عملية تجميل مكثفة ... بعد العاصفة ....مسابقة النثر
*
*
*
*
*
لا زال يشغلك الرسم الأمثل للوجه المشوه .. ولا زلت محتارة كيف هذا الوجه رغم جماله ...
يصل إلى حد التشوه ... !!
وأن الحب الإنفرادي المنعوت بالتخاذل والتفرد بالعصبية... يأخذنا حيث الإقتناع بأن ما مضى بيننا من حب ... كان إثما عظيما ...
وكانت طرق العشق التي سلكناها هي من أقبح ما جاء به العاشقين القدامى ...
لا زال يعميك الغضب ... ولا زلت تسألين في عتب...
ولا زالت نظراتك ترقب وجهي يسارا و يمينا...
لا زال مع كل شهيق خارج تبعثين أسئلة حارة ... ويأتي الزفير بلا إجابات ... وبلا مياه تروى ظمأ الفضول ....
ولأنك تشتاطين غضبا... لن تقويين على نقش تلك الملامح السود... لذلك أتجمل!!!
فيا أيتها المتسائلة بتمرد ...
الثاقبة للأحاسيس الشهية...
رغم اقتناعك بسوء الظن والإنقلاب عمدا على كل قوانيني...
فبعد الشجار تحولتي امرأة أخرى...
تحولت أنثى غاضبة ... بداخلك الآهة تنبعث مشيطنة وكأنها من قعر الجحيم ...
رغم استيائك ... رغم عزائك ... رغم أنك تحاولين رسمي بهذا التشوه المقزز... الذي ترينه بأم عينيك ... ورغم كثرة المحاولات ...
الا أنك لن تستطيعي ذاك الرسم الذي تأملينه ...
فالنسوة حين يغضبن تنفك أوصالهن ... ويبدون بلا جمال ولا إبداع ...
ورغم أن كيدهن عظيم إلا أن عقولهن أقل نضوجا... لذا يكن أقرب إلى الصبأ ...
ولأني لا زلت أحبك... ولأنني لا زلت صدرك الحاني ... حاولت أن أتجمل لأجعل الرسم للوجه المشوه أيسر...
وأجعل مراسم الدفن تبدو هينة... حاولت مرارا أن أنبض مائة و تسعون نبضة في الدقيقه !!! لأستطيع أن أشبعك!!!
أشبعك حنانا.. أمانا.. حبا... وأشبع رغبتك في الرسم!!
وأن أحاول آلاف المرات كل صباح لأناسب احتياجاتك... وحاولت أيضا ... أن أسكن الأحزان بغير دليل ...
وأن أسافر في عينيك الحمراوين بغير تأشيرة سفر ولا تأمين ...
فسقط عمدا فوق صدرك .... علك تلينين ...
سقط لأرسم وشما فوق الصدر لصورة زفافنا...
وابنتنا التي لم تبلغ من العمر سوى سبع شجارات بيننا!!!
ورغم احترافك للغضب ... ورغم كل التداعيات التي تبررين بها سخطك...
ما حسبتك يوما تائهة ...
أو تترنحين في الماخور بغير هدى
فلا انت التي تمارس السقوط ... لتدسين قطع الذهب في جيبك الأبيض ... لتذدادين غنى...
ولا التي تسقط ليملأ أعباق أنفاسنا بعدها العتب... والسخط والجنون المستحب...!!!
فلا أنت التي تحترف السفاهة ولا الضلال
بل أنت فى الطهر قمة فوق هرم ...
وثلجا أبيضا يعلو قمم الجبال ...
وإن كنت بحبك أضللت بعد هدى ...
وإن كنت بحبك انحرفت بعد استقامة ...
فالسماح السماح ... فبيننا طفلة لا زالت في المهد لم تفطم ...
لا زالت تتأرجح بين الشجار والعواصف ... تأكلها الأمطار كقطع الصخر المذاب من الصخب..!!
لا زال في السماء تتعانق الأرواح... فلنجدد العهد مع آخر رسالة عطر ممزوجة بجمر أنفاسك المحزن ...
مصبوغة بدمع أنينك والبكاء...
جففها حر تنهيدك والإستياء ...
لنجدد العهد سويا ،، فقد مللت أن أكون هذا المرفوض بغير رضى...
فأنا أشعر بالضيق لأنك مستائة ... رغم أنك من تمارسين دور السخط... بغير قيود!!!
وأعرف جدا أني أحاول جاهدا
أن أمحو إحساسك
أو أن أجمل نفسي أكثر....
لتكن عملية النقش لوجهي المشوه أيسر وأيسر !!!
لتكن الدمية المطفية... والتمثال البالي من قطع الطباشير أيسر...
أيسر في النقش ... أيسر في الهدم... أيسر في التشوه!!
ولتكن عملية إخفاء الأشلاء أكثر بساطة وسهولة ...
صدقيني ... لا أتحدث لأبرر حالي ...
لكنني تيقنت أنه بدونك يا أنت ... لن أصل إلى السطح!!!
فما بالك لو تركنا الشجار....
وتحلينا بالسماح يا فيض المطر ...
فلست أنت الأنثى التى رغم كثرة الشجار أحزنتني...
ولا أنا الذي انتهزت الفرصه لأشيعك جثمانا
وأهدم بعدك عرش السلطان...
أنت خير هذا الزمان ...
فلنجدد علنا ننسى الشجار ...
فما أجمل الرجوع يا أنت...
يا رمز الحنان ويا رفيقة الزمان... ويا حبة العين و الأمان ...
لنفرغ حقائب الأحزان في الطرقات عمدا.....
لنسقط من أعالى الفجر والضلال الي حنايا الحنان والأمطار والتوبة الناعمة ...
فكفانا شجار... فلنجدد دمانا
في لحظات وجد منعوتة بالجنون ...
لنحاول ولو مرة واحده ...
أيتها المتمردة على كل القوانين ...
أن نلتقي ...
فلنلتقي كوردة حمراء في كتاب مراهقتنا وحبنا العذرى الأول ...
فإنى أحبك ....
ولا زلت أحاول أن اتجمل لأجعل النقش للوجه المشوه أيسر!
ولا زلت أتحمل .... لأني أحبك أكثر من شجارنا ... وأكثر ...
فنحن ممزوجون ... ملتصقون إلى أقوى طرق الإنصهار...
ولو اجتمع العلماء ودارسوا الطبيعة العشقية... لكي يفصلونا لن يستطيعوا...
لأننا منصهرون إلى أقصى درجه ...
فكري قليلا... لو تركنا الشجار ... لو تركنا السخط ... لو رقصنا سويا تحت الأمطار ... لو قبلنا ابنتنا قبلة واحده .... تبعث بداخلها الحنان ... وتزيد بداخلنا الوئام...
وتزيد قدرتي على التجمل أكثر... لتستطيعي ... هذه المرة أن ترسمي ثلاثيتنا... رسما منمقا... نعلقه على حائط الزمان...
ليشهد التاريخ أننا تركنا الشجار ... وأننا سويا الآن ... هيا تعالي ...
فقد طال شوقي ... طال الإنتظار ...
إني أحبك...................
ميتو عاشق الفن
2/9/2010