لايشك عاقل بأن الخطأ موجوداً اي كان العمل نوعه وتخصصه حتى وصلت الاخطاء في عبادة الشخص لربه ولكن المهم كيف نتعامل مع تلك الأخطاء فهل سيتغير الخطأ الى الصواب أم انه سيظل خطأ مهما دار عليه الزمان ولابد لنا ان يكون الخطأ هو طريقنا الى الصواب فليس هناك صواباً إلا وقد أخذ الخطأ منه نصيباً إلا ماندر بل أنه اثبتت الدراسات ان الكثير من الخطط والمشاريع العالمية والتي لاقت متابعة دولية لم تكن هكذا إلاوقد سبقها الفشل في بداية المشوار فتطورت الأفكار بعد التعديل 0
كما انه يجب علينا معرفة تلك الاخطاء ولننحي ماتعمد منها جانباً حتى نكون اكثر فاعلية فالغبي هومن يتعمد الخطأ لكي يتعلم منه والذكي هو من يعمل بجدية فيخطأ فيصوب ذلك الخطأ ليستفيد من تجربته0
والأنواع من الاخطاء كثيرة لانستطيع حصرها ولاحتىتقسيمها فبداية يجب ان تكون عندنا مقبرة جاهزة لندفن فيها أخطاء الأصدقاء فكلنا كالقمر له جانب مظلم
فكما يقول إيزاك نقائص العظماء عزاء التافهين
وأتذكر ذلك المثل الأسباني الجميل الذي يقول ( من شاء الحصول على بغلة خالية من العيوب فعليه ان يسيرعلى قدميه )
ومن الغريب اننا ندافع عن صوابنا أكثر مما ندافع عن أخطائنا وكأننا معصومين
وعين البغض تبرز كالعيب *** وعين الحب لاتجد العيوبا
وبقدر مايكون الثوب ناصع البياض ، تكون بقعة الأوساخ أكثر وضوحاً فهنا تتجلى لنا شخصيات كثير من البشر إذ نجده لاينظر إلا لما هو سلبي رامياً بالإيجابيات وراء ظهرة متشائم في حياته طوقت نظراته السوداوية عنقه فأعمت قلبه قبل بصره 0
فلما النظر الى الخطأ ورمي الصواب في اليم فهذا صاحب محل لبيع الأسماك قد علق على باب دكانه لوحة كتب فيها( طغام للسمك )ولاحظ احد زبائنه ذلك الخطأ فسأله:
ألم ينبهك احد الى هذا الخطأ 0
فقال التاجر : نعم فقد دخل كثيرون ينبهوني ولم يخرج احد منهم من الدكان إلا وقد اشترى مني شيئاً
ولكم ان تنظروا الى حجم الفائدة المادية التي كسبها هذا التاجر من الخطأ فمن أجل ذلك بإمكاننا ان تكون اخطائنا بداية إنطلاقنا الى القمة والعلو اليس اديسن الذي أخترع المصباح الكهربائي قد اخطأ في إختراعة تسعمائة وتسعة وتسعون مرة 999 وقد صحح الخطأ في المرة الألف وكتبت بإسمة براءة الإختراع الى يومنا هذا والسبب يعود الى الإستفادة من الخطأ فلما نحن نعاتب أنفسنا عند الخطأ حتى ولو انه قدم لناالشيء الكثير
فمن هنا نعرف عظمة الخطأ وإمكانية الإستفادة منه فالتجربةهي الاسم الذي يطلقه الانسان على أخطائه يقول غوته : من يحتمل أخطائي أعتبره سيدي ولو كان خادمي فهكذا هم الحكماء فالخطأ وارد لامحالة ولكن متى ننظر اليه كونه خطأ يحتمل الصواب ومتى ننظر اليه كونه صواباً تم إستنتاجه من الخطأ
يقول المثل التركي الشهير ( من فرط وقوعنا في الخطأ نتعلم )
ويقول سيروس ( الإعتراف بالخطأهو أقرب شيء الى البراءة )
وكما قيل فإن الشهرة تسهل الخطيئة
فهاهي فلسفة الأخطاءلو تفهمناها وعملنا بها وجعلناها المقياس الحقيقي الذي نقيس به أعمالنا لعرفناجيداً ان الأخطاء في حياتنا شيء جميل من شأنه تحويل كل مافي الحياة الى صواب يلحق به صواب فلما لانتعامل بالأخطاء أكثر من تعاملنا بالصواب لأن المستفيد من الخطأ نحن لا المتلقي فمن المعلوم ان المتلقي لايريد إلا الصواب وهكذا انفسنا ولكن لو ادركنا جمال الخطأ لتصحيحه والإستفادة منه لتطوير الفكرة وتهيئة الموضوع لعشقناه كعشق قيس لليلاه
تحياااااااااتي0