الله ربـنا وسندنـا وهو غايتنا وملاذنا
بسم الله والصلاة على محمد قائد الأنبياء والأولياء وعلى آله الأطهار أنوار السماء
· إننا عندما نقول بأننا طالبون لرضا الله سبحانه فهذا يوجب علينا أن نرجع كل الأمور التي تحدث في حياتنا إليه سبحانه .. وهكذا فإننا ننسب كل الأمور الصغيرة التي تحدث معنا الى الله عز وجل ، كما ننسب كل التغيرات الكبيرة في السياسة إليه جل جلاله ..
· فالمؤمن يُرجع كل شيء الى الله خالقه ، ويتسائل ما الذي يريده سبحانه من هذا الأمر ، فعندما يُغير الوضع السياسي ويجعلنا في حرية نسبية مثلاً ، فيجب أن نفهم أن الله يريد بذلك أن يعطينا الفرصة للبحث عن المنهج الأفضل والتعرف عليه، وعندما يجعلنا نعيش في أزمة سياسية أو أمنية يجب أن نفهم أنه سبحانه يريدنا أن نفتقر إليه ونتضرع إليه ونطلب الحل منه وحده ..
· فإذا رجعنا الى كتاب الله سبحانه نقرأ وبكل وضوح قوله الكريم (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) .. فنفهم أن الله سبحانه خَلقنا نحن أجمعين وكل المخلوقات الأخرى لأجل عبادته سبحانه ، فإذاً كل الأعمال التي هي أصغر من قضية الخلق هي أيضاً لأجل الهدف نفسه ..
· بمعنى أن الله سبحانه يغير الأوضاع السياسية والإجتماعية لأجل أن يُمكننا من عبادته سبحانه بمستوى أفضل في العبادة الفكرية والعاطفية والعملية ، ومن أجل أن نعطي الولاية لمشروعه الإصلاحي العظيم ، ومن أجل أن نتمكن من التفقه الحقيقي في أخلاق الدين وفي مبادئ الإيمان ، ولأجل أن ننشر ذكر الله بين الناس ونثبته في قلوبنا ونوصله الى كل المستحقين والطالبين له ..
· إذاً نفهم أن الله سبحانه عندما يُزيل مانعاً مادياً أو سياسياً فلأجل أن نخطو خطوات أوسع بإتجاه التكامل والتقرب له وليس لأجل أن نلهو ونلعب ونكثر من الأموال ومن الترف وأن ننشغل في الأمور الدنيوية ، وعندما يضع موانع سياسية أو أمنية فلأجل أن نتكل أكثر على حوله وقوته وليس من أجل أن نراهن أكثر على الأموال والسلطة والسلاح وحولنا وقوتنا .. فعلينا أن نصحح علاقتنا بالله في كل ظرف ، ونقوي علاقتنا العاطفية بمشروعه الإصلاحي المرتقب ..
· لذلك علينا أن نحذر من فتن الدنيا ولا ننشغل بالأمور الدنيوية والمادية التي تُبعد بيننا وبين الطريق الى الله ، وعلينا أن لا نستغل أي فرصة سياسية أو إجتماعية لتحقيق المصالح الشخصية والدنيوية وننسى ونهمل التقرب لله سبحانه بل المطلوب أن نستثمر كل فرصة لمصالحنا الأخروية ولإصلاح منهجنا في الحياة ولحل مشكلتنا الأساسية وهي ضعف علاقتنا مع الله سبحانه .
· فالجهات المستغنية عن الله سبحانه وعن رضاه وعن عطاءه والمتسترة بالدين التي لا همّ لها سوى الدنيا تحاول أن تركز على المنافع والمصالح والمتع الدنيوية ، وتريد أن تسخر كل الظروف لأجل ذلك .. أما المؤمنون فيجب أن يكون منهجهم واضحاً وهو أن يستثمروا كل شيء من أجل التكامل ، ومن أجل التقرب الى الله ، وكل شيء في الدنيا هو فرصة من أجل الآخرة ..
إن الله سبحانه لا بخل في ساحته ولذلك فهو جل جلاله يرتب لنا دائماً الفرص والظروف المناسبة للتكامل وللتقرب إليه سبحانه وللدفاع عن مصالحنا الأخروية وللتأهل لخدمة ثورته القادمة