+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التكيف مع حياتي الجديدة كشبح

  1. #1
    عضو مشارك صدى الاحاسيس is on a distinguished road الصورة الرمزية صدى الاحاسيس
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    قلب زوجتى حبيبتى وفرحتى وروحى وسعدى
    المشاركات
    120

    حصري التكيف مع حياتي الجديدة كشبح

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    :

    الاخوه والاخوات تحيه طيبه من اعماق قلبى اهديها اليكم ثم اما بعد :....
    :

    التكيف مع حياتي الجديدة كشبح
    كان الوقت صباحاً حين قررت فتح القبو إذ لم أكن أحمقًا لأفعلها ليلاً
    في يد حملت كشافاً يدوياً، وفي يدي الأخرى قبضت على سكين ضخم،
    كسلاح للضرورة ثم اتجهت إلى باب القبو..أزحت المزلاج..
    لملمت شجاعتي و دفعت الباب، ليرسم ضوء الكشاف الشاحب طريقي أمامى
    السلالم الخشبية.. الجدران العتيقة.. شباك العناكب التى ارتجفت من الهواء الذي اقتحم القبو أخيرًا ,وأنا أقف أمام كل هذا أقاوم رغبتي في الهرب..
    يجب أن أفهم.. يجب إن كنت أريد أن أتناول طعامي في هدوء.. أن أنام مجددًا..أن أظفر بوحدتي التى حاربت من أجلها طويلا..
    يجب أن أرى بنفسي سر هذه الطرقات وهكذا أتخذت طريقي الى أسفل متسائلا عما ينتظرني لا شيء.. كل ما أظهره لى ضوء الكشاف
    هو قبو خالى رطب به خزانة حديدية، كنت ألقيتها فيه منذ أن جئت هنا.. عدا ذلك.. لا شيء ألقيت نظرة أخرى على المشهد أمامي
    ثم أعدت ضوء المصباح على الخزانة الحديدية مجدداَ, ثم اقتربت منها.. نزلت على ركبتي..
    عبثت قليلاً في القفل ثم.. ثم اخترقت الرائحة الشنيعة مسام أنفاسي كالسهام يا إلهي..
    كان يجب أن أضع هذا الرأس الآدمي في الفورمالين
    *******
    أمام الرأس المقطوعة في الخزانة بدأت ومضات من الذكريات
    ، تومض في مخيلتي التي عذبها الأرق أنا أقود سيارتي عائداً إلى المنزل..
    الوقت متأخر، أقاوم النعاس.. أقاوم ألا أنام وأنا أقود..
    أقاوم ألا أصطدم بهذه السيدة التى تعبر أمامى ولكنني استيقظت على صوت اصطدام سيارتي بها قبل أن تطير من أمامى تاركة بقعاً من الدماء على الزجاج أذكر أننى لم أصب بالهلع حينها..
    بل كنت في حالة من الصفاء الذهني التى سمحت لى باتخاذ القرار السليم..
    أنا لن أدفع حياتي ثمنً لواحد من: الآخرين.. أبدًا
    الحل هو الهرب دون ترك أدلة..
    الطريق لا يستخدمه أحد عادة، مما يمنحني بعض الوقت
    وهكذا خرجت من السيارة..
    تأكدت من أن السيدة التي صدمتها قد لفظت أنفاسها,
    ثم أفزعت حقيبتها وجيوبها من أى شئ يدل على هويتها..
    ثم تبقي شئ واحد
    التخلص من أهم شئ يدل على شخصيتها..
    << رأسها >>
    وعندما استقر الرأس أخيرًا في حقيبة سيارتي
    أدركت أننى قد أخفيت جميع الأدلة..
    جثة بلا رأس قد تسير ألف تساؤل واحتمال,
    إلاّ أن تكون حادثة طريق عادية
    سيظل هذا الرأس معي حتى أنسى كل شيء عنه كعادتي,
    لكنني لو تذكرت سادفنه في مكان ما
    *******
    كان هذا منذ سنوات..
