هي الأنثي..
شعر
محمود عبد الصمد زكريا
2005 م
____________________________________
مدخل :
.............
هما صوتان مائيان
يلتقيان في طقس ٍ جنونيّ ٍ
وينفتحان في حُلم ٍ بدائيّ ٍ
ويندمجان في بيضة ْ.
ومجهولان مرتجفان
في جسدين يستبقان
نحو غواية ِ الرؤيا ..
فكيف يفسر الماءان عاطفة ً
بقاع القلب ِ كالقداس ِ
أو كطفولة ِ المعني ..؟!!
__________________________
هي الأنثي ..
................
هي الأنثي..
وأوّلُ لفظة ٍ في الكون ِ
يبنيها ضميرُ الحب ِ للمحسوس ِ
ينطقها لسانُ الشعر ِ للمجهول ِ
مبذولٌ لحضرتها غناءُ البرّ ِ والبحر ِ
ورعشةُ جمرة ٍ في الثلج ِ
رعشةُ ثلجة ٍ في الجمر ِ ..
مَنْ منّا
يذوق حلالَ حامضها ؛ ستشعله
وتنثره مواعيداً
يهندس كلَ فاصلة ٍ بموهبة ٍ
ويشعلها ....
.............................................
هي الأنثي ..
كلامُ العطر ِ
نجوي الضوء ِ
غابات ٌ وأودية ٌ
وألسنة ٌ من اللهب ِ ..
أنا وتدٌ بخيمتها
وقنديلٌ بغيمتها ..
علي مَهَل ٍ تشد دمي
وتزجرني ؛ علي مهل ٍ..
وتأمرني :
عنيفا ً خُضْ علي مهل ٍ ..
وتغويني إلي قفص ٍ
وتحبسني علي مهل ٍ ..
.................................................. ......
هي الأنثي ..
كقطرة ِ دهشة ٍ خرساء تفجئنا
وتشعل نارَ غامضها ..
عذوبنها ..
ملوحتها ..
وحامضها ..
فنركض في مباهجها ..
وفي حاناتها المكتظة الآهات ِ
تمنحنا غرائبها ..
.................................................. ....
هي الأنثي ..
كآخر ِ لفظة ٍ في الكون ِ
ألفظها ..
فتسمعني غناءَ الماء ِ ..
هل يبقي بهذا الأدهم ِ البشري
غيرُ غرائب ِ الأنثي ..؟!!
___________________________________