"نظرةٌ تُحي القتيل"
فرات: حبيبتي،
واللهِ اني لمشتاقٌ...
أريدُ نظرةً منكِ تخرجني من هذا العذاب.
فراتي:
كم رجوتُكِ...توسلتُ اليكِ...كم بكيتُ على أعتابكِ...
وكم انتظرتُ في زوايا الظلامِ...
أتحملُ لومَ اللائمين....
وقسوةَ قومٍ امتهنوا أماميَّ العتاب.
فرات:
لا أريدُ سوى نظرةً تُعيدُ للقتيلِ حياتهُ...
نظرةً أتداوى بها...تُزيلُ من جسديَّ الجراح
واللهِ حبيبتي ليست خناجِرُ الغدرِ وحدها تقتلني
بل سيوفُ قومي...رماحُ الأديانِ...
وللخيانةِ في صدري آلافُ الحراب.
فرات:
لا أريدُ أن تقولي "أحبكَ"...
لا أريدُ الارتماءَ بأحضانكِ...
أريدُ منكِ نظرةً،
واللهِ تكفي لتُعيدَ ابتسامةً فقدتها...
لتفتحَ لبصيصٍ من النورِ في حياتيَّ باب.
فرات:
أنهكتني همومكِ والذكريات...
أفقدتني عقلي تصرُفاتُكِ وما قلتِ من كلمات...
فرات:
أرجوكِ إعطفي عليَّ بنظرةٍ...
أسألُ، وإني لأعلمُ أن ليسَ لسؤاليَّ جواب.
حبيبتي:
لا تُعيدي القلبَ فالهدايا لا تُرَدُ...
لا تتركي "خيانتي" فالسهامُ أيضاً لا تُرَدُ...
أَتَقَبَلُكِ كما أنتِ...
يا صاحبةَ حزني:شكوتُكِ للرب وللقلمِ...
علَّ الربَ ينصفني يومَ الحساب.
أما القلمُ، فكما ترين...
يخُطُ الرجاءَ تلو الآخر...
لا يقولُ سوى:
"إعطفي علينا بنظرةٍ...
أو عودي قولي وداعاً وإذهبي..."
فرات:
واللهِ أنتظرُ مذ زمن...
واللهِ غطانيَّ التُراب.
أرجوكِ فرات...أتوسلُ اليكِ حبيبتي...
أن إرحميني...وإعطفي على العاشِقِ بنظرةٍ...
تُعيدُ لهُ الحياة...ترسمُ البسمةَ على صفحاتِ شفاههِ...
تخرجه من كُلِ هذا العذاب.
أرجوكِ ...أرجوكِ ...أرجوكِ
أُخرجي عن عادتِكِ بقتلي...
وليكن لهذا السؤالِ _أقلها_جواب.
نظرةٌ واحدةٌ فقط...
واللهِ تقدِرُ تعيدُ ليَّ الحياة...
وتخرجني من كُلِّ هذا العذاب.
بقلم:
عاشق الفرات
بلال ناصر البوريني