    والخزانة ملقاه وبها الرأس منذ ذلك الوقت في القبو،
    فما الذي استجد هنا؟؟ إن الأمر كـ.. مهلا..
    لقد تركت باب القبو مفتوحاً ورائي..
    سامحاً بخروج أى أحد وأى شئ
    انتفضت لأتقافز على السلالم الخشبية،
    خارجًا من القبو لأغلق بابه خلفي بإحكام
    حسنا.. إن الأمر لا يحتاج لتفسير الآن..
    إنها روح السيدة التى أمتلك رأسها في قبوي
    لا أدري ما الذي أخرها طيلة هذه الفترة, لكن لا بأس..
    إنه حقها على أية حال
    ومع إدراكي لهذا كله، تخلصت من حالة الهلع، وعاد لى صفاء ذهني
    وبمنتهي الهدوء، اتخذت القرار السليم
    القرار الوحيد في الواقع..
    *******
    كان الوقت ليلاً هذه المرة.. وكنت أحمل هذه المرة..
    إلى جوار الكشاف والسكين..
    دلوًا كبيرًا ممتليء بالبنزين
    هذه المرة سأتخلص من الأدلة نهائياً
    وبيد واثقة فتحت المزلاج ثم دفعت الباب،
    لتهب الرائحة الشنيعة في وجهي..
    لابد أنني نسيت باب الخزانة الحديدية مفتوحاً
    وبذات الثبات نزلت على الدرجات الخشبية..
    ما هي إلا دقائق قليلة وسأنعم بعدها بالوحدة مجددًا..
    ها هي الخزانة الآن أمامى
    اقتربت منها وسددت ضوء الكشاف فيها مقاوما غثياني و.. و
    وأين ذهب الرأس الذي كان في الداخل؟؟
    الطرقات.....ياالهي.. الطرقات..
    لم يكن صاحبها يبغي الخروج من القبو،
    بل كان يريدني أن أدخل
    ودوت تلك الخطوات الثقيلة خلفي لأستدير في هلع،
    تاركاً الدلو يسقط من يدي، ناثراً البنزين في كل مكان
    وأمامي كان شبح السيدة يقف على عتبة السلم
    شبح بلا رأس ينظر إليّ بحقد بلا عينين
    هنا لم أتمالك نفسي فاندلعت الصرخات الهستيرية
    من حلقي لترددها جدران القبو كضحة عابثة
    تقدم شبح السيدة خطوتين تجاهي ثم اختفي
    للحظة التمعت الأرض بوميض عجيب,
    ثم بدأت زهرة النار الأولى
    تنبت في الأرض المشبعة بالبنزين.. تزدهر.. تنتشر
    لحظات و تحول المكان إلى أتون ملتهب،
    فكتمت أنفاسي، و أسرعت متجهاً إلى سلم القبو لأبدأ في الصعود و.. و
    وكانت هي تنتظرني أعلى السلم.. حاملة رأسها المخيف بين يديها
    وهكذا توقفت أنا عاجزًا عن التفكير أو الحركة
    مدركاً أنني.. أبدًا.. لن أجرؤ على الصعود إلى أعلى
    ***
    منتديات الفرات
    ****
    الآن لم يتبق من هذا كله إلا أنقاض منزل محترق, وعمال إنقاذ يرفعون هذه الأنقاض دون أمل في العثور على أحياء.. إنهم محقون في هذا
    أما أنا فعليّ التكيف مع حياتي الجديدة كشبح
    المشكلة هنا هي أنني لست وحيدًا
    هناك... آخرون
    *******

  2. #2
    فراتي مهم جدا امير الاحزان: is on a distinguished road الصورة الرمزية امير الاحزان:
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الرمادي
    المشاركات
    7,473

    افتراضي رد: التكيف مع حياتي الجديدة كشبح

    ياااااه
    بداية جميلة ونهاية محزنة
    قصة رائعة استحقت الوقف عند ثنايها والولوج في عقر كلماتها
    لك خالص مودتي
    اخوك الامير

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك