* فكرت في كتابة قصة تحكي عن أحداث خيالية،ولكن غيرت الرأي ... فقررت أن أكتب لكم قصة واقعية خيالية ... حدثت لشاب أو قد تحدث لشاب :
*** هذا الشاب يدعى " حسن "،وقد عانا من أعاصير الحياة بشتى أنواعها، وكابد الكثير حتى أتم دراسته،وبعدها تخرج واصطدم بواقع الحياة العملية ... فلم يجد له سنداً ولا نصيراً غير الله ... مع العلم أن عائلته ليست من الطبقة الهاي كما يقال وإنما والده من الطبقة الكادحة وخصوصاً من الطبقة التي تنهي مصروف الشهر بالديون، ... وقد حاول هذا الشاب أن يشتغل في أي مجال حتى يخفف الثقل على أهله ...، ولكن دون جدوى،فلم يجد أي حل سوى الهجرة لأوربا، ولكنها تستلزم هي أيضاً أموالاً فوق الطاقة ... فنال منه اليأس والملل لحياته التعيسة ... ولم يجد لمن يشكي مصابه إلا لصديقه المقرب وفي نفس الوقت إبن عمته ... وطال الحوار لإيجاد الحل الأمثل للمشكلة ... حتى جاء الإقتراح من الصديق ... وكان مفاده الزواج من إبنة عمه المتواجد في فرنسا فقرر حينها أن يتكلم في الموضوع مع أهله ... ورحبوا هم أيضاً بهذه الفكرة،ولكن المشكل يكمن في عمه وإبنته ...
وقد كان عمه في عطلة الصيف يقضيها من مدينة إلى أخرى ... إلى أن عاد إلى منزله،فذهب الأب إلى أخيه ... طلب منه يد إبنته لإبنه ... فوافق بسرعة ولم يتردد في قراءة الفاتحة ؟؟؟؟؟ وبعدها جاءت الرسميات في الزواج،ولم يكلف أب العروس شيئاً تفوق طاقة "حسن" ... واشترط والد العروس ألا يدخل بزوجته حتى يكونا في الديار الفرنسية،فلم يكن الأمر صعباً على حسن فقبل به.
فانتظر حسسن بفارغ الصبر لتتم تسوية وضعيته القانونية هناك فيسافر ...
فتم ذلك بمساعدت العروسة وأهلها ... فسويت أوراقه فجاءت العروس وأهلها لأخد حسن نحو المستقبل -لا أدري السعيد أم الحزين-
ولأول مرة حسن سيركب الطائرة بجانب زوجته ... وكان أسعد شخص على وجه البسيطة ... وعند وصوله إلى المطار نزل من الطائرة واستنشق هواءً نقياً أحس بتجدد كامل ... وبينما هو هائم في حقيقته الخيالية ... إلتفت ليتلقى المفاجئة فوجد أن الزوجة قد أزالت حجابها ... فلم يستسغ الأمر،فاستفسر منها إلا أنها أخبرته بأن الحجاب ممنوع في فرنسا ؟؟؟؟؟ فلم يتقبل الأمر فاستنجد بعمه ... إلا أن إجابة عمه كانت إنه قانون فرنسا يا بني هكذا أجاب العم !!!!!
فأسرها في صدره وحاول أن يتغاضا عن الأمر إلى حين ... فتوالت الأيام وأبانت الزوجة عن أشياء ... بدأت تتأخر خارج المنزل وتدخن ... فحاول مراراً وتكراراً أن يعيدها إلى رشدها ولكن كانت النتائج منازعات ومشادات بينهما ...
وكلما ذهب إلى عمه يشكو إليه إبنته ... يقول له إنه قانون فرنسا يا بني ...
فبقي يفكر في حل لما أصابه ... فلم يجد غير السكوت والتعامل ببرودة مع الزوجة ... حتى تتم تسوية وضعيته بصفة تامة ويحصل على أوراقه الثبوتية
وحينها سيكون له حوار آخر وبالطريقة المثلى.
وأصبحت الزوجة تأتي إلى المنزل متأخرة دائماً وحين تدخل إلى المنزل يتظاهر وكأنه أصابه إغماءٌٌٌُُُُ من النوم ... وبقي الحال على هذا المنوال ... إلى أن جاء اليوم الذي إشتد الخناق على الزوجة ... فدخلت متأخرة كعادتها ولكن هذه المرة ثملة ... فتظاهر بالنوم ... لتقترب منه وتحاول إيقاظه إلا أنه لم يستجب لضرباتها الممزوجة بالثمالة ... ولم تتحمل الأمر ... فخرجت مسرعة من بيتها ركبت سيارتها فغادرت نحو وجهة تعلمها هي وحدها ...
أما حسن فقد أكمل نومه براحة أكثر بعد خروجها ... وفي الصباح إستيقظ من النوم على صوت رنين الجرس ... فذهب ليعرف الطارق ... وعند فتحه للباب وجد شرطيين يسألانه إن كان هو حسن ... فأجابهما بالإيجاب ... فأخبروه بأن زوجته توفيت إثر حادثة سير ... فامتلأت عيناه دموعاً وأنهمرت دون إذن منه
فبقي الشرطيان يواسيانه بالكلام ... ولكن لم يعرفا أن دموع حسن هي دموع الفرح لا الحزن ...
وهكذا أصبحت الحياة ذات مفهوم آخر لدى حسن ... وجاءه خبر آخر إذ حصل على تعويض مالي كبير إثر حادثت وفاة الزوجة ... وجاء عمه إليه يطلب منه أن يشاركه التعويض الذي حصل عليه لأنه والد الزوجة أيضاً ... فأجابه حسن بكل برودة دم إنه قانون فرنسا يا عمي،فالتعويض جاء للزوج وليس للأب ...