بسم الله الرحمن الرحيم
كهيعص
ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا
إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا
قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا
وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا
يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا
يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا
لطائف وعبر من سورة مريم
25 / 3 / 2011
في دعاء زكريا عليه السلام لطيفة:يعلم الله بحاله، لكنه ذِلّة وتملقا وصف وضعه بأبلغ كلمات الضعف والعجز، ومع ذلك عظم حسن ظنه بربه كأنه يقول: يا رب.. مع اجتماع كل العقبات في طريق أملي، لكن كل هذه العقبات تزول إن أنا دعوتك ، فكيف يشقى من أملك وجعل فضلك مناط أماله!
فلما كان ذلك كذلك.. ما كان الله ليرد عبدا أمّـله، وتجرد من حوله وقوته معتمدا على حول الله وقوته.
وفي تسمية الابن والنبي الولي، يحيى، عليه السلام لطيفة:
أنه قد يظن البشر بعقولهم القاصر وتشاؤمهم، أنه سيأتي ضعيفا أو قد يموت في أول سنين عمره، لأن والديه أنجباه على كبر، بعد أن ضعفا وخارت قواهما.. فأسماه الله يحيى فكان حيّا سليما قويما.
شيء من الفوائد:
* حين تسأل الله شيئا، لا تفكر في كيف ستعطاه ولا تفكر في الموانع والعقبات، بل سله فحسب ، وهو على كل شيء قادر سبحانه.. هكذا فعل زكريا عليه السلام، قال السعدي رحمه الله: "والحال أن المانع من وجود الولد، موجود بي وبزوجتي؟ وكأنه وقت دعائه لم يستحضر هذا المانع لقوة الوارد في قلبه، وشدة الحرص العظيم على الولد، وفي هذه الحال، حين قبلت دعوته تعجب من ذلك" ا هـ .
* بذل السبب دون أن يُظَن أنه هو الموصل للمراد، فنحن أمرنا ببذل السبب، والله مسبب الأسباب هو من يهب المراد، فلا نتكل أبدا، بل عليه نتوكل ونبذل ما في مقدورنا، فيقين المرأة الضعيفة في حال مخاض ليس بها من الطاقة شيء، هزها للنخلة لا يؤثر على النخلة قيد أنمله، ولكنها أمرت بذلك بذلا للسبب، وسقوط الثمر عليها ما كان لها فيه شيء إنما هو فضل الله سبحانه.
* الأجر والغنيمة على قدر الفداء والتضحية، وعظم الثواب من عظم الجهد، تجلى ذلك في عدة مواضع منها الذرية الطيبة المباركة التي وهبت لإبراهيم عليه السلام بعد طول حرمان، لما هاجر في سبيل الله.
* أهمية الصلاة، إذ جعل الله من كرامة وصفات المدح التي مدح بها إسماعيل عليه السلام "وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة .." ، ثم لما ذكر الأقوام الذين ضلوا الطريق كانت أول صفاتهم "أضاعوا الصلاة .." وكما قال نبينا صلى الله عليه وسلم "الصلاة خير موضوع".
* إذا علمت بخير فعملت به، هديت للمزيد من العلم، ووفقت للإكثار من العمل "ويزيد الله الذين اهتدوا هدى" .