رمضان شهر عظيم
لا يعلم المرء منا هل سيأتي عليه مثله مرة أخرى في العمر أم لا،
لذا علينا أن ننتهز اصطفاء الملك لنا
ببلوغ رمضان ونجتهد في إضاءة قلوبنا بنور الطاعة وإضاءة مجتمعاتنا بشمس الشريعة علماً وعملاً ودعوة وتطبيقاً,
وأن نجعل من رمضان بداية جديدة وجذوة لا تنطفئ بعده وإنما يبقى أثرها لآخر العمر إن شاء الله حتى يلق كل منا ربه بقلب طاهر سليم.
ولنعلم أن إصلاح المجتمعات يبدأ من الأفراد وأن انتصار الأمم يبدأ من انتصار الآحاد, فلينتصر كل منا على نفسه وهواه وشيطانه,
وليرق بنفسه ويعلو بهمته وليعلم أنه على ثغر فإن سد ثغره لن يجد العدو في الأمة ثغراً ينفذ إليها منه.
فتغيير المجتمعات يبدأ بتغيير سلوك الأفراد فهل بدأنا بتحطيم أصنام السلوك المتوارث وهدم أسوار العادات البالية التي جعلت من رمضان شهر شهوات ونزوات,
حتى نعود به لأصله ومقصد الرحمن من تشريع صيامه {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة البقرة: 183].
هذه دعوة من محب إلى أمة عظيمة
أنت يا أمتي والله قادرة على العودة وبقوة وفيك من الخير الكثير
فقومي وبادري ولا تتباطئي أو تسوفي, ولنبدأ بتصحيح مسالكنا في رمضان ليمتد التصحيح لسائر العام.
وكل عام وأنتم بخير.