يبدأ السويسري روجيه فيدرر المصنف أول عالمياً اعتباراً من الاثنين حملة الدفاع عن سيطرته الكبيرة على ألقاب بطولة ويمبلدون الإنكليزية لكرة المضرب، ثالث البطولات الأربع الكبرى، في الأعوام الخمسة الأخيرة أمام منافسة قوية خصوصاً من الإسباني رافايل نادال والصربي نوفاك ديوكوفيتش.
وتكتسي البطولة الإنكليزية أهمية كبيرة بالنسبة إلى فيدرر في مسيرته الاحترافية فهو يسعى إلى استعادة نغمة الألقاب الكبرى البالغ عددها في رصيده حتى الآن 12 لقباً لكنها غائبة عن خزائنه هذا العام بعد فشله في بطولتي أستراليا وفرنسا بخروجه من الدور نصف النهائي في الأولى على يد ديوكوفيتش، وخسارته النهائي في الثانية أمام نادال.
وإذا كان فيدرر عزا خروجه من بطولة أستراليا إلى إصابته بفيروس، فإنه تلقى خسارة مذلة أمام نادال في نهائية رولان غاروس هي الأسوأ في مسيرته الاحترافية.
ويطمح فيدرر إلى إعادة الأمور إلى نصابها من خلال بطولة ويمبلدون على الملاعب العشبية والتي يعتبر اختصاصياً فيها وبالتالي محو الصورة المخيبة التي بدا عليها منذ مطلع العام الحالي ليؤكد أن ما حصل لم يكن سوى "كبوة فارس" وأنه لا يزال يملك الإمكانيات والمؤهلات التي خولته التربع على صدارة التصنيف العالمي منذ 2 شباط/فبراير 2004.
ويدرك فيدرر أن أي فشل في ويمبلدون سيكون تأثير على مسيرته الاحترافية وربما يكون بداية النهاية خصوصاً أمام التألق الملفت للعديد من اللاعبين الصاعدين أبرزهم ديوكوفيتش.
وتعتبر بطولة ويمبلدون من البطولات المفضلة لدى فيدرر حيث فرض نفسه بطلاً فيها في الأعوام الخمسة الأخيرة (2003 و2004 و2005 و2006 و2007) معادلاً الرقم القياسي في عدد الألقاب المتتالية والذي كان بحوزة السويدي بيورن بورغ بعدما ناله الأخير من 1976 إلى 1980، وهو بالتالي يسعى إلى تسجيل رقم قياسي جديد في البطولة بنيل لقبها للمرة السادسة على التوالي ورفع رصيده من الألقاب الكبرى إلى 13 لقباً بعد ملبورن الأسترالية أعوام 2004 و2006 و2007، وفلاشينغ ميدوز الأميركية أعوام 2004 و2005 و2006 و2007، ليبقى على بعد لقب واحد فقط من صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب الكبرى الأميركي بيت سامبراس صاحب 14 لقباً.
ويدخل فيدرر، الذي يحتل المركز الثاني في عدد الألقاب الكبرى (12 لقباً) إلى جانب الأسترالي روي إيمرسون، البطولة بمعنويات عالية بعدما توّج الأسبوع الماضي بلقب دورة هالة الألمانية للمرة الخامسة في مسيرته محافظاً بالتالي على سجله خالياً من الخسارة على الملاعب العشبية في 59 مباراة متتالية.
يذكر أن فيدرر لم يخسر أي مباراة على الملاعب العشبية منذ عام 2002 وتحديداً عندما خرج من الدور الأول بخسارته أمام الكرواتي ماريو أنسيتش.
بيد أن جميع هذه المؤشرات قد لا تعني الشيء الكثير إذا لم يظهر السويسري بمستواه المعهود خصوصاً وأنه أحرز اللقب العام الماضي بفوز صعب على نادال في ثاني مباراة نهائية على التوالي بينهما في البطولة بالإضافة إلى أن مهمة فيدرر لن تكون سهلة هذا العام اعتباراً من الدور الأول عندما يلتقي السلوفاكي دومينيك هرباتي حيث خسر أمام الأخير في مباراتين جمعتا بينهما حتى الآن الأولى كانت عام 2000 في دورة باريس داخل قاعة والثانية عام 2004 في دورة سينسيناتي الأميركية.
كما أن فيدرر قد يلاقي في الدور الثاني اختباراً صعباً أيضاً أمام الأسترالي ليتون هويت، آخر لاعب نال لقب ويمبلدون (2002) قبل أن يسيطر فيدرر.
وخسر فيدرر 8 مباريات في 6 أشهر منذ مطلع الموسم الحالي أي مباراتين أكثر من المباريات التي خسرها عام 2006 ومباراة اقل من المباريات التي خسرها العام الماضي.
وسقط فيدرر 3 مرات أمام نادال على الملاعب الترابية، لكنه خسر أيضاً مباريات أمام لاعبين فرض أفضليته عليهم في الأعوام الأخيرة أمثال الأميركي أندري روديك والتشيكي راديك ستيبانيك والأميركي الآخر ماردي فيش.
