ان الاقتصاد العراقي , اقتصاد مبني على وراد النفط و على هامش بسيط من بعض الصناعات الاولية و القطاع الزراعي لا يكاد يكفي الطلب المحلي, لذلك يمكن القول ان اقتصاد العراق هو اقتصاد نفطي بحت, و بما ان النفط هو مادة قابلة للنفاذ و كذلك بحث العالم المستمر عن مصادر بديلة للطاقة سوف يقلل الاعتماد على النفط كمادة اساسية للوقود في المستقبل, لذلك فان اعتماد وسائل اضافية لتدعيم الدخل القومي هو مسالة اساسية على العراق البداء بها في الوقت الحالي و ليس الانتظار لحين نضوب النفط, كما فعلت دولة الامارات بدخول عالم الاستثمارالاقتصادي و السياحي.
يمتلك العراق الكفاية من المقومات السياحية و التنوع البيئي مما يؤهله أن يتبوأ مركزاً سياحياً مع مصاف الدول السياحية المتقدمة، كما ان تنوع الحضارات القديمة ومنها السومرية والآشورية والآكدية والكلدانية مروراً بالحضارة العربية الإسلامية التي ازدهرت في بلاد وادي الرافدين أغنت حضارات العالم بالمعرفة والثقافة و التي لا تزال بقاياها موجودة في العراق من الممكن لها ان ترفد العراق بزخم كبير من السواح الذين سوف يصرفون الاموال لاجل زيارة العراق و رؤية معالمه الاثرية.كما ان السياحة الدينية بدأت بالازدهارفي السنوات الاخيرة نظرا لسهولة مراقد الأنبياء وآل البيت الأطهار (عليهم السلام) والصحابة الأجلاء، ما جعل البلد منارة يرتادها ملايين المسلمين من شتى بقاع العالم وعلى مدار السنة.
و باعتقادي انه من الواجب ايضا تدعيم القطاع السياحي ورفده بمشاريع ريادية متنوعة كالمشروع الذي تخطط له محافظة واسط بالتنسيق مع وزارة السياحية لطرح عطائات لمستثمرين اجانب لاجل بناء مجمع سياحي بقيمة مليار دولار بالقرب من مدينة الكوت, ان هذا المشروع الكبير سوف يكون اول و اكبر مشروع سياحي في شرق العراق و من المخطط له ان يحتوي على فنادق و شقق فندقية و مسابح و مدن ترفيهية و مسارح , و سوف تودي اقامة هذا المشروع الى ايجاد الاف فرص العمل لسكان المحافظة و تدعم الدخل القومي العراقي.
ان السياحة بامكانها جلب ايرادات سنوية تقدر بـأكثر بمليارات الدولارات سنويا في حال تم استثمارها بالشكل المطلوب ،وهي كذلك لا تقاس بمردوداتها المالية فقط لان دخول آلاف من السياح من شأنه خلق فرص عمل لمئات الآلاف من العاطلين عن العمل ،لاسيما في حال نمو القطاع السياحي في العراقي وتوافد آلاف الافواج السياحية لزيارة الاماكن المقدسة وقدوم طلائع افواج سياحية للمواقع الاثرية الموجودة في مختلف المناطق العراقية تزامنا مع التحسن الامني في معظم المناطق الذي يشكل عاملا مهما في تنشيط الحركة السياحية في العراق. لذلك اعتقد ان جميع المرافق السياحية و المراقد الدينية ثروة مقدسة لاهل العراق من شانها ان تؤمن مستقبلا زاهرا للعراق و ان من الواجب المحافظة على جميع الاثار و المنشأت السياحية و المراقد الدينية و حمياتها من اي محاولات التخريب التي تهدف الى تعطيل مسيرة العراق و تهديد مستقبل و سلامة العراقيين, ما احلم به ان يكون وطننا امنا و مزدهرا على جميع الاصعد و ما اتمناه هو ان يقوم كل العراقيين بحماية بلدهم و المشاركة في القضاء على الفساد و الارهاب و الشر.