خديجة ام المؤمنين
ولدت سيدتنا خديجة بنت خويلد قبل عام الفيل بخمس عشرة سنة، وتوفيت في شهر رمضان في السنة العاشرة من البعثة النبوية قبل ان يهاجر النبي محمد (ص) الى المدينة بثلاثة سنوات بعد خروج بني هاشم من شعب ابي طالب بيسير. وقد توفيت رضوان الله عليها قبل وفاة ابي طالب (ع) بخمسة وثلاثين يوما فعظمت المصيبة على رسول الله (ص) فسمي ذلك العام بعام الحزن.
وكانت السيدة خديجة تاجرة ذات شرف ومال وقد سمعت بصدق النبي (ص) وامانته وكرم اخلاقه فعرضت عليه ان يخرج بمالها الى الشام للتجارة فقبل النبي (ص) فخرج الى الشام مع غلام السيدة خديجة وكان اسمه ميسرة.
وفي اثناء الطريق نزل النبي (ص) تحت ظل شجرة قريبة من صومعة راهب، فقال الراهب لميسرة:
من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟
فقال ميسرة: هذا رجل من قريش من اهل الحرم.
فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط الا نبي.
ثم ان النبي (ص) باع البضاعة واشترى بدلها ورجع الى مكة فربحت خديجة في هذه السفرة اضعاف ربحها الاعتيادي، وحدثها ميسرة بما قال الراهب فبعثت خديجة الى النبي (ص) قائلة اني قد رغبت فيك لقرابتك مني وشرفك وامانتك وصدقك فذكر النبي (ص) ذلك لأعمامه فخطبها وتزوجها وبقي معها اربعة وعشرين عاما
وكانت السيدة خديجة هي اول من آمن بالله تعالى ورسوله من النساء وكانت تسمى في الجاهلية بالطاهرة، وكانت تخفف وتهون على النبي (ص) امر الناس الذين يكذبونه وقدمت اموالها في سبيل نشر الاسلام حتى قيل (قام الاسلام بسيف علي واموال خديجة).
وكان النبي (ص) يذكر خديجة بالخير ويثني عليها وقد قال في حقها (خير نساء العالمين اربع: مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد (ص)). وقد بشرها النبي (ص) بالجنة وما اعد الله تعالى لها من الخير الكثير لما بذلته في سبيل الاسلام. هذه كانت مقتطفات من سيرة اول امرأة في الاسلام.
نسألكم الدعاء