هل يتحدى المالكي الصدر
لا بد ان يكون رئيس الوزراء المالكي قد اجرى حسابات دقيقة قبل ان يوجه خطابه الحاد امس الاول الى التيار الصدري
رغم انه يمكن القول انه تأخر كثيرا في الاخذ بنصيحة مستشار الامن القومي الامريكي هادلي في مذكرته الشهيرة والتي دعا فيها المالكي الى الخروج من سلطة اولئك الذين جاءوا به الى الحكم، وقيادة جبهة المعتدلين، لكي تكون هي قاعدة الحكم في العراق، بدل الائتلافات الطائفية والعرقية التي تضم كل شي، الى درجة تفقدها القدرة على الحركة. كان على المالكي ان يحدد طريقا واضحا له، بدل البقاء بلا لون او رائحة اوطعم، وبلا قدرة حقيقية على اتخاذ قرار، كونه محكوما بترضية كل القوى التي دعمته كمرشح تسوية للخروج من ازمة ترشيح ابراهيم الجعفري الشهيرة. ومع مرور الوقت كان الوقت يضيق عليه، وكذلك الدائرة، بسبب البطء في تحقيق المؤشرات التي حددها الكونغرس الامريكي، الامر الذي يضع حليفه بوش في وضع صعب، ويجعل المالكي السبب المباشر في تبرير الفشل. رغم ان الادارة الامريكية لا تشعر بالحاجة الان الى استبداله، لتصورها ان عملية الاستبدال قد تخلق مشاكل اكثر مما تقدم من حلول. وبالتالي فبمقدوره ان يستند الى دعم امريكي، اضافة الى دعم كردي واضح في المضي قدما في خطواته القادمة.
سوف يواجه المالكي صعوبات جمة في خياراته الممكنة، لعل من اهمها علاقته بالتيار الصدري، تلك العلاقة التي شابتها العديد من الثغرات والصدمات في الماضي. لكن ليس بالضرورة ان يعني هذا استعداء التيار الصدري او حتى استبعاده من جبهة المعتدلين. فامام التيار فرصة كبيرة، وهو القوة السياسية والجماهيرية المؤثرة، ان يكون رقما اساسيا في تيار المعتدلين، اذا اجرى مراجعة شاملة لخطابه السياسي، واجهد نفسه في تنقية صفوفه من المتسللين الذين تحدث عنهم المالكي ويعرفهم السيد مقتدى، خاصة ان التيار الصدري اثبت في منعطفات مهمة انه قادر على اتخاذ خطوات وقرارات تصب في الصالح العام، من بينها قرار سحب وزرائه وترك الفرصة امام رئيس الوزراء لاختيار وزراء على اساس الكفاءة وليس على اساس المحاصصة، وهي فرصة لم يستطع المالكي استثمارها مع الأسف