وقال فيدرر: "أنا واثق من قدرتي على العودة إلى حصد الألقاب، الجميع يعتبر بأنني أحقق موسماً سيئاً، لكن الواقع يؤكد خلاف ذلك، فقد بلغت دور الأربعة في أستراليا والمباراة النهائية في رولان غاروس إنها نتائج جيدة".
وتابع: "لا يجب أن ننسى بأن جميع اللاعبين يرغبون في الفوز على فيدرر ومبارياتهم أمامي جميعها نهائية وهنا تكمن الصعوبة. أعرف أن الضغط كبير علي لكني واثق من نجاحي".
نادال لتحقيق ثنائية غاروس وويمبلدون
في المقابل، يبدأ نادال المصنف ثانياً مشواره بمواجهة الألماني أندرياس بيك، ويمني نادال النفس ببلوغ المباراة النهائية للمرة الثالثة على التوالي بعدما خسر أمام فيدرر في العامين الأخيرين، خصوصاً وأنه يدخل البطولة هذا العام بمعنويات عالية بتتويجه بطلاً لرولان غاروس للعام الرابع على التوالي بتغلبه على فيدرر ثم إحرازه لقب دورة كوينز على الملاعب العشبية للمرة الأولى في مسيرته بتفوقه على العملاق الكرواتي إيفو كارلوفيتش وروديك وديوكوفيتش في المباراة النهائية.
وبعدما نجح في معادلة الرقم القياسي في عدد الألقاب المتتالية في رولان غاروس والذي كان بحوزة بورغ، يأمل نادال في معادلة رقم ثان للسويدي وهو الثنائية (رولان غاروس وويمبلدون) حيث كان بورغ آخر من حقق هذا الانجاز 3 مرات متتالية أعوام 1978 و1979 و1980.
وفي حال نجح نادال في مشواره في الأدوار الأولى في البطولة فإنه قد يلاقي الروسي نيكولاي دافيدنكو في نصف النهائي وفيدرر في النهائي للعام الثالث على التوالي.
وأكد نادال أن فيدرر "أخذ علماً بفوزي في دورة كوينز وهو سيضع ذلك في حساباته. أنا العب جيداً في الوقت الحالي وسأحاول الحفاظ على تركيزي لأحرز اللقب".
ويلعب ديوكوفيتش الثالث مع الألماني ميكايل بيرر، وهو مرشح بقوة لبلوغ دور الأربعة حيث من المفترض أن يلاقي فيدرر.
صراع صربي روسي عند السيدات
ولدى السيدات، ستكون المنافسة حامية بين لاعبات كثيرات في مقدمتهن الصربية آنا إيفانوفيتش المصنفة أولى وبطلة رولان غاروس قبل أسبوعين ومواطنتها يلينا يانكوفيتش الثانية والروسية ماريا شارابوفا الثالثة وبطلة عام 2004 ومواطنتها دينارا سافينا وصيفة بطلة رولان غاروس والصاعدة بقوة هذا العام والأميركية فينوس وليامس حاملة اللقب وشقيقتها سيرينا.
وتستهل إيفانوفيتش مشوارها بمواجهة البارغويانية روسانا دي لوس ريوس، فيما تلعب يانكوفيتش مع الأوكرانية أولغا سافتشوك، وشارابوفا مع الفرنسية ستيفاني فوريتز.
وقالت شارابوفا التي خسرت صدارة التصنيف العالمي لصالح إيفانوفيتش قبل أسبوعين، "الجميع يرشحني وإيفانوفيتش إلى المباراة النهائية، لكن الأمور لن تكون سهلة. صحيح أنني أتألق على الملاعب العشبية وألعب فيها بارتياح كبير لكن هذا لا يعني بأن مهمتي وتحقيق الانتصارات سيكون سهلاً".
وأضافت شارابوفا التي نالت اللقب عام 2004 وعمرها 17 عاماً "هناك عدة منافسات بإمكانهن التألق وإحراز اللقب".
وشاطرت إيفانوفتيش شارابوفا الرأي وقالت "الملاعب العشبية تكتسي طابعاً خاصاً واللعب عليها سريع جداً وبالتالي يجب أن تكون جاهزاً بدنياً".
وتابعت إيفانوفيتش التي خرجت من دور الأربعة العام الماضي على يد فينوس "لدي ضربات قوية لكن علي تحسين أمور أخرى لأكون في الموعد".
وتبدأ فينوس وليامس المصنفة سابعة حملة الدفاع عن لقبها بمواجهة البريطانية ناومي كافاداي، هي تسعى إلى اللقب الخامس في البطولة الإنكليزية.
وكانت فينوس نالت اللقب بفوزها على الفرنسية ماريون بارتولي الثامنة عشرة 6-4 و6-1 في المباراة النهائية رافعة رصيدها إلى 4 ألقاب بعد أعوام 2000 و2001 و2005 وباتت رابع لاعبة من حيث عدد الألقاب في البطولة الإنكليزية منذ اعتماد نظام البطولات المفتوحة بعد الأميركية مارتينا نافراتيلوفا (9 ألقاب) والألمانية شتيفي غراف (7) والأميركية الأخرى بيلي جين كينغ (6).