عندما تشعرُ انك تستحقّ الحياة .. ولكن لاشئ في الحياة
يمنحكَ هذا الحق .... فانتَ عراقي
عندما تفر من الدمار وتعيش في بلد شقيق بمالك وحلالك
ويتفنون في طريقة ابتزازك ثم يقولون انت لاجيء فاعلم انك عراقي
عندما تشعرّ ان انسانيتك قـد سُـلبتْ منك .. وحياتـُك وحياة ُ
اطفالكَ لم تعد تهم احداَ سـواك ... فانت عراقي
عندما تشعر ُ بالمهانةِ لحظة تترك بيتك متوجّها الى اي كوكب
في العالم .. خال ٍ من الموتِ والدم والخراب .. فانت عراقي
عندما تكون صغيراً في السن وتملؤك امراض الشيخوخة
فانت عراقي
عندما تشعرُ انكَ – واطفالك – تدفعون ثمن اخطاءِ وعجرفةِ
وظلم الآخرين .. بلا ذنب او سبب .. فانت عراقي
عندما يحترمك الآخرون ويتعاطفون معك .. ولكنهم يعجزون غالباً
عن الوقوف الى جانبك .... فانت عراقي
عندما توجعك كرامتـُكَ حتى مع سائق ِالتاكسي في دولة شقيقة
الذي يأخذ منك اكثرَ من اُجرته .... فانت عراقي
عندما تشعرُ بالتحسـّـُر ِازاء نسمة هواءٍ تداعبُ خدّكَ وانت في الغربة
ولا تداعبُ خدّ اُمكَ او اخيكَ اوصديقك .... فانت عراقي
عندما تشعرُ انكَ أمامَ لحظاتِ الفرح ِالحقيقيةِ تبكي .. وتجدُ نفسكَ
مذهولا ً هازئاً امام الموت .... فانت عراقي
عندما يضحكُ الآخرون على النكاتِ الجميلةِ .. وانت لا تضحككَ
سوى النكات الدامية .... فانت عراقي
عندما تشعرُ انك تحصي امواتك بشكل ٍ فـَـذ ولا تتنبهُ الى لحظاتِ
الفرح ِالتي تمرّ بك.. .. فانت عراقي
عندما تشعرُ انك تموتُ ببطء .. والآخرونَ يزدادونَ بهاءً ... فانت عراقي
عندما يـُشعِركَ اشقاءك انك اهمّ "عزيز قوم ٍ ذل"
فوقَ الكرةِ الارضية . فاعلم انت عراقي
عندما تشعرُ بالجوع .. وانت تمتلكُ ذهبَ الأرض وعناية َالسماء
فانت عراقي
عندما تتحوّل حياتك الى كتلة ٍ من الأعصاب الملتهبة
وتثور لأيّ سبب .... فانت عراقي
عندما ينتابكَ الحقدُ لأتفه ِالأسباب وانت تمتلكُ حباً
يغطي الكرة َالأرضية فانت عراقي
عندما تشعرُ انك تكرهُ كلّ شئ حولك .. وما ان تغادرَ بلدكَ حتى
تعشقَ تراب الشارع ِ الذي كنت تمشي عليه .... فانت عراقي
عندما تكون بعيداً .. وتحسّ ُ بوخز ِالضمير ِوانتَ تستمعُ لأخباربلدك ..
بدل ان تحمد الله على سلامتك من الموت ... فانت عراقي
حينما تمشي بكرامة ٍامام َالآخرين .. وتنكسرُ امام مرآتك ....
فانت عراقي
عندما تشعر – ولو مجرّد احساس – انك تعرف كلّ شئ عن الآخرين ..
وهم لا يعرفون عنك اكثر مما تنـقلهُ الأخبار .... فانتَ عراقي
عندما تشعر انك وحدك تفهمُ ما يدور .. ووحدكَ تقفُ متصدّياً ومتحدياً
وساخراً وزاخراً بالخسارات ومستـَلـَباً من انسانيتك ..... فانت عراقي
عندما تفكـّرُ ان تنفدَ بجلدكَ من الارهابِ ومهرجاناتِ الدم اليوميةِ في
بلدك .. وما ان تواجه الآخرين حتى يقال عنك بأنك ارهابي طائفي ....
فانتَ عراقي
عندما تقفُ بالطوابير امام مباني السفاراتِ العربيةِ والعالميةِ
والكونيةِ والفلكية .. وكل من يقفُ قبلك او بعدك يأخذ تأشيرتهُ ..
الا انت .... فانتَ عراقي
عندما تشعر ان كلّ يوم ٍ يمرُ بك هو اسوءُ من الذي سبقه ..
وكل يوم ٍ مضى هو احسنُ مما سيجيء ... ومع ذلك تقول
الله كريم .... فانتَ عراقي
عندما تشعرُ انك لم تعد تستحقّ ُ الحياة ولكنك مع ذلك
لا تنتحر .. فانت عراقي
عندما تشعرُ انك عبارة عن تاريخ ٍ من الحروبِ والجروح ِ والخيبات ِ
والموت ِ والغياب .. مع انك في بلد صاحب اقدم حضارة
عرفها التاريخ .. فانت عراقي
عندما تشعر ان كل بلدان العالم الجميل لا تساوي جلسة َسمر ٍعلى
نهرين عظيمينٍ اسمهُما : دجـلة والفرات .... فانت عراقي