فيما تواصل القوات التركية هجومها على المسلحين الأكراد المتمركزين في شمال العراق، هدد حزب العمال الكردستاني (PKK) التركي السبت 23-2-2008 بنقل العمليات العسكرية الى المدن التركية "من دون استهداف المدنيين" اذا استمرت تركيا في عمليتها العسكرية التي قالت انها اسفرت حتى الان عن سقوط عشرات القتلى في صفوف المسلحين الأكراد.

وقال foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? دانيس مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب , "اذا استمرت تركيا في هجماتها سنقوم بحرب عصابات داخل المدن التركية دون استهداف المدنيين", دون مزيد من التفاصيل.

واضاف ان "على تركيا وقف هجماتها على كردستان العراق واذا استمر هجومها على اقليم كردستان سنقوم بنقل المعركة الى داخل المدن التركية".
وأوضح دنيس أن 22 جنديا تركيا قتلوا في الاشتباكات مع الجيش التركي وقال "بعد اشتباكات الامس بين PKK والقوات التركية قتل 22 جنديا تركيا. أصيب خمسة مسلحين على الاكثر من حزب العمال الكردستاني ."

بيينما ذكر الجيش التركي أمس الجمعة أن 24 من مسلحي الحزب وخمسة جنود قتلوا في الاشتباكات. والتأكد من صحة المعلومات أمر صعب اذ أن القتال مندلع في منطقة جبلية يصعب الوصول اليها.

واشار العسكريون الأتراك ايضا الى جو الذعر الذي خيم على المسلحين, وتحدثوا عن تأثير المفاجأة عليهم.

من جانبه، احتج العراق ضد عملية التسلل هذه التي اطلقت مساء الخميس, في حين دعت الامم المتحدة والدول الغربية الكبرى الى الاعتدال.

يذكر ان عمليات تسلل الجيش التركي الى شمال العراق وهي المنطقة التي يستخدمها المسلحون الاكراد كقاعدة خلفية لعملياتهم في تركيا, تكررت في الثمانينات
والتسعينات, لكنها كانت تحصل عموما في فصل الربيع مع ذوبان الثلوج على المرتفعات.

وعلق الجيش التركي على العملية بالقول "ان الارهابيين تكبدوا بحسب المعلومات الاولية خسائر فادحة تحت وابل الاسلحة البعيدة المدى والضربات الجوية". واضاف "تفيد استخباراتنا ان قادة (حزب العمال الكردستاني) يحاولون الفرار من المنطقة والتراجع الى الجنوب في حالة من الذعر".

وتواصلت معارك كثيفة وقصف مدفعي حتى وقت متاخر من ليل الجمعة السبت, كما ذكر السبت مراسل الوكالة الفرنسية الموجود في المنطقة.

واكد سكان في قطاعات هاكورك وسيدكان, وهي مناطق عراقية على مقربة من الحدود التركية وقريبة من مدينة جوكورجا التركية, انهم سمعوا تبادل كثيف لاطلاق نيران اسلحة رشاشة اضافة الى هدير طائرات قتالية ومروحيات.

وسمع دوي قصف مدفعي كثيف حتى منتصف الليل (22,00 ت غ) في قطاع بامرنه على بعد نحو 40 كلم الى الجنوب الغربي حيث يبقي الجيش التركي على قواعد صغيرة منذ التسعينات, كما اشار بعض سكان المنطقة.

واعلن مصدر عسكري كردي عراقي السبت ان مدفعية القوات التركية استهدفت اربع مناطق تابعة لناحية العمادية, اقصى شمال العراق, الي تضم معاقل لحزب العمال الكردستاني.

وقال المصدر في قوات الحدود الكردية العراقية، رافضا كشف هويته، ان "القوات التركية قصفت مناطق بالو وزيو ونيرو وريكان التابعة لمنطقة العمادية" في محافظة دهوك. واوضح ان "القصف بدأ قرابة التاسعة صباحا (السادة ت.غ.) واستمر ساعتين رافقه
تحليق مروحيات تركية في المناطق" ذاتها. ولم يشر المصدر الى سقوط ضحايا.

وبدأت العملية البرية مساء الخميس عند الساعة 19,00 (17,00 ت غ) بعد ثماني ساعات من القصف المدفعي والغارات الجوية.

وتعتبر انقرة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية. وقد اسفر النزاع الكردي في تركيا عن مقتل اكثر من 37 الف شخص منذ 1984. ورحبت الصحافة التركية السبت بالعملية.

وعنونت صحيفة "وطن" السبت "ثأر الشهداء". وكتبت صحيفة "اقسام" "لقد انقض عشرة الاف جندي تحدوا الثلج والشتاء على حزب العمال الكردستاني كمطرقة".

ولفت عدد كبير من كتاب الافتتاحيات في المقابل الى مخاطر الانزلاق وفقدان تفهم المجتمع الدولي للعملية الجارية اذا لم تعد القوات التركية سريعا الى ارض الوطن.

ودعت الصحافة الليبرالية من جهتها الى اتمام الوجه العسكري من الكفاح ضد حزب العمال الكردستاني باصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية لمصلحة الاكراد.

واستدعى المسؤولون العراقيون الجمعة القائم بالاعمال التركي في بغداد للاحتجاج على العملية, بينما كانت انقرة تعطي ضمانات حول طبيعتها ومداها.

واعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "ان هدف وحجم وابعاد هذه العملية محدودة". واضاف "ان قواتنا المسلحة ستعود (الى الاراضي التركية) في اسرع وقت ممكن فور تحقيق اهدافها".

وسمح البرلمان التركي في اكتوبر/تشرين الاول للحكومة بارسال قوات الى شمال العراق لمقاتلة عناصر حزب العمال الكردستاني. وقد شن الجيش حتى الان بمساعدة اجهزة الاستخبارات الاميركية, عددا من الغارات الجوية وعملية برية محدودة في المنطقة منذ 16 ديسمبر/كانون الاول.

وراى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الجمعة ان "المئات, وليس الالاف" من الجنود الاتراك شاركوا في العملية الجارية, على حد رأيه, في منطقة "نائية ومعزولة". وقال "لا نعتقد ان ما يجري عملية واسعة".

من جهته, اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "قلقه" من ارتفاع حدة التوتر ودعا الى الاعتدال.

ووجهت عواصم غربية عدة دعوات مماثلة بينما دعت الولايات المتحدة التي تبلغت مسبقا بعملية التسلل التركي "الحكومة التركية على جعل عملياتها محدودة واستهداف حزب العمال الكردستاني بشكل محدد والحد من نطاق عملياتها الجغرافي والزمني وبحثها على التعاون مع العراقيين بمن فيهم المسؤولين الحكوميين الاكراد".
المصدرhttp://www.alarabiya.net/articles/2008/02/23/46010.html