السلام عليكم
لا شك أن من أجمل ذكريات أهل البيت وبالخصوص مولانا الإمام الكاظم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في شهر ذي القعدة الحرام هي حينما شعّ هلال ولادة السيدة فاطمة المعصومة، فغطّت بأنوارها حياة الإمام سلام الله عليهما.
لقد عاشت المعصومة ولم تفترق عن شمس الإمامة لحظة واحدة، واكتسبت من بحر علم أبيها الكاظم وأخيها الرضا عليهما السلام. وبلغت المعصومة في مقتبل عمرها مقاماً مكّنها أن تجيب عن الأسئلة الفقهية والعقائدية لأهل المدينة المنوّرة، وأن تحظى أجوبتها برضا أبيها وإعجابه. نقل المرحوم الحاج السيد نصر الله المستنبط (صهر المرحوم آية الله الخوئي قدس سره) رواية عن بعض الثقات عن الكتاب القيّم «كشف الثاني» أن جمعاً من الشيعة وردوا المدينة وجاؤوا برسالة تحوي عدداً من الأسئلة إلى الإمام الكاظم سلام الله عليه فوجدوه مسافراً، كما أن الإمام الرضا لم يكن بالمدينة. فقرّر هؤلاء العودة إلى وطنهم في حالة من الحزن والغم لأنهم لم يحظوا برؤية الإمام، فتأثرت لذلك المعصومة سلام الله عليها التي لم تكن آنذاك قد بلغت سن التكليف، فما كان منها إلاّ أن أخذت الرسالة وأجابت عن أسئلتهم، فترك هؤلاء الشيعة المدينة مسرورين، والتقوا الإمام الكاظم سلام الله عليه خارج المدينة وحكوا قصّتهم له وأروه خط السيدة المعصومة ففرح الإمام بذلك وقال: «فداها أبوها».
نقل المرحوم المستنبط هذه القصة عن كتاب «كشف الثاني» للعالم الشيعي «ابن العرندس» المتوفى بحدود سنة 840 هـ. ولم يطبع هذا الكتاب لحد الآن وله نسخة خطية في مكتبة الشوشتري في النجف الأشرف.