أفردت الصحف العمانية الصادرة الأحد مساحات واسعة لتأهل منتخب بلادها إلى نصف نهائي "خليجي 19" في مسقط ولإبراز المسيرات الاحتفالية في شتى محافظات السلطنة.
وعلى صدر صفحة الملحق الرياضي، خصصت صحيفة "الوطن" صورة كبيرة لفرحة لاعبي عمان في المباراة، وعنونت في صفحاتها الداخلية "منتخبنا عبر البحرين بهدفين رائعين"، و"مواكب النصر تتواصل في عمان الخير" إلى جانب صور لمسيرات الفرح.
صحيفة "عمان" خصصت صفحتها الأولى في الملحق الرياضي لصورة لاعبي المنتخب يحتفلون بالتأهل مع عنوان "ما قصرتم"، مضيفة في عنوان داخلي "بجدارة تخطينا البحرين .. والدور على "مين" ونجوم الأحمر .. جاهزون"، وأيضاً "مسيرات فرح بفوز الأحمر"، ناقلة أجواء الاحتفالات في معظم المحافظات العمانية.
ملحق "الرياضية" اختار صورة كبيرة لإحدى المشجعات العمانيات مكتسية اللون الأحمر مع عنوان "واحمرت الوجوه" على الصفحة الأولى، كتب في الصفحات الداخلية "الأحمر إلى نصف النهائي بهدفي الميمني وبشير".
صحيفة "النجم" التي تصدر بمناسبة "خليجي 19" كتبت "بدر عمان يسطع من جديد"، وأيضاً "هزم البحرين وتأهل لقبل النهائي للمرة الثالثة.. منتخبنا الغالي فوق في العلالي".
وكانت الفرحة عمت في سلطنة عمان بعد التأهل إلى نصف النهائي، حيث خرج العمانيون بمسيرات حاشدة إلى الشوارع واحتفلوا بتأهل منتخبهم حتى ساعات الصباح الأولى، ولم يقتصر الأمر على العاصمة فقط بل امتد إلى جميع محافظات سلطنة عمان، وكان لسان حال المحتفلين أن تبقى هذه المسيرات تعبيراً عن الفرح والبهجة حتى إحراز اللقب.
ويأمل العمانيون أن يتوج منتخبهم بطلاً لدورة الخليج للمرة الأولى في تاريخه بعد أن افلت منهم اللقب في الدورتين الماضيتين اثر خسارة المنتخب في المباراة النهائية، في "خليجي 17" في الدوحة في العام 2004 أمام قطر (4-5) بركلات الترجيح بعد تعادلهما في الوقتين الأصلي والإضافي (1-1)، وفي "خليجي 18" في أبو ظبي في العام 2007 أمام أصحاب الأرض أيضاً بهدف مقابل لا شيء.
ورغم أن عمان استضافت دورة كأس الخليج مرتين في السابق، في النسخة السابعة في العام 1984 وتوج فيها المنتخب العراقي، ثم في النسخة الثالثة عشرة في العام 1996 وكان اللقب حينها من نصيب الكويت، فإن أصحاب الأرض هذه المرة يملكون أفضلية لإبقاء الكأس في بلادهم.
وأكد مدرب منتخب قطر، الفرنسي برونو ميتسو المتوج بطلاً مع الإمارات في الدورة الماضية، هذه المقولة باعتباره أن "أصحاب الأرض يملكون أفضلية أكثر من المنتخبات الأخرى لإحراز اللقب، وان هذا ما تحقق في الدورتين السابقتين".
وشهدت الأعوام الماضية تطوراً ملحوظاً في مستوى المنتخب العماني الذي ما يزال يبحث عن انجاز يرفع معدل الثقة بإمكانية المنافسة إقليمياً وعربياً وآسيوياً وحتى في تصفيات كأس العالم، لدرجة أن معظم الخبراء الفنيين يشيدون بمهارات اللاعبين العمانيين وامتلاكهم القدرة على الاحتراف الخارجي.
ويحترف معظم لاعبي المنتخب العماني في الأندية الخليجية وفي غالبيتهم في قطر، باستثناء الحارس علي الحبسي الذي يحافظ على نظافة شباكه في هذه البطولة حتى الآن الذي يحترف في بولتون الإنكليزي، وقد مدد عقده معه قبل فترة وجيزة إلى العام 2014.
ولم يبالغ لاعبو المنتخب العماني بالاحتفال بالتأهل إلى نصف النهائي بل حافظوا على تركيزهم معتبرين أن المهمة لم تنته بعد.
وقال صانع الألعاب فوزي بشير إن التركيز أمام البحرين لم يكن على الجانب الفني بل على النقاط الثلاث، معتبرا أن المباراة المقبلة لها خصوصية كونها تحدد التأهل إلى النهائي.
الحارس المتألق على الحبسي قال بدوره: "استطعنا أن نفوز على المنتخب البحريني رغم قوته من الناحية الفنية وخبرته الطويلة في دورات كأس الخليج، لكن لدينا رحلة أهم الآن ونتمنى المؤازرة فيها"، أما زميله المهاجم حسن ربيع صاحب الثلاثية في مرمى العراق فأوضح أن "المنتخب سيقدم أداءً أفضل لمواصلة المشوار في البطولة التي تقام على أرضه".
لاعب الوسط سلطان الطوقي الذي شارك في الشوط الثاني أمس أوضح أن "مستوى المنتخب العماني في تطور وان المشوار في البطولة ما يزال طويلاً"، أما المهاجم بدر الميمني الذي سجل الهدف الأول في مرمى البحرين فقال:
"إننا نزحف نحو الكأس وهذا هو الهدف الأكبر للمنتخب ومطلب من الجماهير العمانية"، مؤكداً "لم يتضح الطريق إلى اللقب بعد ويجب علينا أن نفكر خطوة بخطوة من الحصول على الكأس".
من جانبه اعتبر رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم خالد البوسعيدي أنه "رغم تأهل منتخب بلاده إلى نصف النهائي فانه لم يقدم كل ما عنده وما يزال في جعبته الكثير"، مضيفاً: "علينا الآن أن نفكر بكل هدوء في المباراة المقبلة الحاسمة التي ستصعد بنا إلى النهائي".