ظهرت في الاونة الاخيرة مجموعة تحمل افكارا متشددة بدعوى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في عدد من احياء مدينة الناصرية، و قامت باثرة الذعر بين السكان خصوصا لاختيار المجموعة الليل لممارسة انشطتها , يرتدي عناصر المجموعة ملابس سوداء واقنعة ويحملون سيوفا يطلقون على انفسهم اسم "جماعة سيوف الحق" وظهرت هذه المجموعة في ثلاثة احياء في المدينة و تهدف الى محاربة الحريات الشخصية

و تقوم هذه المجموعة بالعمل تحت جنح الظلام و تقوم بملاحقة كل من يحتسي الخمر ويتداوله، حتى انهم يلاحقون الشبان الذين يرتدون ملابس لا تنسجم مع افكارهم, و قد تسربت حالة من الخوف في نفوس اهالي الناصرية و اصاب الذعر الشبان بل حتى ان الناس كانوا يخرجون في اوقات متأخرة هربا من الحر بسبب انقطاع التيار الكهربائي لكنهم باتو اليوم يبقون في منازلهم خشية من اصحاب السيوف والملابس السوداء

ان افكار هذه المجموعة مطابق تماما لافكار تنظيم القاعدة التي فرضتها اثناء سيطرتها على المناطق السنية في السنوات السابقة، حيث كانوا يقتلون اشخاصا كانوا يرتدون سراويل قصيرة وحلاقين يزينون زبائنهم بقصات غربية, و يريدون ان يفرضوا امورا غريبة و متطرفة .
من الضروري دحر هذه المجموعات وملاحقتها والتعرف على نواياها واهدافها لانها تعبث بالامن و تحاول تقويض سلطة القانون و ذلك امر لا يجوز السكوت عنه اطلاقا ولا بد من التعامل بجدية مع الموضوع, ان العراق بلد فيه سلطة و قانون يتيح للناس ممارسة حرياتهم الخاصة في ما يتطابق مع القانون, اما العقاب و الثواب في ما يتعلق بامور الدين فان الله هو الذي يعاقب المخطئين او يسامحهم, لا يجوز ان تقوم جماعات بمحاولة اصلاح الامور على هواها مهددة بتحطيم المجتمع و قتل الناس و اشاعة الفوضى. العراق بلد يدعم الحريات الفردية و حرية العبادة و الاديان وليس بحاجة الى مجموعات فوضوية تحاول تطبيق فهما الخاطيء للدين بحد السيف , فالاسلام دين الاقناع و التسامح و المحبة وليس دين الاكراه و القتل.

وبالفعل تقدم عدد من الاشخاص بشكاوى ضد هذه الجماعة, مما ادى الامر الذي دفع بالشرطة الى تكثيف دوريات آلية وراجلة في الاحياء الثلاثة وتمكنت من اعتقال 24 شخصا بينهم عشرة يعتبرون من مؤسسي هذه الجماعة واحيلوا الى جهاز مكافحة الارهاب لتشكيلهم مجموعات تتعارض مع النظام وتحمل افكار ارهابية، تريد مصادرة حريات الناس.

ان الفراغ السياسي المتمثل بتاخر تشكيل الحكومة انعكس على واقع الامن وادى الى ظهور هذه المجموعة وكذلك وجود اجندات خارجية واقليمية تدعم هذه المجموعات الغريبة والمرعبة, ان هذه الجماعة تقوم بافعال اشنع من افعال الميليشيات، الحد من الحريات الشخصية امر مرفوض على الاطلاق و نحن بلد دستوري يديره القانون ولسنا بحاجة الى نسخة من حزب طالبان في العراق.