وكلي الصلاح فلماذا لا يفعل شيئاً تجاه الشر ؟
الله لا يخلق الشر بل يسمح بحدوثه. في البدء عندما خلق الله العالم، خلق كل الأشياء حسنة، و خلق الإنسان وأعطاه حرية الاختيار التي تشمل الأخذ بخيارات صائبة أو خاطئة، وكثيرا ما نتخذ الخيارات الخاطئة التي تؤدي إلى عواقب نؤذي بها إما أنفسنا أو آخرين ممن يكونون أحياناً ضحايا أبرياء لا يستحقون ما يحدث لهم.
عندما كنت طالب في الكلية أصبت بالشلل على إثر حادث أثناء الغطس، الله لم يدفعني إلى المياه ليعاقبني على شيء فعلته أو ليعلمني درساً ما. بل أنا اخترت أن أقفز عن كتفي صديقي، و بالرغم من بشاعة ما آلت إليه الحادثة إلا أنه لا يمكنني أن ألوم أحداً سواي.
بالتأكيد يستطيع الله أن يتدخل ويتحكم بكل الأشياء- الجيدة و السيئة- في حياتنا ولكننا عندئذٍ سنكون مجرد أشخاص آليين لا نملك حريّة حقيقيّة، حتى أن الله يمكنه أن يجبرنا أن نحبهُ إن أراد ذلك ولكن الحب بالإكراه ليس حباً حقيقياً. الله يعطينا حرية أن نختاره أو لا نختاره، وحرية أن نعيش ونتمتع بالحياة ،وحرية القيام بالخيارات الصائبة أو الخاطئة، إلا أننا- وبكل تأكيد- علينا أن نحيا ونتعامل مع نتائج أفعالنا وأفعال الآخرين.
يقول أحد الكتّاب أن 80% من معاناة البشر سببها الشر الأخلاقي للبشرية( القتل، السرقة، الطمع، الإغتصاب) ولكن ماذا عن ألـ 20% الباقية؟ هناك بعض الأشياء التي لن نستطيع أبداً فهمها على حقيقتها هنا على الأرض مثل الكوارث الطبيعية كالبراكين والزلازل ،أو لماذا يمرض شخص دون غيره، أو لماذا يموت طفل بريء)
هناك أخبار سارّة بالرغم من كل ذلك !!!
أولاً : إن إله المحبة هو أيضاً إله العدل؛ فجميع الذين يقومون بخيارات خاطئة ويؤذون أشخاص أبرياء ثم يخرجون من ذلك سالمين سيأتي عليهم الوقت الذي فيه سوف يواجهون نتائج أفعالهم. فالله هو الديان في النهاية وفي وقت معين سوف يحاسب كل واحد على أعماله" وليست خليقة غير ظاهرة قدامه، بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا." (عبرانيين 4: 13).
ثانياً : الله يستخدم تجارب الحياة لخيرنا، ليطور شخصيتنا وليجعل منا أناساً أفضل، إضف إلى ذلك إننا نمتلك المقدرة(كمتألمين) أن نساعد آخرين ممن يمرون في ظروف مشابهة، فلقد كنت قادراّ على التواصل مع الطلبة المعاقين (بعد أن تغيرت شخصيتي من الرضا والتسليم بما أنا عليه إلى التعاطف مع الحالات المشابهة لحالتي ). التجارب أيضاً تجعلنا نرى الأمور الأكثر أهمية في الحياة، وكثيراً ما تقودنا التجارب إلى الله في الوقت الذي ما كان ليقودنا إليه شيء آخر و تجعلنا ندرك أهمية الإيمان والحب والإهتمام والعائلة والأصدقاء.
ثالثاً : لقد وفر الله لنا مخرجاً، سيأتي وقت لن يكون فيه ألم أو معاناة، ففي الجنة
لن يكون هناك بكاء ولا ألم ولا مرض ولا موت بل هي مكان سيتمتع به الجميع بفردوس يفوق الخيال و بفرح أبدي وهبه الله لهم.
أخيراً : إن الله يهتم فعلاً، فمع أنه لم يعدنا بأن حياتنا سوف تكون خالية من المشاكل، إلا أنه وعدنا بأن يكون معنا، حتى أن المسيح نفسه إختبر الحب و التعاطف والحزن وكان المتألمون ينجذبون إليه. إن الله بمحبته لنا واهتمامه بنا يريدنا أن نكون في علاقة معه. "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" يوحنا 3: 16