ما زال المثقف العراقي دؤبا في تمثيل نفسه والاصرار على الحضور الدائم في المشهد الثقافي العربي والذي قدر عليه ان يكون مغتربا فيه وبعيدا عن وطنه الام.
لأن الإبداع سمة لم تستطع سنوات الغربة أن تمحيها، من هنا انطلقت مجلة (أدب فن) لتكون أول مجلة تحمل نتاجات العراقيين الثقافية بالخارج.
الدكتور فاضل السوداني الكاتب المسرحي العراقي المغترب في الدنمارك صادف وجوده بمصر والتقيناه في الصالون الثقافي التابع لأتليه القاهرة الذي عبر عن رأيه في إصدار هذه المجلة قائلا:
أن يكون هنالك اصدار مجلة ذات طابع علماني حداثي شيئ مهم جدا بالتاكيد وستساهم في بناء العقل العراقي الجديد، وبالذات في القاهرة هذه المدينة التي تعد من العواصم الثقافية المهمة بالوطن العربي، وفعلا نحن الآن في العراق بحاجة الى تأسيس ثقافة معاصرة تساهم في بناء ما فقدناه لحد الآن، حتى لو كانت هنالك معوقات كبيرة، فهذه المجلة تعتبر حجر أساس لنشر الثقافة العراقية الصحيحة.
والملاحظ ان العدد الأول لهذه المجلة حضي بأهتمام إعلامي وشعبي وثقافي بمصر، إذ عبر العديد من النقاد والادباء عن فرحتهم بصدورها والتي قد تتيح للمثقفين العراقيين والعرب المنتشرين في أنحاء العالم للاطلال على المشهد الثقافي بعد توسيع دائرة انتشارها الى مدارات كثيرة خصوصا وان الساحة الادبية العربية تخلو من مطبوع عراقي أو مجلة تعنى بالمنتوج الحديث.
سيما وقد تهيأ لطبعها بمصر وتوزيعها إلى بعض الدول العربية والاوروبية .
كما والتقينا بالدكتور مدحت الجيار الناقد المصري المعروف حيث كان يتصفح المجلة في نفس الأتليه حدثنا قائلا:
كنا نفتقد إلى مطبوعة أو مجلة دورية عراقية تجمع النشاط العراقي الثقافي في أي مكان بالعالم، وكانت الظروف القاسية والتي مر العراق بها وضعت الأدباء والمثقفين في حالات صعبة من غربة وتفرق والخروج عن الوطن الام، ومجلة(أدب فن) تعد المجلة الأولى التي تستجمع جهود الأدباء والمثقفين العراقيين المنتشرين بجميع أنحاء العالم وهي أعادت تعريف الأدب والفن العراقي واستطاعت تجميع الكتابات المعاصرة لبعض الكتاب العراقيين والعرب والنقاد الذين كانوا قد هجروا الكتابة قبل ان يهجروا العراق.
بينما علق الأستاذ خضير ميري وهو أحد القائمين على مجلة أدب فن قائلا:
منذ زمن ليس بالقليل غابت المجلات العراقية تحديدا من الاوساط ومن واجهات بيع الكتب والمجلات والاصدارات الأخرى التي كان من الممكن أن تكون عاملا اساسيا في تقارب وجهات نظر المثقفين العراقيين على مدى غربتهم الطويلة والتي طال أمدها.
صدور مجلة مثل أدب فن كمجلة ورقية تعد أولا ظاهرة نحن بحاجة اليها والمثقفون العراقيون هم أول من يحتاج هذا المطبوع الورقي لغرض نشر نتاجاتهم والتواصل فيما بينهم، والساحة المصرية تخلو من مطبوع عراقي شهري كان أو حولي وهذه المجلة سدت هذا الفراغ.
ضمت المجلة أبوابا في الشعر والنثر والقصة والتشكيل والمسرح والمتابعات الثقافية بمساهمة عدد كبير من الكتاب والفنانين العراقيين والعرب في تحريرها، والمجلة تمول من قبل الأدباء أنفسهم وتمثل هوية خاصة لمن يكتب فيها، وهي في الوقت نفسه واحة للكتابات الفكرية.
وإذا كان لنا من كلمة، فلا بد من الإشارة على انبثاق هذه المجلة المطبوعة،
بعد مضي عام على تأسيسها عبر الانترنت كجسر ثقافي أريد من خلاله تلاقح افكار الشرق بالغرب.