علمني حبك

علمني حبك أن أحزن وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور
لامرأة تجمع أجزائي كشظايا البلور المكسور
علمني حبك سيدتي أسوء عادات
علمني أفتح فنجاني في الليلة آلاف المرات
وأجرب طب العطارين وأطرق بابا العرافات
علمني أخرج من بيتي وحيدا لأمشط أرصفة الطرقات
و أطارد وجهك في الأمطار وفي أضواء السيارات
وألملم من عينيك ملايين النجمات
يا امرأة دوخت الدنيا يا وجعي يا وجع النايات
أدخلني حبكِ سيدتي مدن الأحزان
وأنا من قبلكِ لم أدخل مدن الأحزان
لم أعرف أبداً أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان
علمني حبكِ أن أتصرف كالصبيان
أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطان
يا امرأة قلبت تاريخي
إني مذبوح فيكِ من الشريان إلى الشريان
علمني حبك كيف الحب يغير خارطة الأزمان
علمني أني حين أحب تكف الأرض عن الدوران
علمني حبكِ أشياء ما كانت أبداً في الحسبان
قرأت أقاصيص الأطفال دخلت قصور ملوك الجان
وحلمت بأن تتزوجني بنت السلطان
تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان
تلك الشفتاها أشهى من زهر الرمان
وحلمت بأني أخطفها مثل الفرسان
و حلمت بأني أهديها أطواق اللؤلؤ والمرجان
علمني حبك يا سيدتي ما الهذيان
علمني كيف يمر العمر ولا تأتي بنت السلطان



**********





تقـــديـــم ..

الكلمـــات طبـــعاً من تألــيف الشاعـــر ...

الفـــذ ...

متنبـــي العـــصـر ..

واصـــف الخـــيـــال ........

نزار قبانـــي ....

كتبـــها بإرهـــاف وإبــداع شـــديــدين ...

لكـــم إفتخـــر بـــهـــا ....

وتعجــــب الســـاهــر حيـــن قرأهـــا ...

لرقــي معـــانيــها وعـــلو قدرهـــا .....

وإبداعـــها ..

فقرر أن يغنيـــهــا ..
وكانـــت من أشـــهر وأروع وأجمـــل ماغنـــي ......


وكل ماغناه كذلــكـ ....


********

شــــرح كلـــمــات الأغنــيــه ...



هـــيا بنـــا نطرق باب بطلنا ونسأله عن حـــالـه ..

ويســـرد لــنا مالاقــاه ...



كعـادته دائماً ....


كان حزيناً حين رأيته ...

سألتــه عن سبب حزنه الذي يعانقـه منذ فتــره ...

إبتسم لي إبتسامه حزينه ...

وبدأ يســرد قصـــته ...



كنـــت أحبـــها لدرجه كبيره ...


وتعلمت منها الكثير في فن الحب ...


سألته بعفويه ماذا تعلمت ...؟

قـــال تعلتُ معني الحزن ...

سألته مستغرباً وكيف كان ذلك ...؟


قال : كنتَ مشـــتاق منذ زمان وزمان لمثل هذا الحب ...

علمتني كيف أحزن ..

كنت مشتاق لإمرأه تجعلني حزيناً .......

كنت مشتاق لإمرأه أبكي علي ذراعيها ...

مثــل عصفور صغيـــر فقد أمه وهو لا يستطيـــع الطيران ...


أنت تعرفنــي جيداً ياصديقي ..

أنا شخــص مشتت ....

كالزجاج المكسـور ...

لقد جمعــت شتــاتــي ....

وأعادتــني كمــا كنــت ....


علمتــني معني الســهر والأرق ليلا ...

وأقرأ حظـــي بفنجــان القوه آلاف المرات ..

إلتعت كثيــراً بنـــار هذا الحب .......

وذهبت للأطباء والعرافيين ...

ولكن دون جدوي ..


حيـــن أمشي ليلا لاأري إلا وجهـها ...


قلــبي يعيــش في مدينه أخري غير هذه المدينه ...

يعيش بمدينه الحزن كل مافيها وما عليها لا يردفه معني في الدنيا الا الحزن ....

من قــبل أن أعرفها لم يدخــل قلــبي هذه المديـــنه ....

حين فقدت كثيراً من دموعــي تيقــنت أن الإنسان هو مرادف الدموع ...

وأنا تيــقــنتُ أن الإنســـان بلا دموع ليس الا شخـــص فــقد الإحساس ...

كأنه ميت لأنه ليس هناك مايبكــي عليه ..


وفجأه يضحكــ صديــقي ...

أنظر إليه بحيــره ....

يقول : تصـــور ياعزيـــزي ....

لقــد وصــــل جنــونـــي لدرجــه أني أصبحــت طــفل ....

أمسك أصابع الطبـــشور وأحاول رســم وجههــا الملائكي ...

كأنني صـــبي ...

هــذه المرأه من يوم أن عــرفــتهــا ...

وأنا شخص آخر ...

غيرتني كليتا ...

ماضيَّ وحاضري ومستقــبلي ...

ياألله ...

إن شرايين قلبي ممزقه ...

كلـــها من فرطـــ جنوني بحبــها ...



بســبب الحـــب ...

تتغـــير خرائط العالــم كلــها فقط من أجل الحــب ....


حيــن أراهـــا ...

حيـــنما تلــمس أصابعـــي خصيلات شــعرها المتنــاثره علي وجهها القمــري ...

فقط ...

حينـــها ...

أحس ان الأرض قـــد توقـــفت ...

أحس أني أعيــش أنا وهــي فقــط علي كوكــب آخر غــير الأرض ...



كثــيـــراً ماكــنت أخطــط لحيـــاتي ...

حبـــها علمــني أن ألغــي كل تخــطـطاتي ....

فأنا لا أعرف مايحدث لي بعد دقيــقه وأنا معـــها ....


حيـــنــما كنــت صغيــراً ...

كنــت مولــع بالقراءات الخيـــالــيه ...

كنت أقرأ القصص الطفوليـــه ....

وأعيش معــها بخـــيالي ...

كنت أطوف معــها ......

وأدخل قصــور ملوكــ الجان ...


حيـــنـها .....

كنت أقرأ عن الأميـــره الملائكيه ....

بنت السلطان ....

أنا طفل .....

كنت أتمناها زوجاً لي ...

وكيـــف لا .....

وعينـــاها ياالله عيناها بحــر شـــفاف ....

يســبح فيــه من ينظـــر إليها .....

أما شفتيـــها .....

فقد كانـــت ورديــه مكتظه المنــظر ....

يكــفيــك أن تــنظتتر إليــها وتحس أنــك تتــنـاول كــثــيراً من ثــمــار الرمـــان الشــهيه ...

حينـــها كنــت أتمــني ...

أني أذهب لتـــلــك الأميــره وأخطفـــها مثلي مثل الفارس ...

بطــل هذه القــصه ....


حـــلمت وقــتها أن أعطيها امن ماأملك من لؤلؤ ومرجان ...


لـــما كبــرت وترعرت ...

وأحببتــها ......


وقـــتهـــا فــقط تيـــقنـت أني كنت واهــم .....



وأن تفــكيري كــان نوعا من الجـــنون فقطـ لأني أحبها ....


فقــط لأني أحبكــ تيقــنت أن عمـــري سيضـــيع ....

ولــن أري بنـــت السلطــان ...

لأنكـــِ أجمل منها وأحلي ....


لـــما إنتهي صديقي العزيز من سرد قصتـــه ...

تركـــته في عذابــه ....


وعجـــزت عــن مواســاتــه ...



**********



هذا علي حســـب فــهمي أنا .....

أتمني أن تعـــانق أذهــانكم .....

وتـــلمس قلــوبكم ....


وتــنال إعجابـــكم ....






دمتـــم ....