في نقطة صغيرة لكنها محصنة تحصينا شديدا على مشارف مدينة خزنة، ثمة جنود امريكيين اتخذوا مؤخرا موقعا للاقامة الى جانب القوات الكردية والعربية في ما يمكن أن تكون واحدة من آخر مهام الجيش الامريكي في العراق.
تعرف بنقطة تفتيش 3 في محافظة نينوى وهي واحدة من أربعة وعشرين نقطة اقيمت على مدى الأشهر الستة الماضية على طول خط يمتد عبر شمال العراق من سوريا في الغرب الى ايران في الشرق.
تجسد هذه المواقع عدم وضوح الحدود والأراضي المتنازع عليها بين اقليم كردستان وبقية العراق
وفي الوقت الذي تفكك فيه القوات الأمريكية قواعدها الصغيرة في أماكن أخرى من البلاد والتحضير للانسحاب ، فقد تم ارسال نحو 800 جندي أمريكي في مهام على طول هذا الخط
بعد اكمال انسحاب القوات الامريكية المقاتلة هذا الصيف ، تاركة وراءها قوة تتكون من 50,000 للتركيز على التدريب وتقديم المشورة للقوات الأمن العراقية ، سيبقى هؤلاء الجنود كمستشارين للقوات العراقية هناك.
هذه هي المرة الأولى التي يكون للقوات الامريكية تواجد منتظم في العديد من هذه المناطق. مما يجدر ذكره ان معظم هذه المواقع هادئة على مدى السنوات السبع لتواجد الامريكيين في العراق.
وهي أيضا المرة الأولى التي تعمل فيها قوات البيشمركة وبقية القوات العراقية جنبا الى جنب لتأمين هذه المناطق.
في نقطة تفتيش 3 هناك 20 جنديا اميركيا يعيشون في خيام صغيرة مع مقاتلي البشمركة الاكراد والجنود العراقيين للمساعدة في الإشراف والسيطرة على حركة المرور في المدينة.
وناحية خزنة ، التي كانت تتواجد فيها سيطرة بيشمركة واحدة فقط , شهدت في آب تفجير انتحاري مزدوج بشاحنة ادى الى مقتل 35 شخصا وهم نيام. يقول رئيس عرفاء وحدة البيشمركة سليمان راشد "كثير من السكان يشعرون الآن بالاطمئنان نتيجة التحصينات والاجراءات الامنية المشددة"
"وأردف سليمان راشد قائلا "ورغم انه ليس هناك اي خلاف بيننا الآن لكن تواجد الامريكان معنا هو دفعة معنويةكبيرة لنا"
وفي الشهر الماضي قاد محافظ نينوى أثيل النجيفي سيارته قادما من الموصل الى أربيل مارا بالأراضي المتنازع عليها لاجراء محادثات مع كبار المسؤولين الأكراد هناك.
ليس من المرجح أن تتم تسوية أي من هذه القضايا الرئيسية على الاقل حتى يتم تشكيل حكومة جديدة في بغداد.
وقال جوست هيلترمان من مجموعة الأزمات الدولية ومقرها بروكسل "هناك بعض التقدم ، فإن التشدد الخطابي قد انخفض ، والوضع العام قد تحسن. وحتى هذه اللحظة فهو جيد جدا ". واضاف "لكن اذا لم يكن هناك تقدم على الجبهة السياسية فان ايا من الاجراءات العسكرية التي اتخذت قد لاتصمد طويلا على أرض الواقع."
الأغلبية الساحقة من العراقيين العرب والاكراد يحدوهم الأمل في أن التعاون بين المجموعتين العرقيتين في الحرب ضد تنظيم القاعدة يمكن أن ينمو ليصبح علاقة عمل مستدامة بينهما خصوصا وانهما يعيشان في وطن واحد.
في الحقيقة نحن في أمس الحاجة الى وسيط دولي نزيه لتسوية نزاعات الأراضي ، أو نزاعات التمثيل السياسي. ورغم بعض الاخطاء التي ارتكبت أثناء العملية فان الولايات المتحدة ساعدتنا على التخلص من النظام الشمولي ، وهي تساهم بشكل كبير في استمرار ديمقراطيتنا الجديدة وجهود إعادة الإعمار مما جعلها شريكا استراتيجيا للعراق لذا ينبغي لنا الاستفادة من تواجدها لمساعدتنا في حل المشاكل العالقة والتي استعصى علينا حل قسم منها.
http://www.poten.com/NewsDetails.aspx?id=10453672