مدينة الصدر: المعقل الشيعي المضطرب
إذا نظرت إلى صورة جوية لبغداد ستجد معلمين بارزين هما مدينة الصدر ونهر دجلة الذي يتحرك ببطء كضفيرة من المياه تشق قلب العاصمة العراقية.
ومدينة الصدر هي ضاحية كبيرة مكتظة بالسكان بدرجة كبيرة شمال شرق بغداد، وهي لم تنشأ كبقية أجزاء المدينة فقد بنيت أواخر الخمسينيات لتساعد في حل مشكلة الإسكان. وقد سميت في البدء "مدينة الثورة" ثم غير اسمها إلى "مدينة صدام" حيث اعتبر ذلك إساءة للشيعة الذين يسكتونها والذين تعرضوا للاضطهاد خلال حكم صدام.
<!-- S IIMA --><TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width=203 align=left border=0><TBODY><TR><TD> تظاهرة لمؤيدي الصدر
</TD></TR></TBODY></TABLE><!-- E IIMA -->
وبعد سقوط نظام صدام، عرفت الضاحية لفترة وجيزة باسم "مدينة الثورة" مرة أخرى، لكنها سميت "مدينة الصدر" تخليداً لذكرى رجل الدين محمد صادق الصدر الذي أعدم مع اثنين من أبنائه بأمر الرئيس السابق صدام.
ويسكن في المدينة ما لا يقل عن ثلاثة ملايين شخص غالبيتهم العظمى من الشيعة.
الانفصال
وتعتبر مدينة الصدر الآن المعقل الحصين لاثنين من أبناء محمد صادق الصدر أحدهما مقتدى الصدر والذي تقع قيادته السياسية في مبنى حصين بأحد الشوارع الرئيسية في المدينة.
<!-- S IIMA --><TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width=203 align=left border=0><TBODY><TR><TD> سيارة بالقرب من رجل شرطة
</TD></TR></TBODY></TABLE><!-- E IIMA -->
والمدينة منفصلة عن بغداد عملياً بقناة كبيرة تسمى "قناة الجيش" وطريق سريع مزدحم يمر على طول حدودها، ومثل بعض المدن في جنوب إفريقيا فإن مدينة الصدر ليست مكاناً متجانساً، حيث توجد بها الأحياء الفقيرة المزدحمة التي تنتشر فيها مخلفات الصرف الصحي بالطرقات، كما توجد فيها مناطق أكثر ثراءً ويعيش أهلها ظروفاً أفضل.
وقام المهندسون العسكريون الأمريكيون بتحديث بعض مناطق مدينة الصدر، حيث أنشئوا محطات جديدة للصرف الصحي ومحطات لتنقية المياه بالمدارس.
السياسة والحماية
ومدينة الصدر في غالبها تحت سيطرة مليشيا جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، لكنه مقتدى الصدر له كذلك دور في العملية السياسية ولحزبه مقاعد في البرلمان وهو مساند لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.
وقد دعا الصدر أتباعه مؤخراً لعدم استهداف المسلمين سواء كانوا سنة أو شيعة والتركيز على ما أسماه مقاومة الأمريكان والبريطانيين والتصدي للمتشددين السنة من أنصار القاعدة في العراق.
وبصرف النظر عما إذا كان أتباع الصدر سيتبعون تعليماته أم لا، لكنه هدد المخالفين من قادة جيش المهدي بغضب الله في حال مخالفتهم لهذا الأمر، حيث توعدهم أحد رجال الدين المتحدثين باسمه "إذا لم تستجيبوا ستكونون نادمين وملعونين".