في معظم البلدان الديمقراطية يقوم المرشحون للانتخابات بطرح سؤال على الناخبين "هل أنت أفضل حالا اليوم مما كنت عليه قبل اربع سنوات؟"
والسؤال يعني ، بطبيعة الحال ، يلمح الى ان المسؤوليين الحاليين أو الأحزاب الحاكمة أو قد لا يكون أداؤها جيدا.
إذا كان لنا أن نطرح هذا السؤال في العراق ، فكيف ستكون الإجابة؟
وأعتقد أنه غني عن القول اننا اليوم افضل حالا مما كنا عليه قبل اربع سنوات. ولكن هل الفضل يعود بالضرورة إلى حكومتنا؟ و من المؤكد أن الحكومة تستحق بعض التقدير لدورها في تحسين الوضع ، ولكننا ملننا الحرب و الموت و قررنا كشعب وضع حد لهذه المشاكل و الازمات.
هناك سؤال آخرقلما يطرح ولا تجرؤا اية حكومة ان تطرحه على الناخبين ,لان الحكومات عادة تخشى اجابة الجماهير لهذا السوال القائل "هل كنتم أفضل حالا مع الحكومة السابقة او الحزب الاخر؟ "
مشكلة هذا السؤال هو عدم وجود طريقة للإجابة عليه بالتحديد.
وهذا هو تحديدا السؤال الذي يجب على الناخبين أن يسألوا أنفسهم عندما يدخلون الى مركز الاقتراع في يناير كانون الثاني (هل كنا افضل حالا مع الحكومة السابقة؟ هل نحن افضل حالا مما كنا عليه قبل اربع سنوات)
ان فترة الانتخابات هي الفترة الوحيدة التي تتيح للناخبين فرصة الادلاء بأرائهم ولاظهار استيائهم بطريقة متحضرة (إذا كانت هذه هي نيتهم) ، أو أن يلقوا بثقلهم لدعم مرشح أو حزب معين او لدعم جدول أعمالهم ومعتقداتهم.
ان فترةالانتخابات هي الفترة الوحيدة الت يجب على الحكومة فيها ان تستمع فيها إلى الناس. فمن المهم بالنسبة للمواطنين المؤهلين للمشاركة فيها و التعبير عن رغباتهم و اسماع اصواتهم. وإلا كيف ستتمكن حكوماتنا من سماع الحقيقة ؟
عندما يحين دورك في التصويت في كانون الثاني , اسالوا أنفسكم هذه الأسئلة قبل الادلاء باصواتكم وصوتوا ضميركم ، ولا تصوتوا تبعاُ للولاءات السخيفة و المصطنعة.