يلجأ الارهابيين عادة الى استخدام العبوات ناسفة التي يزرعونها على جانب الطريق او في سيارة معدة لهذا الغرض لاستهداف القوات الامريكية في العراق او الدوريات الامنية او شخصيات حكومية بارزة وعادة ما تسبب في سقوط الكثير من الضحايا من المدنيين المتواجدين في مكان الحادث كما حصل في حوادث الاحد و الاربعاء الدامي و غيرها من الايام الدامية التي حصدت ارواح الالاف من العراقيين الابرياء و دمرت املاك الدولة و المواطنين.
و قد اثارني تفجير منطقة المسبح الذي استهدف موكبا دبلوماسيا, الموكب هو موكب السفير الفرنسي الجديد الذي قد وصل مؤخرا الى بغداد و قدم اوراق اعتماده الخميس الى الخارجية العراقي. كان الموكب يمر في منطقة المسبح و حصل الانفجار عند وصول الموكب قرب سيارة مفخخة مركونة على جانب الطريق ، ما أدى الى تهشيم الزجاج وتطايره وقذف احدى سيارات الدفع الرباعي التابعة للموكب لعدة امتار و إصابة سبعة أشخاص بينهم أربعة من حراس الموكب بجروح واحتراق سيارتين مدنيتين، لم يصب أي من الدبلوماسيين بالذى جراء الانفجار.
حيرتي تكمن في سبب استهداف السفير الفرنسي الذي وصل قبل عدة ايام , فرنسا من الدول التي تحاول المساعدة في اعمار العراق و ترميم البنية التحتية العراقية و لديها حاليا العديد من العقود مع العديد وزرات الدولة لتزويد العراق بمختلف انواع الخدمات و المعدات. لقد شهدت العلاقات العراقية الفرنسية تحسنا ملحوظا بعد زيارة الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي في عام 2008 إلى العراق، وكان من نتيجتها عودة العديد من الشركات الفرنسية للاستثمار في العراق بعد أن توقفت عقب عام 2003 وقامت فرنسا بأطفاء 80 % من ديونها المستحقة على العراق بعد 2003 في خطوة تهدف إلى تحسين الواقع الاقتصادي في البلد وإنعاش عمليات الأعمار التي يشهدها.

من الواضح ان الذين خططوا و نفذوا هذه العملية ما هم الى عصابة من المرتزقة تتستر بشعارات تحرير العراق لكنهم في الواقع قتلة ماجورون لايهم سوى ما يدفع لهم من اجل القيام بالتفجيرات في العراق, و لايهم امر الضحايا المدنين الذين يموتون و يجرحون او مستقبل العراق او علاقاته مع الدول الصديقة. لا اعتقد بانه يوجد شخص يدعي حب العراق و يقوم بالوقت نفسه بهذه الاعمال التخريبية. بل ان هذا عمل متوقع من الارهابيين, فالسفير الفرنسي هو مندوب للتواصل الحضاري و الثقافي و الانساني مع العراق وليس قوة قتالية, بل انه يحاول التعاون مع العراق لببناء المدارس و الطرق و حفر الابار و محطات تحلية الماء لكن الاخوة الذين يدعون الجهاد يحاولون قتله
بالتاكيد ان هولاء المجرمين ليسوا بدرجة من الوعي تمكنهم من ترك البعثات الدبلوماسية بامان لانهم يساعدون العراقيين, و هم بالتاكيد لا يملكون غير ميلوهم التخربية للقتل و احلال الفوضى . الغريب في الامرهو وجود من يؤمن باكاذيب هؤلاء القتلة و يريد ان ينصبهم قادة للعراق, فاذا كنا نتصور ان حال العراق مزي اليوم , فما الذي سيكون حالنا عليه اذا تمكن الاهابيين من السيطرة على الحكم في العراق الله يستر.