثل الأعشاب والأشجار ..الخ.
    والحيوانات: مثل الحشرات، والفقريات، واللبائن..الخ.
    3ـ الأحياء العاقلة: مثل الإنسان والجن والملائكة.
    ففي الإنسان تجتمع كل أصناف الخلق المادة لبناء جسمه ومميزات الحياة لحياته، ومميزات الروح الربانية لعقله.
    فالإنسان موجود حي عاقل، أي أن التراب الذي يتكون منه الآدمي يضم ـ بما هو مخلوط ـ كل أصناف الوجود المادي المجرد، ويضم ـ بما هو كائن حي ـ أرقى مميزات الحياة في كل أصناف الأحياء، ويضم ـ بما هو معدن لروح الله تعالى التي نفخها في خلقته ـ العقل الذي هو ميزان بين غرائز الحيوان في نفس الإنسان ككائن حي وبين إرادات الروح الساعية إلى الحسن الرباني لتحقيقه ضمن سنن الكون كله.
    والحقيقة هي أن المادة المجردة هي كل شيء يشغل حيز في الفراغ وله كتلة.
    أما الحياة، فهي نظام يلج المادة ويمنحها التلقائية في الحركة ومميزات الحياة من تغذي وتنفس وإفراغ وإبراز ونمو وتكيف ويجعلها قادرة على التوالد والموت.
    والموت ليس له تعريف بيولوجي، ولكنه نقله في سنة تواصل الحسن في الخلق.
    أما العقل: فهو تعبير سلوكي أو لغوي لحال النفس الإنسانية إزاء أي موقف هي فيه. إذ هو محصلة لقوى الغرائز الحيوانية في نفس الآدمي مع نشاطاتها الحيوية ضد قوى الروح ونشاطات النفس العلمية.
    ولذا فالآدمي بما هو مادة وحياة وعقل فهو يعاني من قصوراً في نفسه المركبة من هذه الأصناف الثلاثة:
    أـ فالمادة تعاني من قصور ذاتي:
    ـ فالمادة قاصرة في ذاتها عن التأثير في ذاتها ما لم تؤثر عليها قوة خارجية، فالجسم المتحرك لا يتوقف بذاته والساكن لا يتحرك بذاته ما لم تؤثر عليها قوة خارجية، توقف المتحرك، أو تحرك الساكن.
    ب ـ والحياة تعاني من قصور في ذاتها:
    فالكائن الحي قاصر عن التأثير في حياته ما لم تؤثر عليه قوة خارجية.. وكان هذا المبدأ غير واضح، حتى استطاع الإنسان أن يعي معاني الحياة ويكتشف شفرتها التي يتضمنها الـ(dna) في نواة كل كائن حي وبعد أن اكتشف خارطة المورثات استطاع أن يؤثر في حياة الكائن الحي ولو بقدر محدود، ويغير صفاته بعضها أو كلها.
    ج ـ والعقل يعاني من قصور عقلي في ذاته:
    فالعقل عاجز عن التأثير في ذاته ما لم تؤثر عليه قوة خارجية تخرجه من قصوره.
    وهذا المبدأ واضح في كون العقل غريزة تربيها التجارب، وكون الفشل درجة في سلم النجاح.
    أما عند الأنبياء الذين يباشر عقولهم الوحي بما هو روح من أمر الله تعالى وإرادته، فإن عقولهم يرتفع عنها القصور المسبب للخطل والخطأ وتصبح العصمة دافع حياتهم دون تكليف.
    فمن سنن الله تعالى الحسنه التي ألفها تاريخ البشرية، وصارت جزء لا ينفصم عن ذلك التاريخ، هي سنة إرسال الرسل والأنبياء (عليهم السلام) .. رفدهم بوحيه فرفع القصور عن عقولهم، وبذا استوفت أرواحهم كامل قوتها في النفس وهيمنت على قوى الحياة والحيوانية في نفوسهم. وبذا صارت نفوسهم مطمئنة بالمطابقة مع مضامين الحسن الرباني التي هي إرادة الله تعالى في الوحي الذي أوحاه إليهم.
    إذن وضمن هذا الفهم فالرسل أصحاب عزيمة في الإرادة لا تغلبها الغرائز، فلا يقودها الهوى.
    فالوحي الذي يستلمه الأنبياء والرسل (عليهم السلام) هو روح من أمر الله تعالى فهو نور الله في نفوسهم، قال تعالى: (أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ)[الشورى: الآية52].

  2. #2
    فراتي جديد عاشقةالامام is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    15

    افتراضي رد: المعنى الواقعي للعصمة عند الامامية

    مشاء الله شكرا اخي الغالي

  3. #3
    فراتي مهم جدا ملكة الاحساس is on a distinguished road الصورة الرمزية ملكة الاحساس
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    النجف
    المشاركات
    3,158

    افتراضي رد: المعنى الواقعي للعصمة عند الامامية

    بارك الله بيك اخي العزيز
    تحياتي

  4. #4
    فراتي مهم جدا عاشق عيونك is on a distinguished road الصورة الرمزية عاشق عيونك
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    6,661

    افتراضي رد: المعنى الواقعي للعصمة عند الامامية

    الله يبارك بيك جزاك الله خير


    تحياتي

  5. #5
    فراتي مهم جدا الحــر is on a distinguished road الصورة الرمزية الحــر
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    بلد قربانه دمائنا
    المشاركات
    4,123

    101 رد: المعنى الواقعي للعصمة عند الامامية

    حبيبي الغالي بارك الله بيك على هذا الجهد الجهيد

    ادام الله لنا قلمك ونورك دائماً وابدا

    بحث قيم اخي الفاضل

    كل الشكر والتقدير لك منا

  6. #6
    فراتي جديد عاشقةالامام is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    15

    101 رد: المعنى الواقعي للعصمة عند الامامية

    شكرا اخي كنت محتاجه هذا البحث في مصادرممكن ارجع لها بخصوص اثبات واقعية العصمه اذا ممكن

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك